في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم الحلقة 622 “عبدالله بن عباس بن عبد المطلب”.. “الحبر الفقيه.. ثاني العبدليين”..
في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم الحلقة 622 “عبدالله بن عباس بن عبد المطلب”.. “الحبر الفقيه.. ثاني العبدليين”..
أولا.. مقدمة.. في نسبه..
هو الإمام عبدالله بن العباس.. رضي الله عنهما.. أحد الصحابة الكرام.. وأحد فقهاء الإسلام المشهورين.. الذين خصَّصوا حياتهم لنشر العلم النافع.. والتصدِّي لأهل البدع.. وهو ثاني العبدليين الفقهاء.. يلي عبد الله بن عمر ويليه عبد الله بن عمرو.. على إجتهاد في الترتيب.. تقول “الألوكة”..
هو: عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف.. ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.. كنيته: أبو العباس.. وهو أكبر أولاده..
أمه: هي أمُّ الفضل لبابة الكبرى.. بنت الحارث الهلالية.. وهي أخت ميمونة بنت الحارث.. زوجة النبي صلى الله عليه وسلم؛ (أسد الغابة؛ لابن الأثير) .. وقد ولد عبدالله بن عباس.. فقد ولد قبل الهجرة بثلاث سنين؛ أي: في العام العاشر من بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي) ..
وفي صفات ابن عباس الخلقية.. فقد كان عبدالله بن عباس أبيض.. طويلًا.. مشربًا صفرة.. جسيمًا.. وسيمًا.. صبيح الوجه.. له وفرة.. يخضب بالحناء.. قال ابن جريج: كنا جلوسًا مع عطاء بن أبي رباح في المسجد الحرام.. فتذاكرنا ابن عباس.. فقال عطاء: ما رأيت القمر ليلة أربع عشرة إلا ذكرت وجه ابن عباس؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي) . وقال عكرمة بن عمرو: كان ابن عباس إذا مرَّ في الطريق.. قالت النساء في البيوت: أمَرَّ بائعُ المسك.. أم مَرَّ ابن عباس؟ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي) ..
وفي أولاد عبدالله بن عباس.. رزق الله تعالى ابن عباس بسبعة أولاد: من الذكور خمسة وهم: العباس (الابن الأكبر).. وعلي (ويعد جد الخلفاء العباسيين).. والفضل.. ومحمد.. وعبيد الله.. ومن الإناث: اثنتان.. وهن: لبابة وأسماء؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي) ..
ثانيا.. في إسلام عبد الله ابن عباس:
أسلم عبدالله بن عباس قبل أبيه.. وهاجر مع أبويه إلى المدينة عام فتح مكة؛ أي: في العام الثامن من الهجرة؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي) .. روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت أنا وأمي من المستضعفين.. أنا من الولدان.. وأمي من النساء؛ (البخاري.. الحديث:1357) ..
ثالثا.. في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس..
(1) روى البخاري عن ابن عباس.. قال: ضمَّني النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره.. وقال: “اللهم علِّمْه الحكمة”..
(2) روى البخاري عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء.. فوضعت له وضوءًا.. قال: ((من وضع هذا؟)) فأخبر.. فقال: “اللهُمَّ فقِّهْه في الدين”..
(3) روى أحمد عن عبدالله بن عباس قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر الليل.. فصلَّيتُ خلفه.. فأخذ بيدي.. فجرني فجعلني حذاءه.. فلما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على صلاته خنست.. فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فلما انصرف قال لي: ((ما شأني أجعلك حذائي فتخنس؟)).. فقلت: يا رسول الله.. أو ينبغي لأحد أن يصلي حذاءك وأنت رسول الله الذي أعطاك الله؟ قال: فأعجبته.. فدعا الله لي أن يزيدني علمًا وفهمًا؛ (حديث صحيح) (مسند أحمد.. جـ 5 ) ..
رابعا.. في عبد الله بن عباس يتعلَّم على يد النبي صلى الله عليه وسلم..
روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بِتُّ عند خالتي ميمونة ليلةً.. فقام النبي صلى الله عليه وسلم.. فلما كان في بعض الليل قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضَّأ من شن معلق (قربة) وضوءًا خفيفًا.. ثم قام يُصلِّي.. فقمت.. فتوضَّأت نحوًا مما توضَّأ.. ثم جئتُ فقمت عن يساره.. فحوَّلني فجعلني عن يمينه.. ثم صلى ما شاء الله.. ثم اضطجع فنام حتى نفخ.. فأتاه المنادي يأذنه بالصلاة.. فقام معه إلى الصلاة.. فصلى ولم يتوضَّأ..
روى الترمذي عن ابن عباس قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا.. فقال:
” يا غلامُ.. إني أُعلِّمك كلمات: احفظ الله يحفظْك.. احفظ الله تجدْه تجاهك.. إذا سألت فاسأل الله.. وإذا استعنت فاستعن بالله.. واعلم أن الأُمَّة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك.. ولو اجتمعوا على أن يضرُّوك بشيء لم يضرُّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك.. رُفعت الأقلام وجفَّت الصُّحُف”.. (حديث صحيح) ..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.