في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم الحلقة 596.. “القعقاع بن عمرو التميمي”…” المؤيدون يكتبون في شجاعته وأشعاره”..
في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم الحلقة 596.. “القعقاع بن عمرو التميمي”…” المؤيدون يكتبون في شجاعته وأشعاره”..
نكمل.. الفعقاع هنا شحصية حقيقية.. تنقل دائرة المعارف “ويكيبيديا” جانبا مما اشتهر من أشعار القعقاع التميمي..
شعر القعقاع بن عمرو في معركة جلولاء سنة 16 هـ..
بعد أن هزم الفرس بالمدائن هربوا إلى جلولاء وإجتمعوا هناك وجعلوا عليهم مهران رازي وقد بلغ خبر تجمع الفرس إلى سعد بن أبي وقاص فكتب إلى عمر بن الخطاب يستشيره فكتب إليه عمر : «أن سرح هاشم بن عتبة إلى جلولاء في أثني عشر ألف وأجعل على مقدمته القعقاع بن عمرو التميمي وعلى الميمنة سعر بن مالك وعلى الميسرة عمرو بن مالك بن عتبة وإجعل على ساقته عمرو بن مرة الجهني وإن هزم الله الفرس فاجعل القعقاع بن عمرو بين السواد والجبل»…فخرج هاشم بالمسلمين في صفر سنة 16 هـ وقصد جلولاء وحاصر الفرس ثمانين يوما وكان يزدجرد يرسل الأمدادت للفرس وكذلك سعد بن أبي وقاص يرسل الفرسان لهاشم وعندها أيقن الفرس أن مناعة مدينتهم لن تصرف المسلمين عنها وأن المسلمين سوف يحاصرونها حتى ترضخ عندها خرج الفرس إلى القتال وأشتبكوا مع المسلمين واقتتلوا قتالا شديدا..
وقد قام القعقاع بن عمرو خطيبا في المسلمين يطلب منهم الصبر ويشد من أزرهم وهو يقول «إنا حاملون عليهم ومجاهدوهم وغير كافين ولا مقلعين حتى يحكم الله بيننا وبينهم فاحملوا عليهم حملة رجل واحد حتى تخالطوهم.. ولا يكذبن أحد منكم» فحمل المسلمين على الفرس حملة قوية صادقة لم يستطع الفرس الصمود أمامها وواصل المسلمين التقدم وهزم الفرس يمنة ويسرة ووقعت خيلهم فاتبعهم المسلمين ووضعوا السيوف على رقابهم ولم يفلت منهم إلا القليل وقتل منهم في وقعة جلولاء مائة ألف نفس وخرج القعقاع في طلب المنهزمين من الفرس فأدرك بعض سبيهم والذي يعرف بسبي جلولاء وتمكن القعقاع خلال مطاردته لفلول الفرس المنهزمة أن يقتل قائدهم مهران رازي..وقد صور القعقاع بن عمرو هذا الأنتصار العظيم بقوله :
ونحن قتلنا في جلولا أثابرا ومهران.. إذ عزّت عليه المذاهب
ويوم جلولاء الوقيعة أفنيت بنو فارس.. لمّا حوتها الكتائب
في شعر القعقاع في معركة نهاوند 21 هـ..
تعتبر معركة نهاوند من المعارك الفاصلة والحاسمة في التاريخ الإسلامي.. إذ لم يقم لإمبراطورية الفرس بعدها قائمة.. وقد إجتمع الفرس في نهاوند في مائة وخمسين ألف مقاتل وعليهم الفيرزان.. وبلغ خبرهم قباذ وهو الوالي الذي إستعمله القعقاع على ثغر حلوان.. فكتب قباذ إلى سعد الذي كتب بدوره إلى عمر.. فأستشار عمر الناس ووقع إختياره على النعمان بن مقرن لقيادة الجيوش الإسلامية في معركة نهاوند..
وسار جيش المسلمين وقد جعل النعمان القعقاع على المجردة وهم قوة الفرسان.. ولما وقف الجيشان أمام بعضهم البعض.. وبدا المسلمون المعركة بالتكبير.. وأقتتلوا لثلاثة أيام ثم أجبر المسلمين الفرس على التحصن في حصونهم. فتقدم القعقاع بن عمرو مع ثلة من الفرسان نحو حصون الفرس ورماهم بالنبال.. ثم أظهر أنه يريد إقتحام المدينة.. فحاول بعض جنود الفرس رده.. فأظهر القعقاع أنه ينسحب لكي يجبر الفرس على اللحاق به متظاهراً بالهزيمة.. وأستمر بالتراجع شيئاً فشيئاً والفرس ورائه وعلى رأسهم قائدهم الفيرزان.. ثم حمل عليهم المسلمون وأشتد القتال بينهم حتى الليل..
وأنزل الله سبحانه نصره على عباده المؤمنين وأنهزم الفرس وقتل أكثرهم إلا ثلة قليلة تمكنت من الفرار بصعوبة على رأسهم قائدهم الفيرزان. ثم إن الفيرزان فر إلى همذان فتبعه نعيم من مقرن ومعه القعقاع بن عمرو فأدركه القعقاع وظفر به وقتله. وأنتهت معركة نهاوند بنصر كبير وحاسم للمسلمين وهزيمة ساحقة للفرس.. وقد وصف القعقاع هذه الأحداث كلها بقصيدةٍ يقول فيها:
وَيَومَ نَهاوَنَدٍ شَهِدتُ فَلَم أَخِم وَقَد أَحَسَنَت فيهِ جَميعُ القَبائِلِ
عَشِيَّةَ وَلّى الفَيرُزانُ مُوايِلا إِلى جَبَلٍ آبٍ حَذارَ القَواصِلِ
فَأَدرَكَهُ مِنّا أَخو الهَيجِ وَالنَدى فَقَطَّرَهُ عِندَ اِزدِحامِ العَوامِلِ
وَأَشلاؤُهُم في وَأيِ خُردٍ مُقيمَةٌ تَنوبُهُم عيسُ الذِئابِ العَواسِلِ
في شعره في معركة فحل 13 هـ..
لما فتح المسلمون مدينة دمشق واستسلم الروم فيها وطلبوا الصلح.. جاء أمر الخليفة عمر بن الخطاب للجيش بالمسير إلى فحل وهو موضع بالشام.. وكان القعقاع بن عمرو مع هذا الجيش الذي سار وحضر وقعة فحل التي إنتصر فيها المسلمين على الروم.. وأبلى فيها القعقاع بلاء حسناً.. وعبر عن ذلك في شعره:
كَم مَن أَبٍ لي قَد وَرَثتُ فِعالُهُ جَمِّ المَكارِمِ بَحرُهُ تَيّارُ
وَغَداةَ فِحلٍ قَد رَأَوني مُعلماً وَالخَيلُ تَنحطُ وَالبَلا أَطوارُ
ما زالتِ الخَيلُ العُرابُ تَدوسُهُم في حَومِ فَحلٍ وَالهَبا مُوّارُ
حَتّى رَمَينَ سَراتُهُم عَن أَسرِهِم في رَوعَةٍ ما بَعدَها اِستَمرارُ
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.