في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة / 624 “عبدالله بن عباس بن عبد المطلب
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة / 624 “عبدالله بن عباس بن عبد المطلب”..
الحبر الفقيه.. ثاني العبدليين” -3
سادسا.. في فقه عبد الله بن عباس رضي الله عنه.. نكمل..
- الناس بباب عبد الله بن عباس.. طلاب في مدرسة تلميذ المدرسة المحمدية.. هم يسألون والتلميذ الأستاذ يجيب.. أجاب من يسألون عن عن القرآن وحروفه.. عن تفسير القرآن وتأويله.. عن الحلال والحرام والفقه..
عن الفرائض وما أشبهها..
ثم قال: اخرج.. فقل: من أراد أن يسأل عن العربية والشعر والغريب من الكلام فليدخل.. قال: فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة.. فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله.. قال أبو صالح: فلو أن قريشًا كلها فخرت بذلك.. لكان فخرًا.. فما رأيت مثل هذا لأحد من الناس”؛ (حلية الأولياء؛ لأبي نعيم الأصفهاني) .. - – وأنه طلب ابن عباس العلم والحديث من الصحابة.. وقرأ القرآن على زيد بن ثابت وأبي بن كعب.. فكان يسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من الصحابة.. وكان لابن عباس مجلس كبير في المدينة يأتيه الناس لطلب العلم.. وكان يُقسِّم مجلسه أيامًا ودروسًا.. فيجعل يومًا للفقه.. ويومًا لتفسير القرآن.. ويومًا للمغازي.. ويومًا للشعر.. ويومًا لأيام العرب. وقد روى حوالي 1660 حَدِيثًا.. ولهُ في الصحيحين 75 حَدِيثًا متفقا عليها.. وتفرد البخاري له بِـ 110 أَحَادِيثَ.. وتفرَّد مسلم بن الحجاج بـ 49 حَدِيثًا..
- روى عبدالرزاق بن همام.. عن ابن عباس.. قال: قدم على عمر بن الخطاب رجل.. فجعل عمر يسأله عن الناس.. فقال: يا أمير المؤمنين.. قد قرأ منهم القرآن كذا وكذا.. فقال ابن عباس: والله ما أحب أن يتسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه المسارعة.. قال: فزبرني (انتهرني) عمر.. ثم قال: مه..
قال فانطلقت إلى أهلي مكتئبًا حزينًا.. فقلت: قد كنت نزلت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب منزلة.. فلا أراني إلا قد سقطت من نفسه.. فرجعت إلى منزلي فاضطجعت على فراشي حتى عادني نسوة أهلي.. وما بي وجع.. وما هو إلا الذي تقبلني به عمر.. فبينا أنا على ذلك أتاني رجل.. فقال: أجب أمير المؤمنين.. فخرجت فإذا هو قائم ينتظرني.. فأخذ بيدي ثم خلا بي..
فقال: ما الذي كرهت مما قال الرجل آنفًا؟ فقلت: يا أمير المؤمنين.. إن كنت أسأت فإني أستغفر الله وأتوب إليه وأنزل حيث أحببت.. قال: لتحدثني بالذي كرهت مما قال الرجل.. فقلت: يا أمير المؤمنين.. متى ما تسارعوا هذه المسارعة يختصموا.. ومتى ما يختصموا يختلفوا.. ومتى ما يختلفوا يقتتلوا.. فقال عمر: لله أبوك! لقد كنت أكاتمها الناس حتى جئت بها؛ (إسناده صحيح).. (مصنف عبدالرزاق) .. - تقول عنه دائرة المعارف “ويكيبيديا” .. أنه ولد في مكة في شعب أبي طالب قبل الهجرة النبوية بثلاث سنوات.. وهاجر مع أبيه العباس بن عبد المطلب قبيل فتح مكة فلقوا النبي محمدًا بالجحفة؛ وهو ذاهب لفتح مكة.. فرجعا وشهدا معه فتح مكة.. ثم شهد غزوة حنين وغزوة الطائف.. ولازم النبي وروى عنه.. ودعا له النبي قائلًا: «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل».. وقال أيضًا: « اللهم علمه الكتاب.. اللهم علمه الحكمة».. ثم توفي النبي وعمره ثلاث عشرة سنة.. فكان يفسّر القرآن بعد موت النبي.. حتى لُقِّب بـ حّبر الأمة وترجمان القرآن.. والحبر والبحر.. فكان ابن عباس مستشارًا لعمر بن الخطاب في خلافته على صغر سنة.. وكان يعمر بن الخطاب يُلقبه بـ “فتى الكهول”..
سابعا.. في عبادة عبدالله بن عباس.. رضي الله عنه..
- قال ابن أبي مليكة: صحبت ابن عباس من مكة إلى المدينة.. فكان يصلي ركعتين.. فإذا نزل.. قام شطر الليل.. ويُرتِّل القرآن حرفًا حرفًا.. ويُكثِر في ذلك من النشيج والنحيب؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي) ..
- قال أبو رجاء: رأيت ابن عباس وأسفل من عينيه مثل الشراك البالي من البكاء؛ ( من سير أعلام النبلاء؛ للذهبي) ..
ثامنا.. في وصية العباس لابنه عبدالله..
روى أبو نعيم.. عن عامر الشعبي.. عن ابن عباس.. قال: قال لي أبي: أي بني.. إني أرى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يدعوك ويُقرِّبك ويستشيرك مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاحفظ عني ثلاث خصال: اتق الله.. لا يجربنَّ عليك كذبة.. ولا تفشينَّ له سرًّا.. ولا تغتابنَّ عنده أحدًا.. قال عامر الشعبي: فقلت لابن عباس: كل واحدة خير من ألف درهم.. قال ابن عباس: كل واحدة خير من عشرة آلاف درهم؛ (حلية الأولياء؛ لأبي نعيم الأصفهاني) .. .. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.