في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة / 639 ” أبو دجانة سماك بن خرشة الخزرجي”.. “سيرته في سطور..” – 1

في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 639 ” أبو دجانة سماك بن خرشة الخزرجي .. سيرته في سطور – 1

أولا.. مقدمة.. في نسبه..

هو واحد من أولئك الصحابة الذين لم يكن لهم نصيب في القصص.. ولم يكن من المعمرين الذين جاهدوا في بدايات الدولة.. ثم كان لهم إقطاعيات عندما أصبح للدولة خراج الأرض.. لكنا نحتسبهم عند الله..

وهو من كبار الأنصار.. وكان من الشجعان المشهورين بالشجاعة.. وكانت له عصابة حَمْراءِ.. يعلم بها في الحرب.. ولقد أثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم..

هو أبو دجانة.. سماك بن خرشة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج …

يقول “صحابة لارسولنا”.. أَبو دُجَاَنةَ سِمَاك بن خَرَشة.. وقيل: سماك بن أَوس بن خرشة الأَنصاري الخزرجي الساعدي.. من رهط سعد بن عبادة.. أَخرج سيرته أَبو عمر.. وأَبو نعَيم.. وأَبو موسى..

هوأبو دُجانة الأنصاريّ.. مشهورٌ بكنيته هذه.. وأمّه حَزمة بنت حَرْملة.. من بني زِعْب..

ولأبي دُجانة عقب اليوم بالمدينة وببغداد‏.. وكان لأبي دُجانة من الولد: خالد؛ وأُمّه آمنة بنت عمرو بن الأجشّ.. وكان أَبو دجانة أَخا عتبة بن غَزْوان آخى بينهما رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم..

.. وأَما الحِرْز المنسوب إِليه فإِسناده ضعيف.. سنذكر فيه بعض التفصيل..

ثانيا.. في جهاد سماك.. أبي دجانة.. رضي الله عنه..

روي أنه لما كان في أحد ما كان من الرماة.. وما كان من انكشاف المسلمين.. أنه كان يدافع عن رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم.. هو ومصعب بن عمير.. فكثرت فيه يومها الجراحات.. لكنه عاش..

وله مقامات محمودةٌ في مغازي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم…. فلما كان يوم أُحد أَعلم بها.. واختال بين الصفين.. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “إِنَّ هَذِهِ مِشْيَةٌ يُبْغِضُهَا الله.. عَزَّ وَجَلَّ.. إِلَّا فِي هَذَا المَقَامِ”..

وعن أَنس أَن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أَخذ سيفًا يوم أُحد.. فقال: “مَنْ يَأْخُذُ هَذَا مِنِّي”؟ فبسطوا أَيديهم كُلُّ إِنسان منهم يقول: أَنا.. أَنا.. قال: “فمن يأْخذه بحقه”.. فأَحجم القوم.. فقال سماك أَبو دجانة: أَنا آخذه بِحَقِّه.. فأَخذه.. ففلق به هام المشركين..وقال في ذلك: شعرا.. ..
أَنَا الَّذِي عَاهَدَنِـي خَلِيلِـي *** وَنَحْنُ بِالسَّفْحِ لَدَى النَّخِيـــلِ
أَنْ لَا أَقومَ الدَّهْرَ فِي الكَيُول ** أَضْرِبْ بِسَيفِ الله وَالرَّسُولِ

وروى عكرمة.. عن ابن عباس.. قال: لما رجع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من أُحُد.. أَعطى فاطمة ابنته سيفه.. أي سيف أبي دجانة.. قال: “يَا بُنَيَّةُ.. اغْسِلِي عَنْ هَذَا الدَّمِ”.. وأَعطاها علي رضي الله عنهما سيفه.. وقال: وهذا.. فاغسلي عنه دمه.. فوالله لقد صدقني اليوم.. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. “لئن كنت صدقت القتال لقد صدقه سَهْلُ بن حُنِيف.. وأَبو دُجَانَة”..

والرواية.. أنه كانت له عصابة حَمْراءِ.. يعلم بها في الحرب.. فلما كان يوم أُحد أَعلم بها.. واختال بين الصفين.. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: “إِنَّ هَذِهِ مِشْيَةٌ يُبْغِضُهَا الله.. عَزَّ وَجَلَّ.. إِلَّا فِي هَذَا المَقَامِ”…

وقد امتدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم شجاعة أبي دجانة يومًا فقال: «لقد رأيتني يوم أحد.. وما في الأرض قربي مخلوق غير جبريل عن يميني.. وطلحة عن يساري. وكان سيف أبي دجانة غير دميم»..

وقال الواقدي : ثبت أبو دجانة يوم أحد مع النبي – صلى الله عليه وسلم – .. وبايعه على الموت ..

وكان أبو دُجانة رضي الله عنه هو من قتل الحارث بن أبي زينب فارس اليهود يوم خيبر..

كما كان ممن ثبتوا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين..

فأبو دجانة إذن كان من فضلاء الصحابة وأَكابرهم.. شهد المشاهد كلها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم..

واستشهد أبو دجانة في حروب الردة.. يوم اليمامة بعدما أَبلى فيها بلاءً عظيمًا.. وكان لبني حنيفة باليمامة حديقة يقاتلون من ورائها.. فلم يقدر المسلمون على الدخول إليهم.. فأَمرهم أَبو دجانة أَن يلقوه إِليها.. ففعلوا.. فانكسرت رجله.. فقاتل على باب الحديقة وهو مكسور الرجل.. وأَزاح المشركين عنه.. ودخلها المسلمون.. وقتل يومئذ شهيدًا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصّدّيق..

وقيل في رواية.. شهد أبو دُجانة اليمامة وهو فيمن شارك في قتل مُسيلمة الكذّاب.. وقُتل أبو دُجانة يومئذٍ شهيدًا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصّدّيق… حسب الطبقات الكبير.. وأنه شهد بدرًا وأُحُدًا وجميع المشاهد مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. وأَعطاه رسول الله سيفه يوم أُحد.. وقيل بل عاش حتى شهد صِفين مع عليّ بن أبي طالب.. قال ابن الأثير: والأَول أَصح وأَكثر..
.. أراكم غدا إن شاء الله..