في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة / 644 ” البراء بن مالك بن النضر من بني النجار”.. “صقر اليمامة” -1
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة / 644 ” البراء بن مالك بن النضر من بني النجار”.. “صقر اليمامة” -1
أولا.. في نسبه.. مقدمة..
هو البراء بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم إلى بني غنم بن عدي بن النجار.. أحد بطون الخزرج..
ولد في المدينة المنورة وكان -رضي الله عنه- من الأنصار.. وأخوه الصحابي الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه-.. خادم النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-..
تميز الصحابي الجليل البراء بن مالك بالبطولة والإقدام.. فلم يتخلف عن أي غزوةٍ أو قتالٍ في سبيل الله.. فكان محبًا للجهاد والشهادة في سبيل الله.. حتى ذكر الذهبي في سِيَر أعلام النبلاء:
“كتب عمر بن الخطاب ذات مرة أن لا تستعملوا البراء بن مالك على جيش من جيوش المسلمين.. فإنه مهْلكةٌ من المهالك يقدم بهم”.. والمقصود أي أنَّه -رضي الله عنه- شجاع مقدام..
وكان من صفاته أنه مستجاب الدعوة: فعن أنس بن مالك أنَّ النبي -صلَّى الله عليه وسلّم- قال:
“كم من أشعثَ أغبرَ ذي طِمرينِ لا يؤبَه لَه لو أقسمَ على اللَّهِ لأبرَّهُ منهمُ البَراءُ بنُ مالِكٍ” ..
قال عنه ابن عبد البر.. كان البراء بن مالك هذا أحد الفضلاء ومن الأبطال الأشداء..وقد قتل من المشركين مائة رجل مبارزة سوى من شارك فيه..
ثانيا.. في إجتماع الأخوة في الله والأخوة في النسب..
يروى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال: بينما أنس بن مالك و أخوه البراء بن مالك عند حصن من حصون العدو.. والعدو يلقون كلاليب في سلاسل محماة فتعلق بالإنسان فيرفعونه إليهم.. فعلق بعض تلك الكلاليب بأنس بن مالك.. فرفعوه حتى أقلوه من الأرض فأتي أخوه البراء بن مالك..
فقيل: أدرك أخاك وهو يقاتل في الناس.. فأقبل يسعى حتى نزل في الجدار.. ثم قبض بيده على السلسلة وهي تدار فما برح يجرهم ويداه تدخنان.. حتى قطع الحبل.. ثم نظر إلى يديه فإذا عظامها تلوح قد ذهب ما عليها من اللحم.. فأنجى الله عز وجل أنس ابن مالك بذاك..
ثالثا.. من مواقف البراء بن مالك مع الرسول صلى الله عليه وسلم..
يروى عن أخيه أنس بن مالك يقول: كان البراء بن مالك رجل حسن الصوت.. فكان يرجز لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره.. فبينما هو يرجز إذ قارب النساء.. فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم: إياك و القوارير قال: فامسك البراء..
يروى عن أنس قال: لقي أبي بن كعب البراء بن مالك.. فقال له: يا أخي ما تشتهي؟
قال: سويقا وتمرا.. فجاء فأكل حتى شبع.. فذكر البراء ابن مالك ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “إعلم يا براء أن المرء إذا فعل ذلك بأخيه لوجه الله لا يريد بذلك جزاء ولا شكورا.. بعث الله إلى منزله عشرة من الملائكة يقدسون الله ويهللونه ويكبرونه ويستغفرون له حولا.. فإذا كان الحول كتب له مثل عبادة أولئك الملائكة وحق على الله أن يطعمهم من طيبات الجنة في جنة الخلد وملك لا يبيد”..
وعن أنس. قال.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” كم ضعيف مستضعف ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك ” ..
وفي قول عن يوم موقعة “تستر”.. أن البراء لقي زحفا من المشركين يومها.. وقد أوجع المشركون في المسلمين.. فقالوا له يا براء إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” لو أقسمت على الله لأبرك.. فأقسم على ربك ” . قال: أقسمت عليك يا رب منحتنا أكتافهم ثم التقوا على قنطرة السوس فأوجعوا في المسلمين فقالوا له يا براء أقسم على ربك.. فقال أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وألحقني بنبي الله صلى الله عليه وسلم فمنحوا أكتافهم وقتل البراء شهيدا رضي الله عنه.. والرواية أنه لقي البراء بن مالك ربه شهيدًا على يد الهرمزان بعد أن منحى الله المسلمين أكتاف الفرس.. وهكذا انتهت حياة الشهيد المجاهد الصحابي البراء بن مالك الذي كان لا يهاب القتل أو الموت الموقن بالشهادة في سبيل الله التي طلبها في كل معاركه.. حتى نالها في تستر.. وإن كان المشهور أنه قتل يوم اليمامة.. سنرى..
رابعا.. من أقوال البراء بن مالك..
يروى عن أنس أن خالد بن الوليد قال للبراء يوم اليمامة: قم يا براء.. قال: فركب فرسه فحمد الله وأثنى عليه.. ثم قال: يأهل المدينة لا مدينة لكم اليوم.. وإنما هو الله وحده والجنة..
وفي أثر البراء بن مالك في الآخرين ودعوته وتعليمه.. يقول “قصة الإسلام”.. أن أنس بن مالك ركب البراء فرسا يوم اليمامة ثم قال أيها الناس إنها والله الجنة وما لي إلى المدينة سبيل فمصع فرسه مصعات ثم كبس وكبس الناس معه فهزم الله المشركين…
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.