في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم الحلقة568.. “المغيرة بن شعبة الثقفي”.. ” ثالث دهاة العرب”..
في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم الحلقة568.. “المغيرة بن شعبة الثقفي”.. ” ثالث دهاة العرب”..
ثانيا.. في مواقف له مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.. نكمل..
في المغيرة في سرية يهدم الأصنام.. حيث شهد المشاهدَ بعد ذلك مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. وقدم وفْدُ ثَقِيف فأنزلهم عليه.. وأكرمهم.. ثم بعثه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. مع أبي سفيان بن حرب إلي الطائف بعد فتح مكة فهدموا الرَّبَّة..
ثالثا.. في موقف له مع أبي بكر الصديق..
قال الراوي ابن الأثير: أخبرنا شهاب بن عباد.. قال: حدّثنا إبراهيم بن حميد الرُّؤَاسِيّ.. عن إسماعيل بن أبي خالد.. عن قيس بن أبي حازم.. عن المغيرة بن شعبة.. قال: كنت جالسا عند أبي بكر الصديق إِذْ عُرِض عليه فَرَسٌ له فقال له رجل من الأنصار احْمِلْنِي عليها.. فقال له أبو بكر: لأَن أحملَ غلامًا قد ركب الخيلَ على غُرْلَتِهِ ـ يعني الأَقْلَف ـ أحبُّ إليَّ من أن أَحْمِلَكَ عليها.. فقال له الأنصاري مغلظا القول: أنا خيرٌ منك ومن أبيك..
قال المغيرة: فغضِبْتُ لِمَا قال لأبي بكر! فقمتُ إليه فأخذت ُبرأسه فرَكَبْتُه على أنفه.. فكأنما كان عَزْلاَءَ مَزَادَةٍ.. فتواعَدَني الأنصارُ أن يَستقِيدوا مني.. فبلغ ذلك أبا بكر.. فقام فقال: إنه بلغني عن رجال زعموا أنِّي مُقِيدُهم مِن المغيرة.. ووالله لَأَن أُخرجَهم مِن دارِهم أقربُ إليهم من أن أُقِيدَهُمْ مِنْ وَزَعَةَ الله الذين يَزَعُون عنه.. حسب رواية الطبقات الكبير.. والأمر واجب التحقيق..
رابعا.. في مواقف له مع عمر بن الخطاب..
( ذكر البَغَوِيُّ.. مِنْ طريق زيد بن أسلم ـــ أن المغيرة استأذن على عمر بن الخطاب.. فقيل: أبو عيسى.. قال عمر: مَنْ أبو عيسى؟ قيل: المغيرة بن شعبة.. قال: فهل لعيسى من أبٍ.؟ فشهد له بعضُ الصَّحابة أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم كان يكنيه بها.. فقال عمر: إن النبيَّ صلى الله عليه وسلم شهد أو غَفَر له.. وإنا لا ندري ما يُفْعَل بنا.. وكناه أبا عبد الله) .. حسب رواية الإصابة في تمييز الصحابة..
قال الْبَغَوِيُّ أيضا: حدَّثني حمزة بن مالك الأسلميّ.. حدَّثني عمي شيبان بن حمزة.. عن دويد.. عن المطّلب بن حَنْطب؛ قال: قال المغيرة:
( أنا أول مَنْ رشا في الإسلام.. جئتُ إلى يَرْفأ حاجب عمر.. وكنْتُ أجالسه.. فقلت له: خُذْ هذه العمامة فالبسها؛ فإن عندي أختها؛ فكان يأنس بي ويأذن لي أن أجلس من داخل الباب.. فكنْتُ آتي فأجلس في القائلة فيمرّ المار فيقول: إن للمغيرة عند عمر منزلةً.. إنه ليدخل عليه في ساعةٍ لا يدخل فيها أحد) ..
– قال الراوي: أخبرنا محمد بن عمر.. قال: حدثني مَعمر.. عن الزهري.. عن سعيد بن المُسَيِّب.. قال: شهد أبو بكرة.. وَشِبلُ بن معبد.. ونافعُ بن الحارث.. وزيادٌ.. كلهم شهدوا عَلَى المغيرة بن شعبة بالحدث الذي كان منه بالبصرة عند عمر بن الخطاب.. فضربهم عمرُ الحَدَّ غير زيادٍ لأنه لم يُتم الشهادةَ عليه.. سنفصل هذا..
قال محمد بن عمر: وكان ذلك في سنة سبع عشرة.. ثم ولاّه عُمر بعد ذلك الكوفة..
خامسا.. ما قيل في المغيرة.. رضي الله عنه..
قال الْبَغَوِيُّ: كان أول من وضع ديوان البصرة.. أخرج الْبَغَوِيُّ من طريق هشام بن سعد.. عن زيد بن أسلم.. عن أبيه؛ قال: استعمل عمر المغيرة على البَحْرين.. فكرهوه وشكَوْا منه.. فعزله.. فخافوا أن يُعيده عليهم.. فجمعوا مائة ألف.. فأحضرها الدّهْقَان إلى عُمر.. فقال: إن المغيرة اخْتَانَ (يقصد اختلسها) هذه فَأوْدَعها عندي.. فدعاه عمر فسأله.. فقال: كذب.. إنما كانت مائتي ألف.! فقال: وما حملك على ذلك؟ قال: كثْرَةُ العيال.. فأسقُط في يد الدهقان.. فحلف وأكّد الأيمان أنه لم يودع عنده لا قليلًا ولا كثيرًا.. فقال عمر للمغيرة: ما حملك على هذا؟ قال: إنه افترى عليّ.. فأردْتُ أن أخزيَهُ..
قَالَ الشَّعْبِيُّ: كان من دهاة العرب.. وكذا ذكره الزهري. وقال قبيصة بن جابر: صحبت المغيرة.. فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج من باب منها إلا بالمكر لخرج المغيرة من أبوابها كلها.. جسب الإصابة في تمييز الصحابة.. وروى مجالد عن الشّعبي.. قال: (دُهاة العرب أربعة: معاوية بن أبي سفيان.. وعمرو بن العاص.. والمغيرة بن شعبة.. وزياد. فأما معاوية فللأناة والحلم.. وأما عمرو فللمعضلات.. وأما المغيرة فللمبادهة.. وأما زياد فللصّغير والكبير) .. وحكى الرّياشي.. عن الأصمعيّ.. قال: كان معاوية يقول: أنا للأناءة.. وعمرو للبديهة.. وزياد للصّغير والكبير.. والمغيرة للأمر العظيم.. وقال أبو عمر.. يقولون: إن قيس بن سعد بن عبادة لم يكن في الدّهاء بدون هؤلاء.. مع كَرمٍ كان فيه وفَضْل..
.. نكمل غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.