في جهاد الصحابة علي هامش الحلقة 556..عمرو بن العاص السهمي القرشي..”داهية العرب “-34…بقلم مجدى سالم
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
على هامش الحلقة\ 556.. عمرو بن العاص السهمي القرشي “.. ” داهية العرب ” –34
ثامن وثلاثون.. في رواية الحديث.. نكمل.. في الصحيفة الصادقة” أقدم كتاب في الحديث النبوي
أولا.. كتب الأستاذ لقمان عبد السلام ..
الصحيفة الصادقة
هي أول كتاب وأقدم التراث الإسلامي في علم الحديث للصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.. وهي ترمز إلى طريقة تقييد الحديث وتدوينه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.. ذلك أن رواية الحديث النبوي الشريف أخذ تدوينها ثلاث مراحل:
1- مرحلة الكتابة.. وهي مرحلة الكتابة الفردية المبتدأة من عهد النبي عليه الصلاة والسلام..
2 – ثم تليها مرحلة التدوين والتجميع.. وهي مرحلة التدوين الرسمي من قبل الدولة الأموية..
3 – ثم جاءت مرحلة التصنيف والترتيب والتبويب في عصر الدولة العباسية.. وهي مرحلة الكمال في جمع الأحاديث وتصنيفها على الأبواب الفقهية والمسانيد والجوامع والمصنفات وغيرها..
- كانت رواية الحديث في حياة النبي صلى الله عليه وسلم تكتب في صورة الصحف بإذنه.. وأحيانا بأمره.. حتى كتبت عدة من الصحف المحتوية على أحكام كثيرة..
- كصحيفة أمير المؤمنين علي بن أبى طالب التى فيها حد حرم المدينة والعقل وفكاك الأسير وغيرها..
- وكتاب عمرو بن حزم الأنصاري الذي فيه أحكام الصدقات والطهارة والصلاة وغيرها..
- والوثيقة التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابتها في أول وصوله المدينة يبين فيها حقوق المسلمين واليهود.
وتأتي هذه الصحف أحيانا في صورة رسائل النبي عليه الصلاة والسلام إلى الملوك يدعوهم فيها إلى الإسلام..
ثانيا.. في الصحيفة الصادقة للصحابي عبد الله بن عمرو بن العاص:
- إن “الصحيفة الصادقة” التي كتبها عبد الله بن عمرو بن العاص كانت ضمن الصحف المكتوبة في عصر النبي عليه الصلاة والسلام.. حيث كان عبد الله أكثر الصحابة كتابة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم وبإذنه عليه الصلاة والسلام.
- وقد روى الإمام أحمد وغيره عنه رضي الله عنه أنه قال:” كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأريد حفظه.. فنهتني قريش عن ذلك.. قالوا: تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم في الرضا والغضب.. قال: فأمسكت.. فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم.. فأشار بيده إلى فيه.. فقال: ” اكتب فوالذي نفسي بيده: ما يخرج منه إلا حق “.
ثالثا.. في عناية عبد الله بن عمرو بالصحيفة الصادقة..
[1] إستمر ابن عمرو في الكتابة بعد الإجازة النبوية وتوسع فيها حتى قال أبو هريرة – حافظ الصحابة – رضي الله عنه «ليس أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أكثر حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم مني.. إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب»
[2] وكانت حصيلة كتابة عبد الله بن عمرو: “الصحيفة الصادقة”.. وهي جديرة بسم “الصادقة” لأنها من أصدق وأثبت وأشهر ما كتب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.. وكان حرص عبد الله على صحيفته حرص الضنين.. وقد قام بحفظها وصونها من أن ينالها شيء من الخلل والتغيير أو شيء من التلف.. وكان يعتز بها جدا ويقول:” ما يرغبني في الحياة إلا خصلتان: الصادقة والوَهْطَة.. فأما الصادقة فصحيفة كتبتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم”
[3] وقد خصص عبد الله لهذه الصحيفة صندوقا محكما يحتفظ به عنده.. وإذا أراد أن يحدث أحيانا أو يتأكد عن شيء فإنه يرجع إليها ويروي منها.. يقول أبو قبيل المعافري: كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- وسُئِل: أي المدينتين تفتح أولاً: القسطنطينية أو رُومِيَّة؟ قال: فدعا عبد الله بن عمرو بصندوق له حَلَق.. قال: فأخرج منه كتابًا فجعل يقرؤه.. قال: فقال عبد الله: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب.. إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولاً: قسطنطينية أو رومية؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “بل مدينة هرقل أولاً تفتح”
.. نكمل غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.