موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

في جهاد الصحابة “فضل صلح الحديبية ٧ “..بقلم مجدي سالم

157

في جهاد الصحابة.. الحلقة السادسة بعد المائة.. فضل صلح الحديبية (7)

بقلم مجدي سالم


ثامن عشر.. تحليل في موقف الصحابة:

  • متابعة لسير الأحداث بعد صلح الحديبية وبعد كتابته بين الرسول صلى الله عليه وسلم وسهيل بن عمرو.. كان هناك موقف لا يمكن تجاهله للصحابة رضوان الله عليهم.. فقد رفض جُلُّهم هذا الصلح.. إذ لم يروا إلا سلبياته فقط.. ولم يروا إلا الجزء الثاني من البند الرابع في الصلح.. والذي تقرر فيه إعادة المسلمين إلى الكفار مرة ثانية إذا قدموا إليهم.. وكان هذا منهم.. بينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم ينظر إلى الموضوع ذاته بنظرة أكثر شمولية.. نظرة تتميز بوضوح الهدف وعمق التحليل.. ونزولا على أمر الله سبحانه وتعالى..
  • لم يكن الهدف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم استئصال قريش.. ولم يكن الهدف إداء عُمْرة عابرة في حياة المسلمين.. وأيضًا لم يكن الهدف إذلال قريش بالدخول إلى مكة رغم أنفها.. وكذلك ليس الهدف دخول مكة في الإسلام فقط.. إنما كان الهدف أعمق من ذلك بكثير..
  • كان الهدف هو نشر دين الله سبحانه وتعالى في الأرض قاطبة.. حتى ولو تأخر إسلام مكة عدة سنوات.. وهذا يعكس النظرة الشمولية للأمور وبُعد النظر فيها.. فمع أن مكة أحب بلاد الله إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. إلا أنه كان ينظر نظرة شمولية للأرض.. وفي الوقت ذاته نظرة واقعية للأحداث.. وهو الأمر الذي لم يكن في ذهن الصحابة في ذلك الوقت.. إنما كان جُلُّ همهم أن يدخلوا مكة المكرمة هذا العام.. ولم يخل الأمر من الحمية للدين وفيه شيء من قبلية عصرهم ولا شك.. فكان جُلّ همهم ألا يُعيدوا المسلمين الذين يسلمون إلى مكة مرة ثانية.. لكن الرسول صلى الله عليه وسلم كانت نظرته أوسع وأعمق من ذلك بكثير..
  • لقد كان يرى كل الفوائد.. ولعل دخول القبائل تباعا بحرية في الإسلام بعد توقيع الصلح.. والزيادة الواضحة في أعداد وفود المؤمنين.. أكبر دليل على ذلك.. حتى أن من شاركوا في فتح مكة كانوا قرابة العشرة آلاف.. مقارنة بأربعة آلاف هم كانوا يريدون العمرة وصحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الصلح..
    تاسع عشر.. الشورى والديمقراطية:
    حيال الأمر السابق بين موقف الرسول صلى الله عليه وسلم وموقف الصحابة -رضوان الله عليهم- من صلح الحديبية.. يطرأ سؤال مهم ويحتاج إلى وقفة خاصة..
    هذا السؤال هو: لماذا لم ينزل الرسول صلى الله عليه وسلم لرأي الصحابة عملاً بمبدأ الشورى.. مع أن الأغلبية منهم لم تقبل بهذا الصلح؟! لماذا خالف الرسول صلى الله عليه وسلم جُلَّ الصحابة فيه؟ أين مبدأ الشورى في هذا الموقف؟! وأين الديموقراطية بلغة العصر.. وفي معرض الإجابة على هذا السؤال وأمثاله.. فهناك نقطة غاية في الأهمية لا بد أن نعيها جيدًا..
  • وهي أن الشورى لا تكون إلا في الأمور التي ليس فيها وحي.. أو أمر مباشر من رب العالمين.. أو من رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم..
  • وقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم قبل ذلك وفي أكثر من مرة.. بأن هذا الأمر هو وحي من رب العالمين سبحانه وتعالى.. فالرؤيا التي رآها في المدينة المنورة -كما ذكرنا سابقًا- كانت وحيًا منه سبحانه وتعالى.. والناقة التي حُبِست من دخول مكة المكرمة قال عنها صلى الله عليه وسلم أنها “مَا خَلأَتْ… وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ”.. إذ فهم صلى الله عليه وسلم من حبس القصواء أنه إشارة واضحة من رب العالمين سبحانه وتعالى بأنه لا يريد له أن يدخل مكة المكرمة هذا العام.. لذلك ذكر صلى الله عليه وسلم للصحابة أنه سيقبل بأي خطة تعظم حرمات الله سبحانه وتعالى.. وفيها منع للقتال..
  • ثم بعد ذلك سيذكر صلى الله عليه وسلم كلمه توضح أن كل المعاهدة كانت بوحي من رب العالمين سبحانه وتعالى.. وسيوضح لبعض الصحابة عندما يجادلونه في هذا الأمر أهمية هذه المعاهدة من حيث إنها أمر من رب العالمين سبحانه وتعالى.. فقد قال: “إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ.. وَلَسْتُ أَعْصِيهِ.. وَهُوَ نَاصِرِي.. وَلَنْ يُضَيِّعَنِي”..
    وهنا يكون قد وضح تمامًا أن هناك وحيًا في أمر هذه القضية.. وهناك أمر مباشر من رب العالمين سبحانه وتعالى أن يقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه البنود..
  • وهنا لا وجود على الإطلاق لمبدأ الشورى.. وهذا فارق ضخم بين الشورى وبين الديمقراطية.. فالشورى في الإسلام تكون في الأمور التي ليس فيها أمر مباشر من رب العالمين سبحانه وتعالى.. أو من رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.. أما في الديمقراطية فكل شيء موضع نقاش وتشاور.. أيّ شيء موضوع لإجماع الشعب.. أيّ شيء موضوع للأغلبية حتى ولو أحلت حرامًا أو حرمت حلالاً.. فهذا في عُرْف الديمقراطية مقبول.. أما في عرف الإسلام فهو غير مقبول..
    وهناك نقاط تلاقي بين الشورى والديمقراطية.. حيث يرجح في كليهما رأي الشعب ورأي الأغلبية.. وذلك في القضايا التي ليس فيها أمر مباشر من رب العالمين سبحانه وتعالى.. أو من الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا هو الشبه.. لكن الفارق الهائل أن مرجعيتنا في الشورى إلى الإسلام وإلى كتاب الله وسُنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم.. وهذا من أعظم الفوارق بين المنهجين الديمقراطية والشورى..- نهاية الموضوع..
    أراكم مع تراجم حياة الصحابة وفي جهادهم على خير إن شاء الله..

التعليقات مغلقة.