في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم الحلقة 470 .. ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيف الله”-36
في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم
الحلقة 470 .. ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيف الله”-36
- جهاد خالد بن الوليد في خلافة عمر بن الخطاب.. خالد في الشام..
الطريق إلى اليرموك.. شهد جيش المسلمين أكبر انتصاراته في بلاد الشام في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فبعد معركة أجنادين التي كانت في عهد خلافة أبي بكر الصديق دخل المسلمون دمشق من أبواب عدة.. حيث دخل خالد بن الوليد -رضي الله عنه- دمشق من باب شرقي ودخل أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- دمشق من باب الجابية.. بينما بقي جيش شرحبيل بن حسنة -رضي الله عنه- في الجنوب لحماية جيش المسلمين من خطر الروم الذين كانت لديهم حشود غفيرة.. ودخل الجيش الإسلامي دمشق في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في السنة الثالثة عشرة للهجرة..
فتح دمشق..
يقول موقع (سطور).. أنه تحرك خالد على رأس الجيش متوجها إلى الشام.. فأقام شهرا على ضفة اليرموك دون أن يتعرض له الروم.. وتوفي أبو بكر.. وتولى عمر بن الخطاب الخلافة.. - كان أول ما استفتح به عهده أن أمر بعزل خالد وتولية أبي عبيدة حينما رأى افتتان المسلمين بخالد.. بعد الذي حققه من انتصارات.. وما أذيع حوله من بطولات.. ولكن أبا عبيدة كتم الأمر ولم يذع نبأ عزل خالد حتى لا يفتّ ذلك في عضد خالد وجنوده.. خاصة وهم مقبلون على معركة عظيمة فاصلة هي معركة اليرموك..
- واستطاع خالد أن يحقق انتصارا حاسما في تلك المعركة.. وحينما علم بنبأ عزله لم يبد تأثرا؛ فهو فارس.. ميدانه القتال.. وهو في طليعة المحاربين.. سواء كان قائدا أو جنديا..
- وجاءت الأخبار إلى المسلمين أن هرقل قائد الروم أمدّ دمشق بقوات من حمص.. وكان أبو عبيدة يريد تتبع فلول الروم المنهزمين من أجنادين والذين تجمعوا في “فحل”.. فأرسل إلى عمر بن الخطاب يعرض عليه الأمر ويستشيره.. فكتب إليه عمر يأمره بالسير إلى دمشق فإنها حصن الشام وبيت مملكتهم.. وأن يرسل إلى أهل “فحل” خيلا تشغلهم عن وجهة المسلمين وتحركهم..
- سار أبو عبيدة وخالد بن الوليد في قوة كبيرة من جيش المسلمين متجهين إلى دمشق.. ولم يجد المسلمون مقاومة من الروم.. ولم يعترض طريقهم أحد.. وبلغ المسلمون غوطة دمشق فازدادوا حماسا وحمية.. وقوي عزمهم على التقدم نحو دمشق التي بهرهم ما تتمتع به من سحر وجمال.. ودخل المسلمون الغوطة فوجدوا قصورها ومساكنها خالية بعد أن هجرها أهلها ليحتموا بأسوار المدينة المنيعة من أُسود المسلمين الذين انطلقوا لا يعوقهم شيء.. وحاصر المسلمون مدينة دمشق.. وقدّر أبو عبيدة أن هرقل قد يبعث بمدد من حمص لمحاصرة قواته بين حصون دمشق وجيوش الروم؛ فأرسل جيشا من المسلمين ليعسكر في الطرق إلى دمشق.. ووزع أبو عبيدة قواته على أبواب المدينة؛ لإحكام الحصار عليها فجعل شرحبيل بن حسنة على باب توما.. وعمرو بن العاص على باب الفراديس.. ويزيد بن أبي سفيان على باب كيسان.. وخالد بن الوليد على الباب الشرقي.. وكان هو على باب الجابية..
- وكان الانتصار على مدد هرقل.. فقد صدقت فراسة أبي عبيدة؛ فقد أرسل هرقل عددا كبيرا من القوات لنجدة الروم المحاصرَين في دمشق.. ففوجئت هذه القوات بجيش المسلمين الذي كان في انتظارهم.. ودارت معركة عنيفة بين الجانبين.. واستمر القتال الشديد بين الفريقين حتى انكشف الروم ولحقت بهم هزيمة منكرة.. فارتدّوا منهزمين إلى حمص.. وكان لانتصار المسلمين في هذه المعركة أكبر الأثر في نفوسهم؛ حيث قويت عزيمتهم على القتال وتحمل الظروف القاسية التي مر بها جيش المسلمين مع قدوم الشتاء ببرودته الشديدة التي لا يطيقها أبناء الصحراء الحارة..
- وطال انتظار الرومان المحاصرَين للمدد.. وأرسلوا إلى هرقل يستعجلون مدده قبل أن تخور قوتهم وتضعف عزيمتهم على الصمود والمقاومة.. فبعث إليهم هرقل يطمئنهم ويحثهم على الثبات والمقاومة.. فقوّى ذلك من عزيمتهم.. وبعث الأمل في قلوبهم وشجعهم على الثبات وصد هجمات المسلمين.. ومع مرور الوقت عاد اليأس يسيطر على قلوب الروم.. وبدأ القلق على مصير المدينة ينتاب قادتها؛ فاجتمع عدد من هؤلاء القادة وذهبوا إلى “توماس” القائد العام لجيش الروم في دمشق.. زوج ابنة الإمبراطور هرقل.. وأخبروه بمخاوفهم.. وعرضوا عليه الصلح مع خالد.. إلا أنه رفض هذه الفكرة.. مؤكدا لهم قدرته على الدفاع عن المدينة.. وأنه سيطرد المسلمين قريبا من حول دمشق.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.