في جهاد الصحابة بقلم مجدي سـالم الحلقة 546.. عمرو بن العاص السهمي القرشي داهية العرب 23
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة\ 546.. عمرو بن العاص السهمي القرشي “.. ” داهية العرب ” – 23
خامس وعشرون.. ولاية عمرو بن العاص في عهد عمر بن الخطاب..
- قيل في عمر بن الخطاب يقيم الحد مرتين على ولده: روى محمد بن عمر.. قال: حدثنا أُسَامة بن زيد بن أسلم.. عن أبيه.. عن جده.. قال: سمعتُ عَمْرَو بن العاص يومًا ـ وَذَكَرَ عُمَرَ فَتَرَحَّم عليه ثم ـ قال: ما رأيتُ أحدًاـ بعد نَبِيّ اللهِ وأَبِي بكر ـ أَخْوَفَ للهِ من عُمَرَ.. لا يبالي على من وقع الحقُّ.. عَلَى وَلَدٍ أَوْ وَالدٍ..
ثم قال: واللهِ إِنِّي لَفِي منزلي ضُحًى بمصرَ إِذْ أَتانى آتٍ فقال: قدم عبد الله وعبد الرحمن ابنا عُمَر غَازِيَيْنِ.. فقلت للذي أخبرني: أين نَزَلاَ؟ قال: في موضع كذا وكذا ـ لأقصى مصر ـ وقد كَتَبَ إِلَىَّ عُمَرُ: إياك أَنْ يَقدم عليك أحدٌ من أهل بيتي فَتحبُوهُ بأمرٍ لا تصنعهُ بغيره.. فَأَفعلُ بِكَ ما أنت أهله.. فأنا لا أستطيع أن أُهْدِي لهما.. ولا آتيهما في منزلهما للخوف من أبيهما.. - فوالله إني لَعَلَى ما أنا عليه إلى أن قال قائِلٌ: هذا عبد الرحمن ابن عمر.. وأَبُو سِرْوَعَةَ على الباب يستأذنان.. فقلت: يدخلان.. فدخلا وهما مُنْكَسِرَان.. فقالا: أقم علينا حَدَّ الله.. فإنّا قد أصَبنا البارحة شرابًا.. فسكِرنا..
- قال: فَزَجرْتُهما وطَرَدْتُهما.. فقال عبد الرحمن: إن لَمْ تفعلْ أخبرتُ أَبِي إِذا قَدِمت عليه.. قال: فحضرني رأي وعلمت أني إن لم أقم عليهما الحدَّ غضبَ عليَّ عمر في ذلك وعزلني.. وخالفه ما صنعت..
- فنحن على ما نحن عليه إذ دخل علينا عبد الله بن عمر.. فقمتُ إليه.. فرحبتُ به.. وأردتُ أن أجلسه على صدر مجلسي.. فَأَبَى عَلَيَّ وقال: إن أبي نهاني أن أدخل عليك إِلاَّ أَلاَّ أجِد بدّا.. فإني لم أجد بدًّا من الدخول عليك..
إن أخي لا يُحلَقُ على رءوس الناس أبدًا.. فأمّا الضرب فاصنع مَا بَدَا لَك.. قال: وكانوا يحلقُونَ مع الحدِّ ـ
قال: فأخرجتهما إلى صحن الدار.. فضربتهما الحد.. ودخل ابن عمر بأخيه عبد الرحمن إلى بيتٍ مِن الدار.. فحلق رأسه ورأس أبي سِرْوَعَةَ.. فوالله ما كتبت إلى عمر بحرفٍ مما كان.. - حتى إذا تَحينتُ كتابهُ إذا هو يَطِمُّ فيه: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}: من عبد الله عُمَرَ أميرِ المؤمنين إلى العاصي بن العاصي.. فَعجبتُ لك يابن العاصي ولجرءتك عَلَيَّ! وخلاف عهدِي.. أما إِنّي قد خالفت فيك أصحاب بَدْرٍ ممن هو خيرٌ منك واخترتك لجرأتك عنِّي.. وإنفاذ عهدي.. فأراك تَلَوَّثْت بما قد تلوثت.. فما أُراني إلا عَازِلُكَ فَمُسِيءٌ عَزْلَك.. تَضْرِبُ عبدَ الرحمن بن عمر في بيتك وتَحلق رأسَه في بيتك.. وقد عرفتَ أن هذا يخالفني؟! إِنَّما عبدُ الرحمن رجل مِن رَعِيَّتكِ تصنع به ما تصنع بغيره من المسلمين.. ولكن قلتَ: هو ولدُ أميرِ المؤمنين.. وقد عرفتَ أن لا هوادةَ لأحدٍ من الناس عندي في حقٍّ يجبُ للهِ عليه.. فإذا جاءك كتابي هذا فابعث به في عباءَةٍ على قَتَب حتى يُعْرَف سوء ما صنع..
