موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

في جهاد الصحابة علي هامش الحلقة الثامنة والستون ” معاناة الصحابة في المرحلةالمكية2… مجدى سالم

171

في جهاد الصحابة. على هامش الحلقة الثامنة والستون.. مع معاناة الصحابة في المرحلة المكية 2

مجدى سالم


سادسا- ربما كان الكف عن القتال أيضًا لقلة عدد المسلمين حينئذ.. وانحصارهم في مكة.. حيث لم تبلغ الدعوة إلى بقية الجزيرة أو بلغت ولكن بصورة متناثرة.. حيث كانت القبائل تقف على الحياد من معركة داخلية بين قريش.. وبعض أبنائها.. لترى ماذا يكون مصير الموقف.. ففي مثل هذه الحالة قد تنتهي المعركة المحدودة إلى قتل المجموعة المسلمة القليلة.. حتى ولو قتلوا هم أضعاف من سيقتل منهم.. ويبقى الشرك ولا يقوم للإسلام في الأرض نظام.. ولا يوجد له كيان واقعي.. وهو دين جاء ليكون منهج حياة ونظام دنيا وآخرة..
سابعا- أنه لم تكن هناك ضرورة قاهرة ملحة.. لتجاوز هذه الاعتبارات كلها.. والأمر بالقتال.. ودفع الأذى.. لأن الأمر الأساسي في هذه الدعوة.. كان قائمًا ومحققًا وهو (وجود الدعوة).. ووجودها في شخص الداعية وهو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.. وشخصه في حماية سيوف بني هاشم.. فلا تمتد إليه يد إلا وهي مهددة بالقطع.. ولذلك لا يجرؤ أحد على منعه من إبلاغ الدعوة وإعلانها في ندوات قريش حول الكعبة.. ومن فوق جبل الصفا.. وفي الاجتماعات العامة.. ولا يجرؤ أحد على سجنه أو قتله.. أو أن يفرض عليه كلامًا بعينه يقوله..
إن هذه الاعتبارات كلها – فيما نحسب – كانت بعض ما اقتضت حكمة الله – معه – أن يأمر المسلمين بكف أيديهم.. وإقام الصلاة.. وإيتاء الزكاة.. لتتم تربيتهم وإعدادهم.. وليقف المسلمون في انتظار أمر القيادة.. في الوقت المناسب.. وليخرجوا أنفسهم من المسألة كلها.. فلا يكون لذواتهم فيها حظ.. لتكن خالصة وفي سبيل الله..

وقد تعلم الصحابة من القرآن الكريم فقه الحفاظ على المصالح ودرء المفاسد.. وكيفية التعامل مع هذا الفقه من خلال الواقع.. قال تعالى.. ( وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) [الأنعام.. 108]… وهكذا تعلم الصحابة رضي الله عنهم.. أن المصلحة إن أدت إلى مفسدة أعظم تترك.. وفي هذا تهذيب أخلاقي.. وسمو إيماني.. وترفع عن مجاراة السفهاء الذين يجهلون الحقائق.. وتخلو أفئدتهم من معرفة الله وتقديسه..
وقد ذكر العلماء بأن الحكم باقٍ في الأمة على كل حال.. فمتى كان الكافر في منعة.. وغير خاضع لسلطان الإسلام والمسلمين.. وخيف أن يسب الإسلام أو النبي صلى الله عليه وسلم أو الله عز وجل.. فلا يحل لمسلم أن يسب صلبانهم.. ولا دينهم.. ولا كنائسهم.. ولا يتعرض إلى ما يؤدي إلى ذلك.. لأنه فعل كان ذلك بمنزلة التحريض على المعصية.. وهذا نوع من الموادعة.. ودليل على وجوب الحكم بسد الذرائع..
والناظر في الفترة المكية.. والتي كانت ثلاثة عشر عامًا.. كلها في تربية وإعداد وغرس لمفاهيم لا إله إلا الله.. يدرك ما لأهمية هذه العقيدة من شأن في عدم الاستعجال.. واستباق الزمن.. فالعقيدة بحاجة إلى غرس يتعهد بالرعاية والعناية والمداومة.. بحيث لا يكون للعجلة والفوضى فيها نصيب.. وما أجدر الدعاة إلى الله أن يقفوا أمام تربية المصطفى صلى الله عليه وسلم.. لأصحابه على هذه العقيدة وقفة طويلة.. فيأخذوا منها العبرة والأسوة.. لأنه لا يقف في وجه الجاهلية أيًّا كانت قديمة أو حديثة أم مستقبلة.. إلا رجال اختلطت قلوبهم ببشاشة العقيدة الربانية.. وتعمقت جذور شجرة التوحيد في نفوسهم..
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أصحابه بضبط النفس والتحلي بالصبر.. وكان يربي أصحابه على عينه.. ويوجههم نحو توثيق الصلة بالله.. والتقرب إليه بالعبادة.. وقد نزلت الآيات في المرحلة المكية.. ( يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ.. قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً.. نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً.. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ) [المزمل.. 1-4]. فقد أرشدت سورة المزمل الصحابة إلى حاجة الدعاة إلى قيام الليل.. والدوام على الذكر.. والتوكل على الله في جميع الأمور.. وضرورة الصبر.. ومع الصبر الهجر الجميل.. والاستغفار بعد الأعمال الصالحة..
فكانت الآيات الأولى من سورة المزمل تأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يخصص شطرًا من الليل للصلاة.. وقد خيره الله تعالى أن يقوم للصلاة نصف الليل.. أو يزيد عليه.. أو ينقص منه.. فقام النبي صلى الله عليه وسلم.. وأصحابه معه قريبًا من عام.. حتى ورمت أقدامهم.. فنزل التخفيف عنهم.. بعد أن علم الله من النبي صلى الله عليه وسلم ومن المؤمنين اجتهادهم في طلب رضاه.. وتشميرهم لتنفيذ أمره ومبتغاه.. فرحمهم ربهم فخفف عنهم

أراكم غدا إن شاء الله

التعليقات مغلقة.