في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم الحلقة 481 .. ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيف الله”-46
في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم
الحلقة 481 .. ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيف الله”-46
جهاد خالد بن الوليد في خلافة عمر بن الخطاب.. خالد في الشام.. ندرس معركة اليرموك..
يكمل د. علي محمد الصلابي..
- وقال أبو سفيان يعظ المؤمنين: يا معشر المسلمين! إِنَّكم قد أصبحتم في دار العجم منقطعين عن الأهل.. ناءين عن أمير المؤمنين.. وأمداد المسلمين.. وقد والله أصبحتم بإزاء عدوٍّ كثيرٍ عدده.. شديدٍ عليكم حَنَقُه.. وقد وترتموهم في أنفسهم.. وأولادهم.. ونسائهم.. وأموالهم.. وديارهم.. والله لا ينجِّيكم من هؤلاء القوم.. ولا يبلغ بكم رضوان الله غداً إِلا بصدق اللِّقاء والصَّبر في المواطن المكروهة.. فامتنعوا بسيوفكم.. وتعاونوا.. ولتكن هي الحصون. ثم ذهب إِلى النِّساء فصواهن ثمَّ عاد.. فنادى: يا معشر أهل الإِسلام! حضر ما ترون فهذا رسول الله والجنَّة أمامكم.. والشَّيطان والنَّار خلفكم… ثمَّ سار إِلى موقفه رحمه الله .
- وقد وعظ النَّاسَ أبو هريرة.. فجعل يقول: سارعوا إِلى الحور العين.. وجوار ربِّكم عزَّ وجلَّ في جنَّات النَّعيم.. ما أنتم إِلى ربِّكم في موطنٍ بأحبَّ إِليه منكم في مثل هذا الموطن.. ألا وإِنَّ للصَّابرين فضلهم..
- وجعل أبو سفيان يقف على كلِّ كردوسٍ.. ويقول: الله.. الله! إِنَّكم ذادة العرب.. وأنصار الإِسلام.. وإِنَّهم ذادة الرُّوم.. وأنصار الشِّرك.. اللَّهُمَّ إِنَّ هذا يومٌ من أيَّامك! اللَّهُمَّ أنزل نصرك على عبادك!
- قال رجل من نصارى العرب لخالد بن الوليد: ما أكثر الرُّوم وأقلَّ المسلمين!!
فقال خالد: ويلك! أتخوِّفني بالرُّوم؟ إِنما تكثر الجنود بالنَّصر.. وَتقلُّ بالخلان.. لا بعدد الرِّجال.. والله لوددت أنَّ الأشقر برأ من توجِّيه.. وأنَّهم أضعفوا في العدد!
وكان فرس خالد بن الوليد قد حفيَ.. أي اشتكى من حوافره.. واشتكى في مجيئه من العراق.. - وجعل معاذ بن جبل يدعو ربه كلَّما سمع أصوات القسِّيسين.. والرُّهبان ويقول: اللَّهمَّ زلزل أقدامهم.. وأرعب قلوبهم.. وأنزل علينا السَّكينة.. وألزمنا كلمة التَّقوى.. وحبِّب إِلينا اللقاء.. وأرضنا بالقضاء!
ـ في استعداد وتنظيم الرُّوم:
- أقبلت الرُّوم في خيلائها.. وفخرها.. وقد سدَّت أقطار تلك البقعة سهلَها.. ووعرَها.. كأنَّهم غمامة سوداء يصيحون بأصواتٍ مرتفعة.. ورهبانهم يتلون الإِنجيل.. ويحثُّونهم على القتال.. ونزلت الرُّوم الواقة قريباً من اليرموك.. وصار الوادي خندقاً عليهم.. وتعبأ الرُّوم باستخدام أسلوب الفراديس في خطَّين.. كلُّ خمسةٍ في دائرة يفصل بينهما وبين الخمسة الأخرى فاصلٌ.. ثمَّ يأتي الخطَّ الثَّاني وراء فريات الخطِّ الأوَّل..
واتَّبع الرُّوم في قتالهم التَّرتيب التَّالي:
ـ الرُّماة في المقدمة. واجبهم أن ينشبوا القتال.. ثمَّ الانسحاب إلى الوراء والأجنحة..
ـ الخيالة بالجناحين.. وكان واجبهم حماية الرُّماة حتَّى انسحابهم إِلى الخلف..
ـ الفراديس(المشاة) واجبهم الاقتحام..
ـ قائد المقدِّمة: جرجة.. الذي أسلم أثناء المعارك.. كما تقدم..
ـ قائدا الجناحين: ماهان.. والدارج.
وفي رواية أخرى عن المفاوضات قبل القتال:
ولمَّا تقارب النَّاس تقدَّم أبو عبيدة.. ويزيد بن أبي سفيان نحو جيش الروم ومعهما ضرار بن الأزور.. والحارث بن هشام.. ونادوا إِنَّما نريد أميركم لنجتمع به.. فأذن لهم في الدُّخول على تذارف.. وإِذا هو جالسٌ في خيمةٍ من حرير. فقال الصَّحابة: لا نستحلُّ دخولها.. فأمر لهم بفراشٍ بسط من حرير.. فقالوا: ولا نجلس على هذه.. فجلس معهم حيث أحبُّوا.. وتفاوضوا على الصُّلح.. ورجع عنهم الصَّحابة بعدما دعوهم إِلى الله عزَّ وجل.. فلم يتمَّ ذلك.. وذكر الوليد بن مسلم: أنَّ باهان طلب خالداً ليبرز إِليه فيما بين الصَّفَّين.. فيجتمعا في مصلحةٍ لهم. فقال باهان: إِنَّا قد علمنا أنَّ ما أخرجكم من بلادكم الجَهْدُ.. والجوعُ.. فلموا إِلى أن أعطي كلَّ رجلٍ منكم عشرة دنانير.. وكسوةً.. وطعاماً.. وترجعون إِلى بلادكم فإِذا كان من العام المقبل بعثنا لكم بمثلها. فقال خالد: إِنَّه لم يخرجنا من بلادنا ما ذكرت.. غير أنَّا قومٌ نشرب الدِّماء.. وأنَّه بلغنا أنَّه لا دم أطيب من دم الرُّوم.. فجئنا لذلك..
فقال أصحاب باهان: هذا والله ما كنا نحدَّث به عن العرب!- نشوب القتال في اليرموك:
لمَّا تكامل الاستعداد.. ولم تنجح المفاوضات.. تقدَّم خالد إِلى عكرمة بن أبي جهل.. والقعقاع بن عمرو ـ وهما على مجنبتي القلب ـ أن ينشبا القتال.. فبدرا يرتجزان.. ودعوا إِلى البِراز.. وتنازل الأبطال.. وتجاولوا.. وحميت الحرب.. وقامت على ساقٍ.
هذا وخالد مع كردوس من الحماة الشُّجعان الأبطال بين يدي الصُّفوف والأبطال يتصاولون بين يديه.. وهو ينظر.. ويبعث إِلى كلِّ قومٍ من أصحابه بما يعتمدونه من الأفاعيل ويدبِّر أمر الحرب أتمَّ التَّدبير..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.