في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة / 640 ” أبو دجانة سماك بن خرشة الخزرجي”.. “مواقف في سيرته..” – 2
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 640 ” أبو دجانة سماك بن خرشة الخزرجي .. مواقف في سيرته 2
ثالثا.. في صحة حديث أبي دجانة.. ونخلة اليهودي؟ .
فإنما لم نعثر على ما يفيد إثبات هذه القصة.. ولا في نسبتها إلى المصادر الموثوقة.. ولا يرى الرواة إلا أنها موضوعة.. ربما لما لحقها من معجزة..
أورد البكري الحدث في كتابه (إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين) وكذا أوردها الصفوري في كتابه (نزهة المجالس ومنتخب النفائس) وكلاهما بلا إسناد.. فقد صدرها البكري بقوله أو وصفه بإنها (لطيفة)..
(وصدرها الصفوري بقوله:,واصفل إياها بإنها (حكاية).. وهذا نصها:
أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له: أبو دجانة.. فكان إذا صلى الفجر خرج مستعجلًا.. ولا يصبر حتى يسمع دعاء النبي صلى الله عليه وسلم.. فقال له يومًا: أليس لك إلى الله حاجة؟ فقال: بلى..
فقال: فلم لا تقف حتى تسمع الدعاء؟ فقال: لي عذر – يا رسول الله -.. قال: وما عذرك؟
فقال: إن داري ملاصقة لدار رجل.. وفي داره نخلة.. وهي مشرفة على داري.. فإذا هب الهواء ليلًا.. يقع من رطبها في داري.. فإذا انتبه أولادي.. وقد مسهم الضر من الجوع.. فما وجدوه أكلوه.. فأعجل قبل انتباههم.. وأجمع ما وقع.. وأحمله إلى دار صاحب النخلة.. ولقد رأيت ولدي يومًا قد وضع رطبة في فمه.. فأخرجتها بأصبعي من فيه.. وقلت له: يا بني.. لا تفضح أباك في الآخرة.. فبكى الولد لفرط جوعه..
فقلت له: لو خرجت نفسك لم أدع الحرام يدخل إلى جوفك.. وحملتها مع غيرها إلى صاحبها.
فدمعت عينا النبي صلى الله عليه وسلم.. وسأل عن صاحب النخلة.. فقيل له: فلان (المنافق).. فاستدعاه..
وقال له: بعني تلك النخلة التي في دارك بعشرة من النخل: عروقها من الزبرجد الأخضر.. وساقها من الذهب الأحمر.. وقضبانها من اللؤلؤ الأبيض.. ومعها من الحور العين بعدد ما عليها من الرطب.. فقال له المنافق: ما أنا تاجر أبيع بنسيئة.. لا أبيع إلا نقدًا لا وعدًا.. فوثب أبو بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- وقال: هي بعشرة من النخيل في الموضع الفلاني.. وليس في المدينة مثل تلك النخيل.. ففرح المنافق.. وقال: بعتك.. قال: قد اشتريت.. ثم وهبها لأبي دجانة..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد ضمنت لك -يا أبا بكر- عوضها.. ففرح الصديق.. وفرح أبو دجانة -رضي الله عنهما-.. ومضى المنافق إلى زوجته يقول: قد ربحت اليوم ربحًا عظيمًا.. وأخبرها بالقصة.. وقال: قد أخذت عشرة من النخيل.. والنخلة التي بعتها مقيمة عندي في داري أبدًا نأكل منها.. ولا نوصل منها شيئًا إلى صاحبها.. فلما نام تلك الليلة وأصبح الصباح.. وإذا بالنخلة قد تحولت بالقدرة إلى دار أبي دجانة.. كأنها لم تكن في دار المنافق.. فتعجب غاية العجب. . .. ولها نصيبها من المعجزات من سرد للسياق ودونما فرض إيماني..
رابعا.. أبو دجانة والجن.. أو حرز أبي دجانة..
من الأمور التي كان يستخدمها العامة ما يعرف بالعلاج بالكتاب الذي كتبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للصحابي أبي دجانة.. أو الحرز.. يقال أنه جاءه يشكي الأذى في بيته من الجن..
وقد وجدت هذه الرسالة في كتاب للأستاذ مجدي الشهاوي.. واسمه (العلاج الرباني للسحر والمس الشيطاني) وكذلك في كتاب: (حوار مع الجن) للكاتب الصحفي أسامة الكرم.. وهذا هو نص الحديث:
إن الصحابي الجليل أبي دجانة قال: ” شكوت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله: بينما أنا مضطجع في فراشي إذ سمعت في داري صريرا كصرير الرحى.. ودويا كدوي النحل.. ولمعا كلمع البرق.. فرفعت رأسي فزعا مرعوبا.. فإذا أنا بظل أسود تدلى.. يعلو ويطول في صحن داري.. فأهويت إليه
فمسست جلده فإذا جلده كجلد القنفذ.. فرمى في وجهي مثل شرر النار.. فظننت أنه قد أحرقني وأحرق داري..
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (عامر دارك عامر سوء يا أبا دجانة ورب الكعبة ومثلك يؤذى يا أبا دجانة).. ثم قال: (ائتوني بدواة وقرطاس).. فأتي بهما فناوله علي بن أبي طالب وقال: (اكتب يا أبا الحسن).. فقال وما أكتب؟ قال: (اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم.. هذا كتاب من محمد رسول رب العالمين إلى من طرق الباب من العمار والزوار.. أما بعد: فإن لنا ولكم في الحق منعة.. فإن تك عاشقا مولعا أو فاجرا مقتحما أو زاعما حقا مبطلا.. هذا كتاب الله ينطق علينا وعليكم بالحق.. إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون.. ورسلنا يكتبون ما تكتمون.. اتركوا صاحب كتابي هذا وانطلقوا إلى عبدة الأصنام وإلى من يزعم أن مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه.. له الحكم وإليه ترجعون.. تغلبون.. حم لا تنصرون.. حم عسق تفرق أعداء الله.. وبلغت حجة الله.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم)..
.. نكمل غدا إن شاء الله.. ..
التعليقات مغلقة.