في جهاد الصحابة” حمزة بن عبد المطلب “… مجدى سالم
في جهاد الصحابة..
بقلم مجدي سالم
الحلقة الأربعون.. حمزة بن عبد المطلب.. أسد الله.. سيد الشهداء.. (3)
خامسا.. في غزوة أحد واستشهاد حمزة.. وجاءت غزوة أحد حيث خرجت قريش على بكرة أبيها.. ومعها حلفاؤها من قبائل العرب.. وبقيادة أبي سفيان مرة أخرى.. وكان زعماء قريش يهدفون بمعركتهم الجديدة هذه إلى رجلين اثنين: الرسول صلى الله عليه وسلم.. وحمزة رضي الله عنه وأرضاه.. ولقد اختاروا قبل الخروج.. الرجل الذي وكلوا إليه أمر حمزة.. وهو عبد حبشي.. كان ذا مهارة خارقة في قذف الحربة.. يدعى وحشي.. حتى إن هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان وعدته بالعتق من العبودية في حال قتل حمزة.. بعد أن نما لعلمها أن حمزة هو من قتل أباها.. وعمها.. وأخاها.. وابنها.. في غزوة بدر.
- وجاءت غزوة أحد.. والتقى الجيشان.. وراح حمزة -رضي الله عنه- لايريد رأسا الا قطعه بسيفه.. وأخذ يضرب اليمين والشمال..
- في نفس الوقت كانت هند بنت عتبة قد قالت لعبدها وحشي “اخرج مع الناس.. وان أنت قتلت حمزة فأنت عتيق”.. هكذا وعدت عبدها الحبشي ( وحشي غلام جبير بن مطعم ).. لتظفر برأس حمزة مهما كان الثمن.. الحرية والمال والذهب الوفير.. فسال لعاب الوحشي.. وأصبحت المعركة كلها حمزة -رضي الله عنه-.. و الوحشي يراقبه..
- يقول الوحشي .. وهززت حربتي حتى اذا رضيت منها دفعتها عليه.. فوقعت في ثنته ما بين أسفل البطن الى العانة حتى خرجت من بين رجليه.. فأقبل نحوي فغلب فوقع.. فأمهلته حتى اذا مات جئت فأخذت حربتي.. ثم تنحيت الى العسكر.. ولم تكن لي بشيء حاجة غيره.. وانما قتلته لأعتق ..
- واستشهاد سيد الشهداء -رضي الله عنه- لم يرض الكافرين وانما وقعت هند بنت عتبة والنسوة اللاتي معها .. يمثلن بالقتلى من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .. وأعطت قلائدها وقرطها وحشيا.. وبقرت عن كبد حمزة.. فلاكتها فلم تستطع أن تسيغها .. فلفظتها..
- وقد أسلم الوحشي لاحقا فهو يقول خرجت حتى قدمت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة.. فلم يرعه الا بي قائما على رأسه أتشهد بشهـادة الحـق.. فلما رآني قال :” وحشي”.. قلت 🙁 نعم يا رسـول اللـه )..قال :”اقعد فحدثني كيف قتلت حمزة ” ..فلما فرغت من حديثي قال..”ويحك غيب عني وجهك فلا أرينك ” .. فكنت أتنكب عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث كان.. لئلا يراني حتى قبضه الله -صلى الله عليه وسلم-
خامسا.. في حزن الرسول صلى الله عليه وسلم على حمزة.. خرج الرسول – صلى الله عليه وسلم – يلتمس حمزة بن عبد المطلب بعد النزال.. فوجده ببطن الوادي قد بقر بطنه عن كبده ومثل به.. فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين رأى ما رأى..
” لولا أن تحزن صفية ويكون سنة من بعدي.. لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير.. ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلا منهم”.. لا ندري مدى صحة الحديث - فلما رأى المسلمون حزن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ما فعل بعمه قالوا والله لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب
فنزل قوله تعالى 🙁 وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين .. واصبر وما صبرك الا بالله .. ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون ).. - على أن خير رثاء عطّر ذكراه كانت كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم.. له حين وقف على جثمانه ساعة رآه بين شهداء المعركة.. وقال: “رَحْمَةُ اللَّه عليك.. فَقَدْ كُنْتَ وَصُولًا لِلرَّحِمِ.. فَعُولًا لِلْخَيْرَاتِ”..
خاتمة للحلقة.. لقد كان مصاب النبي صلى الله عليه وسلم في عمه العظيم حمزة فادحا.. وكان العزاء فيه مهمة صعبة.. بيد أن الأقدر كانت تدّخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أجمل عزاء.. ففي طريقه من أحد إلى داره مرّ عليه الصلاة والسلام بسيّدة من بني دينار استشهد في المعركة أبوها وزوجها وأخوها.. وحين أبصرت المسلمين عائدين من الغزو.. سارعت نحوهم تسألهم عن أنباء المعركة.. فنعوا إليها الزوج.. والأب.. والأخ.. وإذا بها تسألهم في لهفة: “وماذا فعل رسول الله؟” قالوا: “خيرا.. هو بحمد الله كما تحبين..” قالت: “أرونيه.. حتى أنظر اليه..” ولبثوا بجوارها حتى اقترب الرسول صلى الله عليه وسلم.. فلما رأته أقبلت نحوه تقول: “كل مصيبة بعدك.. أمرها يهون..”.. أراكم غدا إن شاء الله
التعليقات مغلقة.