في جهاد الصحابة..
مجدي سالم
الحلقة الواحدة والعشرون.. علي بن أبي طالب.. رضي الله عنه -2
رابعا.. في مكانة علي.. . بقية.. .
أخرج الترمذي عن أبي سعيد الخدري.. قال.. كنا نعرف المنافقين ببغضهم علياً .. و أخرج عن أبي هريرة رضي الله عنه.. قال.. قال عمر بن الخطاب.. علي أقضانا.. وأخرج الحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنهما قال.. كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي .. و أخرج ابن سعد عن ابن عباس.. قال.. إذا حدثنا ثقة عن علي بفتيا لا نعدوها.. وانظر.. يصفه ضرار بن ضمرة الكناني لمعاوية بن أبي سفيان.. حتى أبكاه وأبكى القوم وجعله يترحّم عليه.. بقوله.. ” كان والله بعيد المدى شديد القوى.. يقول فصلاً ويحكم عدلاً.. يتفجّر العلم من جوانبه.. وتنطق الحكمة من نواحيه.. ويستوحش من الدنيا وزهرتها.. ويستأنس بالليل ووحشته.. وكان غزير العبرة طويل الفكرة.. يقلّب كفّه ويخاطب نفسه.. يعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما جشب.. وكان فينا كأحدنا.. يدنينا إذا أتيناه.. ويجيبنا إذا سألناه ويأتينا إذا دعوناه.. وينبّئنا إذا استنبأناه.. ونحن والله مع تقريبه إيّانا وقربه منّا لا نكاد نكلّمه هيبةً له.. فإن ابتسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم.. يعظّم أهل الدين ويقرّب المساكين.. لا يطمع القويّ في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله”..
خامسا.. في بعض صفاته.. اتّصف علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بالعديد من الصفات والمناقب الحسنة: 1-5 فعُرف بزهده وورعه.. وعرّف الزهد بأنّه قصر الأمل وعدم التعلّق بالحياة الدنيا.. وشكر الله -تعالى- على نعمه.. مع التوّرع عن الوقوع في المحارم..
2-5 كما أنّ علي كان شديد التواضع.. ومن المواقف التي تدلّ على ذلك أنّه كان يحمل متاعه بنفسه ولا يقبل مساعدة أحدٍ رغم أنه كان أميراً للمؤمنين.. كبيراً في السن..
3-5 وعُرف عنه الكرم والجود والعطاء.. فكان مهتماً بأمور وشؤون الناس.. ورعاية مشاعرهم وأحاسيسهم.. مكرماً ضيوفه.. فرحاً بقدومهم..
4-5 ومن صفات علي -رضي الله عنه- الجليلة.. حياؤه الشديد من الله تعالى.. وقال في ذلك: “إنّي لأستحي من الله أن يكون ذنبٌ أعظم من عفوي.. أو جهلٌ أعظم من حلمي.. أو عورةٌ لا يواريها ستري.. أو خلةٌ لا يسدّها جودي”.. إذ إنّ حياء العبد من الله -تعالى- يتطلّب من العبد أن يعفو قدر المستطاع.. إلّا في حدٍ من حدود الله.. بالإضافة إلى العلم وستر عيوب الناس.. والكرم..
5-5 عرف علي بشكره وحمده لله -سبحانه- على كلّ الأمور مهما اختلفت أهميتها.. بالإضافة إلى دعائه لله -سبحانه-.. إذ كان ملازماً للنبي -عليه الصلاة والسلام- فأخذ عنه كيفية الاستغاثة بالله واللجوء إليه والطلب منه.. وكان حريصاً على التقرّب من الله – سبحانه وتعالى..
6-5 “أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ.. وَعَلِيٌّ بَابُهَا”.. فهو باب مدينة العلم كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم..
سادسا.. في نشأته وحياته قبل وبعد الإسلام.. فقد نشأ سيدنا علي كرم الله وجهه في مكة.. وفي خير بيتٍ فيها.. بيت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فتربَّى في حجره الشريف.. فكان سيدنا عليٌّ رضي الله عنه من أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. ومن أحبِّ النَّاس لقلبه الشريف..
1-6 ولأجل هذه النشأة المباركة لم يُرَ سيدنا عليٌّ يسجد لصنمٍ قطُّ قبل الإسلام؛ ولذلك كان عليٌّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه أولَ من أسلم وهو صبيُّ صغيرُ.. ابن عشر سنين..
2-6 ومِن سعادة سيدنا عليٍّ ابن أبي طالب رضي الله عنه أنْ أكرمه الله بشرف زواجه من سيدةِ نساء العالمين.. السَّيدةِ فاطمة الزهراء عليها السلام.. بنتِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. وصار أبًا لبنيها الحسن والحسين وزينب عليهم السَّلام..
3-6 كانت قصةُ زواجهما أنَّ امرأةً جاءت لسيدنا عليٍّ بن أبي طالب رضي الله عنه وقالت: هل علمت أنَّ فاطمة تُخطب؟ وقالت: فاخطِبْها.. قال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه: قلت: وَهَلْ عِنْدِي شَيْءٌ أَخْطُبُهَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: فَوَاللهِ مَا زَالَتْ تُرَجِّينِي حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَكُنَّا نُجِلُّهُ وَنُعَظِّمُهُ.. فَلَمَّا جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ أُلْجِمْتُ حَتَّى مَا اسْتَطَعْتُ الْكَلَامَ.. قَالَ: “هَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ”.. فَسَكَتُّ.. فَقَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَ: “لَعَلَّكَ جِئْتَ تَخْطُبُ فَاطِمَةَ”.. قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: “هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ تَسْتَحِلُّهَا بِهِ” -أي: مهر-.. قَالَ: قُلْتُ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: “فَمَا فَعَلْتَ بِالدِّرْعِ الَّتِي كُنْتُ سَلَّحْتُكَهَا”. قَالَ: عَلِيٌّ وَاللهِ إِنَّهَا لَدِرْعٌ حُطَمِيَّةٌ مَا ثَمَنُهَا إِلَّا أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ.. قَالَ: “اذْهَبْ فَقَدْ زَوَّجْتُكَهَا وَابْعَثْ بِهَا إِلَيْهَا”. الحديث منقول
أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.