في جهاد الصحابة جابر بن عبد الله بن حرام السلمي -7
في جهاد الصحابة..
الحلقة التسعون بعد المائة.. جابر بن عبد الله بن حرام السلمي.. راوي الحديث -7
بقلم/ مجدي سـالم
رابعا.. ما رواه عنه معاصروه.. ما كان من حديث جابر وأبو سعيد الخدري.. نكمل…..
- ثم قال.. “يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة”.. يعني الزنا.. “يضاعف لها العذاب ضعفين”.. يعني في الآخرة.. ” وكان ذلك على الله يسيرا ومن يقنت منكن لله ورسوله”.. يعني تطع الله ورسوله وتعمل صالحا.. “نؤتها أجرها مرتين”.. مضاعفا لها في الآخرة “وكذلك العذاب وأعتدنا لها رزقا كريما.. يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض”.. يقول فجور.. “وقلن قولا معروفا.. وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى”.. يقول لا تخرجن من بيوتكن ولا تبرجن يعني إلقاء القناع فعل أهل الجاهلية الأولى.. فروى أبو سعيد الخدري هذا الحديث على وجهه..
- روى سعيد بن الحارث.. دخلنا على جابر بن عبد الله وهو يصلي في ثوب واحد ملتحفا به.. ورداؤه قريب لو تناوله بلغه.. فلما سلم سألناه عن ذلك فقال إنما أفعل هذا ليراني الحمقى أمثالكم فيفشوا على جابر رخصة رخصها رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ثم قال جابر.. خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره.. فجئته ليلة وهو يصلي في ثوب واحد وعلى ثوب واحد.. فاشتملت به ثم قمت إلى جنبه.. قال.. يا جابر ما هذا الاشتمال.. إذا صليت وعليك ثوب واحد.. فإن كان واسعا فالتحف به.. وإن كان ضيقا فأتزر به..
- وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.. أنه عندما سمع بموت ابن عباس رضي الله عنه صفق بإحدى يديه على الأخرى.. وقال.. ( مات أعلم الناس وأحلم الناس ولقد أصيبت به هذه الأمة مصيبة لا ترتق) ..
- وعَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ وَجَابِرَ بْنَ عُمَيْرٍ الْأَنْصَارِيَّيْنِ يَرْمِيَانِ.. فَمَلَّ أَحَدُهُمَا فَجَلَسَ.. فَقَالَ الْآخَرُ: «كَسِلْتَ؟» سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
” كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَ مِنْ ذِكْرِ اللهِ فَهُوَ لَغْوٌ وَلَهْوٌ إِلَّا أَرْبَعَةَ خِصَالٍ: مَشْيٌ بَيْنَ الْغَرَضَيْنِ.. وَتَأْدِيبُهُ فَرَسَهُ.. وَمُلَاعَبَتُهُ أَهْلَهُ.. وَتَعْلِيمُ السَّبَّاحَةِ”.. (منقول) - روى جابر بن عبد الله قال: دخلت على الحجاج فما سلمت عليه.. وقال عبيد الله بن موسى في حديثه: وكان لا يصلي خلفَهُ.. وروى ابن أبي ذئب قال: حدثني من رأى الحجاج خَتَم في يد جابر بن عبد الله بالمدينة.. وذلك حتى يتفرق الناس عنه.. وفعل الحجاج ذلك أيضا مع عبد الله بن الحارث وهو أخو النبي صلى الله عليه وسلم في الرضاعة.. وروى أَبِو نَضْرَةَ قال: كان جابر بن عبد الله الأنصاري عَرِيفًا عَرَّفه عمر بن الخطاب..
- بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.. ظل جابر بن عبد الله ويعلِم الناس وينشر ما تعلمه.. وقد روى عنه أكثر من مئة وعشرين من الصحابة والتابعين.. وكان أحد المفتين بعد رسول الله.. وكانت له حلقة علم في المسجد النبوي.. فقد رواه هشام بن عروة قال: كان لجابر بن عبد الله حَلقة في المسجد ــ يعني النبويّ ــ يؤخذ عنه العلم.. وروى سعد الساعدي.. عن أبيه قال: كنا بمنًى فجعلنا نُخْبِر جابرَ بن عبد الله ما نرى من إظهار قُطُف الخَزِّ والوشْيِ ــ يعني: من السلطان وما يصنعون ــ قال: ليتَ سَمْعِي قد ذهب كما ذهبَ بَصَرِي حتى لا أسمع من حديثهم شيئًا.. ولا أبصرهُ..
سادسا.. في وفاة جابر بن عبد الله.. - روي أنه توفي جابر بن عبد الله سنة 74 هجرية.. وروى قتادة: كان آخر أصحابِ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مَوْتًا بالمدينة جابربن عبد الله.. وإن قال البَغَوِيُّ.. هُو وَهْم.. وآخرهم سَهْل بن سعد..
- وقال يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ وغيره: مات جابر سنة ثمان وسبعين.. وقال علي بن المدينيّ: مات جابر بعد أن عُمِّر فأوصى ألا يُصلِّي عليه الحجاج.. وقال ابن حجر العسقلاني: “وهذا موافق لقول الهيثم بن عدي إنه مات سنة أربع وسبعين..- وفي الطبري.. وتاريخ البخاريّ مايشهد له.. وهو أن الحجاج شهد جنازته.. وقيل: توفي سنة سبع وسبعين بالمدينة.. وصلَّى عليه أبان بن عثمان وهو أميرُها.. فروى عبد الله بن نِيار قال: أرسل أبانُ بن عثمان إلى ولد جابر: إذا مات أبوكم فلا تقبرُوه حتى أصلي عليه.. فمات ضَحوةً فجاءهم أبانُ فقال: أين تقبرُوه؟ قالوا: حيث تُقْبَرُ موتانا ببني سَلِمَة.. وجاء معه بكفَنٍ فرأيتُ بُردًا من ذلك الكفن على جابر..
- وروى محمد بن يحيى بن حَبّان.. قال: رأيتُ أبانَ بن عثمان يوم مات جابر بن عبد الله على بَغلةٍ وَرْدٍ ومعهُ غلام يَعْدُو بين يديه.. حتى جاء بني سَلِمَةَ وقد حشد الناسُ لشُهود جابر بن عبد الله.. فصلى عليه ببني سَلِمَة.. وروى شُرَحْبِيلَ.. قال: رأيت في جنازة جابر بن عبد الله مَجْمَرَة.. وروى خارجة بن الحارث قال: حضرت قبر جابر بن عبد الله جُعِلَ عليه بُردٌ وأُدخل من قِبَلِ رجليه.. ورُشّ عليه الماء..
.. صعب وداعك يا جابر يا بن عبد الله.. .. ألقاكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.