في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم على هامش الحلقة / 656
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم على هامش الحلقة / 656
أبو الدحداح ثابتٌ بن الدحداح بن نعيم..”.. ” كم مِن عِذْقٍ دوَّاحٍ ” – 3
أدعي أنه قد حالفنا الحظ.. هذه مقال للدكتورة / أمينة العمادي.. وقد تفاعلت مع أبي الدحداح.. تفضل:
تقول د. أمينة العمادي.. هل تشتري نخلة في الجنة بكل ما تملك؟
أود ان أبدأ مقالى هذا الاسبوع بهذا السؤال وسؤالى اوجهه للسيدات ماذا تفعلين لو جاءك زوجك وقال لك انى تبرعت بأموالى وبيتى وسيارتى وكل ما املك من اجل آخرتى انا اشتريت الجنة بالدنيا؟؟؟
ما اول رد فعل سيكون لك؟؟؟ وقبل ان تجيبى عزيزتى اسمعى معى قصة ابي الدحداح وزوجته وبعدها ماذا سيكون ردك؟…
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجلس وسط اصحابه فدخل عليه يتيم يشكو اليه..
قال له يا رسول الله اقوم بعمل سور حول بستانى فقطع طريق البناء نخلة هى لجارى.. طلبت منه ان يتركها لكى يستقيم السور فرفض.. طلبت منه ان يبيعنى اياها فرفض..
فطلب الرسول صلى الله عليه وسلم ان يأتوه بالجار.. اتى الجار الى الرسول صلى الله عليه وسلم وقص عليه الرسول شكوى الشاب اليتيم.. فصدق الرجل على كلام الرسول..
فسأله الرسول صلى الله عليه وسلم ان يترك له النخلة او يبيعها له فرفض الرجل.. فأعاد الرسول قوله بع له النخلة ولك نخلة فى الجنة يسير الراكب فى ظلها مائة عام..
فذهل اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من العرض المغرى فمن يدخل النار وله نخلة كهذه فى الجنة وما الذى تساويه نخلة فى الدنيا مقابل نخلة فى الجنة.. لكن الرجل رفض مرة اخرى طمعا فى متاع الدنيا..
فتدخل احد اصحاب الرسول ويدعى ابا الدحداح.. فقال يارسول الله ان اشتريت النخلة وتركتها للشاب الي نخلة فى الجنة يارسول الله؟ فأجاب الرسول نعم..
فقال ابو الدحداح للرجل.. اتعرف بستانى يا هذا؟ فقال الرجل.. نعم.. فمن فى المدينة لا يعرف بستان ابي الدحداح ذا الستمائة نخلة والقصر المنيف والبئر العذبة والسور الشاهق حوله فكل تجار المدينة يطمعون فى تمر ابي الدحداح من شدة جودته..
فقال ابو الدحداح بعنى نخلتك مقابل بستانى وقصرى وبئرى وحائطى..
فنظر الرجل الى الرسول صلى الله عليه وسلم غير مصدق ما يسمعه.. ايعقل ان يقايض ستمائة نخلة من نخيل ابي الدحداح مقابل نخلة واحدة فيا لها من صفقة ناجحة.. فوافق الرجل واشهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة على البيع.. وتمت البيعة..
فنظر ابو الدحداح الى رسول الله صلى الله عليه وسلم سعيدا سائلا: الي نخلة فى الجنة يارسول الله؟
فقال الرسول: لا.. .. فبهت ابو الدحداح من رد رسول الله..
فاستكمل الرسول قائلا ما معناه: الله عرض نخلة مقابل نخلة فى الجنة وانت زايدت على كرم الله ببستانك كله.. ورد الله على كرمك وهو الكريم بأن جعل لك فى الجنة بساتين من نخيل عجز عن عدها من كثرتها..
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. “كم من مداح الى ابي الدحداح” .. والمداح هو النخيل المثقلة من كثرة التمر.. وظل الرسول صلى الله عليه يكرر جملته اكثر من مرة لدرجة ان الصحابة تعجبوا من كثرة النخيل التى يصفها الرسول لابي الدحداح وتمنى كل منهم لو كان ابا الدحداح..
وعندما عاد الرجل الى امرأته دعاها الى خارج المنزل وقال لها: لقد بعت البستان والقصر والبئر والحائط.. فتهللت الزوجة من الخبر فهى تعرف خبرة زوجها فى التجارة وبراعته وسألت عن الثمن..
فقال لها: لقد بعتها بنخلة فى الجنة.. يسير الراكب فى ظلها مائة عام..
فردت عليه متهللة.. ربح البيع ابا الدحداح.. ربح البيع..
ما اجملها قصة وما اروعها من منا يشترى الاخرة بكل ما يملك من منا يفرط بثروته وامواله من اجل نخلة فى الجنة.. واين تلك الزوجة التى تؤيد زوجها بل تحييه على تفريطه بامواله واموالها واموال ابنائها من اجل الجنة؟.. اعتقد انه لا يوجد فى هذا الزمان ابو الدحداح ولا ام الدحداح فنحن فى هذه الدنيا كل ما يشغل بالنا هو ان نجمع الاموال والبيوت والسيارات وان نؤمن مستقبل اولادنا بكل السبل حتى نضمن لهم الحياة الكريمة بعد موتنا.. ولكن اين الاخرة من كل هذا؟.. وماذا نفعل من اجلها؟ هل نحن نستعد لها؟ ام الدنيا اكبر همنا ومبلغ علمنا.. واخيرا اود ان اذكر نفسى اولا ان الاخرة خير وابقى وان كل ما فى هذه الدنيا من اموال واولاد وبيوت وكل متاع الدنيا زائل لا محالة.. فهل نشترى الاخرة بالدنيا…؟.. لا اعلم ردكم اعزائي القراء ولكن اتمنى ان نصل الى درجة هذا الحب والايمان الذى كان يملأ قلوب الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين فهم لنا نعم المثل ونعم القصص>>.. بقلم الدكتورة: أمينة العمادي..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.