في جهاد الصحابة… بقلم مجدي ســالم
في جهاد الصحابة…الحلقة السبعون بعد المائة.. عبادة بن الصامت.. العقبي البدري الراوي –1
بقلم مجدي ســالم
أولا.. مقدمة.. وفي نسبه..
- هو عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم من بني سالم بن عوف من الخزرج.. وفي رواية ابن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن [ عمرو بن عوف ] بن الخزرج ويكنى بأبو الوليد الأنصاري..
- هو أحد النقباء ليلة العقبة .. ومن أعيان البدريين..
- ولد عبادة بن الصامت في المدينة قبل الهجرة بثمانٍ وثلاثين سنة.. فهو أصغر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة عشر عامًا. أبوه الصامت بن قيس لم يدرك الإسلام.. وتُوفِّي على دين قومه.. أما أُمُّه قرة العين بنت عبادة بن نضلة بن مالك من الخزرج.. فقد أسلمت وبايعت رسول الله فيمن بايع من النساء..
قصة إسلام عبادة بن الصامت..
كان عبادة بن الصامت رضي الله عنه من أوائل الذين أسلموا من الأنصار.. وذلك في السنة العاشرة من بعثة الرسول.. أي قبل الهجرة بثلاث سنوات. ومنذ أن أسلم عبادة بن الصامت ارتبط برسول الله ارتباطًا وثيقًا.. فلم يكن من مشهد من مشاهد الإسلام إلا وحضره.. ولم يغزُ رسول الله غزوةً.. ولم يسر إلى مكان إلا وكان معه..
- ولذا فقد رُوِي له عن رسول الله مائة وواحد وثمانون حديثًا..
ثانيا.. في إسلام بن الصامت وبيعته..
- لم يكن من الستة الذين لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة الأولى.. لكنه كان حاضرا بعدها دوما.. فكان عبادة بن الصامت ممن بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الأولى.. يروي عبادة بن الصامت..”كنت ممن حضر العقبة الأولى.. وكنا اثني عشر رجلاً.. فبايعنا رسول الله وذلك قبل أن تفترض الحرب.. “على أن لا نشرك بالله شيئًا.. ولا نسرق.. ولا نزني.. ولا نقتل أولادنا.. ولا نأتي ببهتان نفتريه من بين أيدينا وأرجلنا.. ولا نعصيه في معروف.. فإن وفيتم فلكم الجنة.. وإن غشيتم ذلك فأمركم إلى الله .. إن شاء عذَّب وإن شاء غفر”..
- ثم في بيعة العقبة الثانية.. حيث تمت البيعة العقبة التي كان فيها النصر والحماية.. وقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: “أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم”. فقالوا: يا رسول الله.. نبايعك.. فقال: “تبايعوني على السمع والطاعة في المنشط والمكره.. والنفقة في العسر واليسر.. لا تخافوا في الله لومة لائم.. وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم.. ولكم الجنة”. فبايعوه على ذلك.. وقال رسول الله للأنصار: “أخرجوا منكم اثني عشر نقيبًا.. تسعة من الخزرج.. وثلاثة من الأوس”.. فكان عبادة بن الصامت أحد نقباء الخزرج..
- وبعد الهجرة النبوية آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي مرثد الغنوي..
- قال ابن إسحاق في تسمية من شهد العقبة الأولى.. عبادة بن الصامت شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسل.. وهنا حديث جامع حيث روى محمد بن سابق.. حدثنا حشرج بن نباتة حتى الصنابحي.. أن عبادة بن الصامت حدثه قال.. (خلوت برسول الله صلى الله عليه وسلم.. فقلت: أي أصحابك أحب إليك حتى أحبه.؟ قال: اكتم علي حياتي.. أبو بكر الصديق.. ثم عمر.. ثم علي.. ثم سكت … فقلت: ثم من يارسول الله ؟ قال : من عسى أن يكون إلا الزبير.. وطلحة.. وسعد.. عبيدة.. ومعاذ.. وأبو طلحة .. وأبو أيوب .. وأنت يا عبادة.. وأبي بن كعب.. وأبو الدرداء.. وابن مسعود.. وابن عوف.. وابن عفان.. ثم هؤلاء الرهط من الموالي.. سلمان.. وصهيب.. وبلال.. وعمار..
ثالثا.. إستعمال النبي صلى الله عليه وسلم له.. حيث استعمله رسول الله على الصدقات.. وقال له: “اتقِ الله.. ألا تأتي يوم القيامة ببعير له رغاء.. أو بقرة لها خوار.. أو شاة لها ثُؤَاج”.. فقال عبادة رضي الله عنه (فوالذي بعثك بالحق.. لا أعمل عمل اثنين).. وبايع النبي على ألاَّ يخاف في الله لومة لائم.. وهو ما كان منه..
- وكان ابن الصامت ممن كتبوا عن الوحي القرآني.. وشارك في جمع القرآن في زمن الرسول – صلى الله عليه وسلم – فعن محمد بن كعب القرظي.. قال: “جمع القرآن في زمان النبي خمسة من الأنصار هم معاذ وعبادة وأبو وأيوب وأبو الدرداء”.. وفي سنن أبي داود عن عبادة بن الصامت قال: “علمت ناساً من أهل الصفة الكتابة والقرآن”.. وروي عنه أيضا أنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُشغَل.. فإذا قدم رجل مهاجر على رسول الله صلى الله عليه وسلم دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن”..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.