في جهاد الصحابة..الحلقة الثامنة بعد المائة.. عامر بن أبي وقاص.. “وسورة لقمان”.
بقلم مجدي سالم .
عامر بن أبي وقاص و سورة لقمان
أولا.. نسبه.. مازلنا مع السابقين إلى الإسلام..
هو عَامِرُ بن مَالِك بن أُهَيْب.. وقيل عامر بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي.. شقيق الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.. والشقيق كذلك للصحابي عمير بن أبي وقاص..
- وشقيق عتبة بن أبي وقاص وقد اختلف في إسلامه.. وقيل أنه هو الذي كسر رَباَعِيَة النبي في غزوة أحد وأنه مات كافرًا..
- وأمه هي حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي.. وهو من قبيلة بني زهرة أخوال النبي صلى الله عليه وسلم..
ثانيا.. في إسلامه.. أسلم عامر بن أبي وقّاص بعد عشرة؛ فكان الحادي عشر فيمن أسلموا.. وقبل دخوله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم.. وقد عارضت أمه حمنة بنت سفيان إسلامه معارضة شديدة.. حتي قيل أنه لقي من أمه ما لم يلق أحد من قريش من الصياح به والأذى له..
ثالثا.. عامر وسعد الشقيقان.. وسورة لقمان..
حين أسلم عامر بن أبي وقاص لقي من أمه ما الأذى حتى أنها حلفت لا يظلها ظل.. ولا تأكل طعاماً ولا تشرب شراباً.. حتى يدع دينه.. فأقبل سعد بن أبي وقاص وكان عائدا من الرمي.. حسب روايته.. فرأى الناس مجتمعين عندهم.. فقال: ما شأن الناس? قالوا.. (هذه أمك قد أخذت أخاك عامراً.. وقد عاهدت الله تعالى أن لا يظلها ظل ولا تأكل طعاماً ولا تشرب شراباً حتى يدع الصبأ )
- فقال لها سعد: يا أمّه.. عليّ فأحلفي أن لا تستظلي ولا تأكلي ولا تشربي حتى تري مقعدك من النار.. فقالت: إنما أحلف على ابني البر.. فأنزل الله تعالى من سورة لقمان..” وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15)”.. - لاحظ التشابه الشديد بين ما كان من حمنة بنت سفيان أم عامر بن أبي وقاص معه رضي الله عنه عندما أسلم حتى أنه تحمل الأذى الشديد من قريش حتى هاجر إلى الحبشة.. وما كان من أم مصعب بن عمير معه رغم أنه كان وحيد أمه المدلل.. حين مصعب حرص على إخفاء إسلامه عنها.. حتى لا يضايقها لكنها سرعان ما عرف بأمر إسلامه أحد المشركين.. فأخبر أمه التي سارعت بحبسه في منزله.. حتى يرجع عن دينه.. ولكنه استطاع أن يهرب من الحبس.. ويفر بدينه مع غيره من المسلمين إلى الحبشة هو الآخر..
رابعا.. في جهاده.. شهد عامر بن أبي وقاص موقعة أحد.. حيث كان مهاجرا إلى الحبشة إبان موقعة بدر..
خامسا.. ذكر عامر بن أبي وقاص في هذا الحديث من السيرة النبوية.. وهو أحد معجزاته صلى الله عليه وسلم.. فقد روى عاصم بن كليب عن أبيه.. حدّثني رجل من الأنصار.. قال.. - (خرجنا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في جنازة وأنا غلام مع أبي يومئذ… فذكر الحديث في قصّة المرأةِ التي أضافتهم بالشّاة.. وأنَّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم أخذ لقمة فلاَكَها ولم يُسِغْها)
فقالت المرأة: (أرسلت إلى البَقِيع فلم أَجد شاةً تباع.. وكان أخي- عامر بن أبي وقاص- عنده شاةٌ.. فدفعها أهلُها إلى رسول الله وهو غائب) أي أن عامر كان غائبا عن بيته فلم يعلم حين أخرجوا الشاة من عنده حتى يطعموها رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فلم يعجب النبي صلى الله عليه وسلم طعمها..
فالله.. الله.. يا نبي الله.. صلى الله على محمد.. صلى الله عليه وسلم..
سادسا.. في مقامه في المدينة بعد عودته بصحبة جعفر بن أبي طالب من الهجرة الثانية إلى الحبشة..
قال عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ في أخبار المدينة.. واتخذ عامر بن أبي وقّاص داره التي في زقاق حُلْوة بين دار حُويطب ودار أمه بنت سعد بن أبي سَرْح..وقال البَلاَذرِيُّ: هاجر عامرٌ الهجرة الثانية إلى الحبشة.. وقدم مع جعفر.. - وعن مقامه بالشام يروى أن عامر بن أبي وقاص يروى أنه انتقل إلى الشام بعد الفتوح الإسلامية.. وكان يحمل الرسائل من قادة جيوش المسلمين في الشام إلى الخليفة في المدينة المنورة.. وقد كان نائباً لأبي عبيدة على إمارة جند الشام..
سابعا.. في وفاته رضي الله عنه فيروى أنه توفي بالشام في خلافة عمر بن الخطاب..
أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.