في جهاد الصحابة بقلم مجدي سـالم الحلقة 544 عمرو بن العاص السهمي القرشي .. ” داهية العرب ” – 21
في جهاد الصحابة بقلم مجدي سـالم الحلقة 544 عمرو بن العاص السهمي القرشي .. ” داهية العرب ” – 21
واحد وعشرون.. معاهدة عمرو بن العاص مع أهل مصر (20 هجرية) ..
لما نزل عمرو بن العاص على القوم بعين شمس.. وكان ملك مصر موزع بين القبط والنوب.. فناهضوه فقاتلهم.. وارتقى الزبير بن العوام سورها ونزل عليهم عنوة.. فاعتقدوا بعد ما أشرفوا على الهلكة فأجروا ما أخذوا عنوة مجرى ما صلح عليه فصاروا ذمة وكان نص وثيقة* الصلح معهم كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم.. هذا ما أعطى عمرو بن العاص أهل مصر من الأمان وملتهم وكنائسهم وصلبهم وبرهم وبحرهم.. لا يدخل عليهم شئ من ذلك ولا ينتقص ولا يساكنهم النوب.. وعلى أهل مصر أن يعطوا الجزية إذا اجتمعوا على هذا الصلح.. وانتهت زيادة نهرهم خمسين ألف ألف.. وما عليهم ما جنى لصوتهم.. فإن أبر أحد منهم أن يجيب رفع عنهم من الجزاء بقدرهم.. وذمتنا ممن أبى بريئة.. وإن نقص نهرهم من غايته إذا انتهى.. رفع بقدر ذلك.. .. ومن دخل في صلحهم من الروم والنوب فله مثل ما لهم.. وعليه مثل ما عليهم. ومن أبى واختار الذهاب فهو آمن حتى يبلغ مأمنه أو يخرج من سلطاننا عليهم ما عليهم أثلاثاً في كل ثلث جباية ثلث ما عليهم.. على ما في هذا الكتاب عهد الله وذمته وذمة رسوله وذمة الخليفة أمير المؤمنين وذمم المؤمنين.. وعلى النوبة الذين استجابوا أن يعينوا بكذا وكذا رأس وكذا وكذا فرس.. على أن لا يغزوا ولا يمنعوا من تجارة صادرة ولا واردة.. ووقع عليها كشاهد الزبير وعبد الله ومحمد بناة وكتب وردان وحضر..
حقق الوثيقة الأستاذ بسيوني محمود شريف.. ونقلها من قسم الوثائق الدولية المعنية بحقوق الإنسان.. المجلد الثاني.. ونشرتها دار الشروق بالقاهرة عام 2003..
وقد نشرت بتصريح من المعهد الدولي لحقوق الإنسان بجامعة دي بول شيكاغو.. وجامعة مينيسوتا..
إثنان وعشرون.. في عمرو يفتح الأسكندرية لمرتين..
يقول (صحابة رسولنا) .. أقام عمرو بن العاص بمصر ما أقام.. ثم كتب إلى عمر بن الخطاب يستأذنه في مناهضة أهل الأسكندرية.. فكتب إليه عمر أن يسير إليهم بمن معه من المسلمين.. فسار عمرو بن العاص في سنة إحدى وعشرين.. وخلف على مدينة الفسطاط خارجه بن حُذافة العدوي.. وقدَّم بين يديه مُقَدّمةً عليهم عبد الله بن حُذافَة السَّهْمِيّ.. وقد تجمع له ما دون الأسكندرية من الروم والقبط يقولون: لا يدخل علينا الأسكندرية أبدًا.. وَزَحَفُوا إليه فَالْتَقَوا.. فقاتَلهم عَمرو قتالًا شديدًا حتى هزمهم الله.. وانتهوا إلى الكِرْيَون.. فقاتلوا قتالًا شديدًا حتى صَلَّى عَمْرو بن العاص يومئذ صلاة الخوف.. ثم مضى قدمًا حتى انتهى إلى الأسكندرية..
فأرسل إليهم المقوقس صَالِحْنا وَمَادِّنا مُدَّة ننتهي إليها نحن وأنت وأكتب إلى صاحبي ــ يعني ملك الروم ــ وسأله مُودَاعَة سنة.. فأَبَى عَمرو.. فقال: فشهرًا.. قال: ولا ساعةً من نهارٍ..
ثم قاتلهم أشد القتال حتى فتحها عَنْوَةً ودخلها بالسيف وغَنِمَ ما فيها من الروم وغيرهم الذين في جوفها.. وجعل فيها رابطةً من المسلمين عليهم عبد الله بن حُذَافة.. وبَعثَ عَمْرُو بن العاص معاويَة بن حُدَيْج إلى عمر بن الخطاب بفتح الأسكندرية.. ..
قال الراوي: وبلغ قُسطنطين بن هرقل أَمْرَ الأسكندرية وَفَتْحهَا فبعث تابعا لهُ يُقال له: منويل في ثلاثمائة مركب حتى دخلوا الأسكندرية.. فقتلوا من بها من روابط المسلمين وهَرَبَ مَن هرب.. ونقض أهل الأسكندرية..- قال.. فبلغ عمرو بن العاص الخبر فندب المسلمين فخرجَ في خمسة عشر ألفًا من المسلمين.. ثم زحف إلى أهل الأسكندرية ونصب عليها المَجَانِيق.. وقاتلهم أشد القتال حتى فتحها عَنْوَةً. وكان فيما كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص لما ولي مصر:
( وأن معك أهل ذمة وعهدٍ قد أوصى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بهم.. وأوصى بالقبط فقال:”اسْتَوْصُوا بالقبط خَيْرًا فإنّ لهم ذِمَّةً وَرَحِمًا”.. ورحمهم: أَنّ أُمَّ إسماعيل منهم.. وقد قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “مَن ظَلَم معاهدًا وكلّفه فوق طاقتهِ فَأَنَا خصْمُهُ يوم القيامة” .. احْذَرْ يَا عَمْرو أن يكون رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لك خصمًا.. فإنه من خاصمه خصمه.. والله يا عمرو.. لقد ابتليتُ بولايةِ هذه الأمة.. وأنستُ من نفسي ضعفًا وانتشرت رعيَّتي.. ورقَّ عظمي.. فأسألُ الله أَنْ يقبضني إليه غير مُفرطٍ.. والله إني لأخشى لو مات حَمَلٌ بأقصى عملك ضياعًا.. أن أُسْأَلَ عنه يوم القيامة) ..
وروي أن عمر بن الخطاب كتب إلى عمرو بن العاص: أن يحمل طعامًا من مصر حتى يُرسَى بهِ إلى بَولا وكان الساحلَ.. ليقسمه على الناس على حالاتِهم.. وعيالاتِهم..
.. نكمل غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.