في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم الحلقة 566. المغيرة بن شعبة الثقفي”.. ” ثالث دهاة العرب”
في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم الحلقة 566. المغيرة بن شعبة الثقفي”.. ” ثالث دهاة العرب”
أولا.. مقدمة.. في نسبه..
هو ((المُغِيرَةُ بن شعبة بن أَبي عامر بن مسعود بن مُعَتِّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس.. وهو ثقيف ـــ الثقفي.)) أسد الغابة.. وهو ((المغيرة بن شعبة: بن أبي عامر بن مسعود بن معقب)) الإصابة في تمييز الصحابة.. ومن الطبقات.. ((قال ابْنُ سَعْدٍ: كان يقال له مغيرة الرأي.)) الإصابة في تمييز الصحابة.. ((أَخرجه أَبو نعيم.)) أسد الغابة..
هو ((كنيته أبو عيسى أو أبو محمد. وقال الطبري: يُكَنّى أبا عبد الله))
((أمّه أسماء بنت الأفقم بن أبي عَمْرو بن ظُويلم بن جُعَيل بن عَمْرو بن بن دهمان بن نَصْر.)) حسب الطبقات الكبير.. وقيل أمه (أُمامة بنت الأَفقم أَبي عمر.. ومن بني نصر بن معاوية.. ) في أسد الغابة..
((قال ابن الأثير: وكان المغيرة أصهبَ الشعر.. جَعدًا.. أكشف.. يَفرِق رأسه فُروقا أربعة.. أقلصَ الشفتين.. مهتومًا.. ضخم القامة.. عَبْل الذراعين.. بعيد ما بين المنكبين.. )).. منقول من “صحابة رسولنا”..
وقال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي وعبد الله بن جعفر الرقي.. قال: سمعت عبد الملك بن عُمَير.. قال: رأيتُ المغيرةَ بن شعبة يخطب في العيد عَلَى بَعِير.. ورأيته يخضب بالصفرة.. وقال: أخبرنا محمد بن معاوية النيسابوري.. قال حدّثنا داود بن خالد.. عن عباس بن عبد الله بن معبد بن عباس.. إن أول مَن خضب بالسواد المغيرةُ بن شعبة.. خرج على الناس وكان عَهدُهم أَنَّه أبيضُ الشّعر فَعَجِبَ الناسُ منه..
ثانيا.. في إسلامه.. رضي الله عنه..
يروى عن المغيرة بن شعبة قال: كنا قوماً من العرب متمسكين بديننا ونحن سدنة اللات.. فأراني لو رأيت قومنا قد أسلموا ما تبعتهم.. فأجمع نفر من بني مالك الوفود على المقوقس.. وأهدوا له هدايا.. فأجمعت الخروج معهم.. فاستشرت عمي عروة بن مسعود.. فنهاني وقال: ليس معك من بني أبيك أحد. فأبيت إلا الخروج.. فخرجت معهم.. وليس معهم أحد من الأحلاف غيري حتى دخلنا الإسكندرية.. فإذا المقوقس في مجلس مطل على البحر.. فركبت زورقاً حتى حاذيت مجلسه.. فنظر إلي فأنكرني.. وأمر من يسألني من أنا وما أريد؟ فسألني فأخبرته بأمرنا وقدومنا عليه.. فأنزلنا في الكنيسة.. وأجرى علينا ضيافة.. ثم دعا بنا.. فنظر إلى رأس بني مالك فأدناه وأجلسه معه وسأله: أكل القوم من بني مالك؟ فقال: نعم.. إلا رجل واحد من الأحلاف.. فعرفه إياي.. فكنت أهون القوم عليه.. ووضعوا هداياهم بين يديه فسر بها.. وأمر لهم بجوائز.. وفضل بعضهم على بعض.. وقصر بي فأعطاني شيئاً قليلاً لا ذكر له.. وأقبل بنو مالك يشترون الهدايا لأهلهم وهم مسرورون.. ولم يعرض علي رجل منهم مواساة..
وخرجوا وحملوا معهم الخمر.. فكانوا يشربون وأشرب معهم وتأبى نفسي تدعني ينصرفون إلى الطائف بما أصابوا.. وما حباهم الملك ويخبرون قومي بتقصيره بي وازدرائه إياي.. فأجمعت على قتلهم.. فلما كنا ببيسان تمارضت وعصبت رأسي.. فوضعوا شرابهم ودعوني.. فقلت: (رأسي يصدع.. ولكن أجلس فأسقيكم)..
فلم ينكروا شيئاً.. وجلست أسقيم وأشرب القدح بعد القدح.. فلما دبت الكأس فيهم اشتهوا الشراب.. فجعلت أصرف لهم ورع الكأس.. فيشربون ولا يدرون.. فأهمدتهم الكأس حتى ناموا ما يعقلون.. فقتلتهم جميعاً وأخذت جميع ما كان معهم.. وقدمت على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأجده جالساً في المسجد مع أصحابه.. وعلي ثياب سفري فسلمت بسلام الإسلام.. فنظر إلي أبو بكر بن أبي قحافة.. وكان بي عارفاً فقال: ابن أخي عروة؟
قال: قلت نعم.. جئت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله..
فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الحمد لله الذي هداك للإسلام.. فقال أبو بكر: أمن مصر أقبلتم؟
قلت: نعم.. قال: فما فعل المالكيون الذين كانوا معك.؟ قلت: كان بيني وبينهم بعض ما يكون بين العرب.. ونحن على دين الشرك فقتلتهم وأخذت أسلابهم.. وجئت بها إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليخمسها أو يرى فيها رأيه.. فإنما هي غنيمة من مشركين.. وأنا مسلم مصدق بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..
فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أما إسلامك فنقبله.. ولا آخذ من أموالهم شيئاً.. ولا أخمسه.. لأن هذا غدر.. والغدر لا خير فيه”.. قال: فأخذني ما قرب وما بعد وقلت: يا رسول الله! إنما قتلتهم وأنا على دين قومي.. ثم أسلمت حين دخلت عليك الساعة قال: “فإن الإسلام يجب ما كان قبله”..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.