- فبعثت به كما قال أبوه.. وأقرأتُ ابنَ عمر كتاب أبيه.. وكتبت إلى عمر كتابًا أعتذرُ فيه. وأخبره أني ضربته في صحن داري.. وبالله الذي لا يُحلَفُ بأعظم منه إِني لأقيم الحدودَ في صحن داري على الذِّمِّيّ والمسلم. وبعثتُ بالكتاب مع عبد الله بن عمر. فقال أسلم: فَقُدِمَ بعبد الرحمن على أبيه.. فدخل عليه.. وعليه الحدّ مرة فما عليه عباءةٌ.. ولا يستطيع المشي من مَرْكَبه.. فقال: يا عبد الرحمن.. فعلتَ وفعلتَ! السِّيَاط!
فكَلَّمَه عبدُ الرحمن بن عَوفٍ.. فقال: يا أميرَ المؤمنينَ قد أقيم عليه الحدّ مرّة فما عليه أن تُقِيمَهُ ثانيةً! فلم يلتفت إلى هذا عُمَرُ.. وبرّزَهُ.. فجعل عبد الرحمن يصيح! إِنِّي مريضٌ.. وأنت قاتلي فضربَهُ الثانيةَ الحَدّ.. وحَبسهُ ثم مرِضَ فمات.. - ((قال: أخبرنا هِشَام أبو الوليد الطَّيَالسيّ.. قال: حدّثنا ليث بن سعد.. عن يَزِيد بن أَبِي حَبِيب عمّن أدرك ذلك.. أنّ عمر بن الخطّاب كتب إلى عمرو بن العاص: انظر من كان قبلك ممّن بايع النبّي صَلَّى الله عليه وسلم.. تحت الشجرة فأتِمّ له مائتي دينار.. وأتمّ لنفسك بإمارتك مائتي دينار.. ولخارجة بن حُذافة لشجاعته.. ولقيس بن أَبِي العاص لضيافته)) الطبقات الكبير.. قال.. وكان عمرو من أُمراء الأجناد في الجهاد بالشام في زمَنِ عمر؛ وهو الذي افتتح قنّسرين.. وصالحَ أهْلَ حلب ومنْبِج وأنطاكية.. وولَّاه عُمر فلسطين. أخرج ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ مِنْ طريق الليث.. قال: نظر عُمر إلى عَمْرٍو يمشي.. فقال: ما ينبغي لأبي عبد الله أَن يمشي على الأرض إلا أميرًا))
رواية الإصابة في تمييز الصحابة..
- قال: أخبرنا محمد بن عمر.. قال: حدثني شُرَحْبِيل بن أَبِي عون.. عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن المِسْوَر بن مَخْرَمةَ.. قال: لما توفى عمر بن الخطاب وولى عثمان بن عفان كَتَبَ إلى عمرو بن العاص فَأَقَرّهُ عَلَى مصر.. فكتب إليه عَمْرو يُخبره بما نال المسلمون من المغرب.. وأنهم بلغوا باب قَاِبس فأصابوا أموالًا عظامًا.. وأنه ليس بين باب قابس وإفريقية إلا أربع ليال.. فإن رأى أمير المؤمنين أن يغزيها المسلمين فعل.. فكتب إليه عثمان: إني غيرُ فاعل.. فأضرب عَمْرو عن ذكرها)) .. .. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.