في جهاد الصحابة..
مجدى سالم
الحلقة السادسة والعشرون.. علي بن أبي طالب.. رضي الله عنه – 7
8-11 انتقل على إلى الكوفة ونقل عاصمة الخلافة إلى هناك.. ورأى علي تأجيل تنفيذ القصاص وكان كثير من الصحابة مع علي في رأيه.. ولكن كان هناك مجموعتان يرون رأيًا مخالفًا؛ فكانوا يرون وجوب القصاص الفوري من قتلة عثمان..
- الفريق الأول: يضم السيدة عائشة.. وطلحة بن عبيد الله.. والزبير بن العوام.
- الفريق الثاني : يضم معاوية بن أبي سفيان والي الشام من قِبَل عثمان.. والذي كان يعتبر نفسه ولي دمه.. لأنه من بني أمية مثله.. .. أراكم غدا إن شاء الله..
ثاني عشر.. في مختصر الفتنة.. حاول الجمعٌ من الصحابة الصلح بين الفريقين.. ويقال أنه ذَكَر الزبير قول النبي صلى الله عليه وسلم : “لتقاتلنه.. وأنت ظالم له”.. فأراد الصلح.. وبعد أن كاد يحصل الصلح أسرع المتآمرون ورؤوس الفتنة إلى الوقيعة بين الفريقين.. بأن قتلوا أناسا من جيش سيدنا علي ليلًا.. وفي نفس الوقت قتلوا من جيش أهل الشام.. ثم تنادوا بينهم بالخيانة لتحصل واقعة مؤسفة بين الفريقين وسميت بموقعة الجمل..
1-12 في موقعة الجمل36 ه / 656 م .. كانت السيدة عائشة.. رضي الله عنها.. قد علمت بمقتل عثمان وتحكم الخوارج والغوغاء في المدينة؛ وذلك عندما توافد إليها الناس من المدينة وأماكن أخرى.. ومنهم طلحة والزبير وبعض ولاة عثمان بن عفان.. وهي في مكة.. واتفق الجميع – وعلى رأسهم السيدة عائشة وطلحة والزبير – على ضرورة جمع طوائف المسلمين.. إلى قانون واحد حتى لا يضطربوا فيقتتلوا.. وفى سبيل ذلك خرجوا إلى البصرة.. لتحكم القتلة في المدينة.. وكفاية معاوية أمير الشام.. فكان سبب خروج عائشة وطلحة والزبير ومن معهم.. يتمثل في أمرين: - أولها.. المطالبة بدم عثمان.. من هؤلاء الذين أغرقوا الأمة في هذه الفتنة.. عقاباً لهم ودرءاً لشرهم الذي أخذ يعم الأمة.. والذي تتابعت آثاره بعد ذلك..
- ثانيها.. جمع شمل الأمة.. والإصلاح بين الناس.. وذلك من خلال أم المؤمنين.. ومعها بعض صحابة رسول الله.. نظراً لمكانتها.. وطاعة الناس لها..
لما علم عليَّ بن أبي طالب بخبر أصحاب الجمل وهو بالمدينة.. وأنهم قد توجهوا إلى العراق.. خرج يبادر وهو يرجو أن يدركهم ويردهم.. فعلم أنهم قد سبقوه متوجهين إلى البصرة.. فعسكر بمن معه بالقرب من البصرة.. وأرسل رسله إلى أصحاب الجمل.. وعلم أنهم إنما خرجوا للإصلاح وجمع شمل الأمة والمطالبة بالقصاص من قتلة عثمان.. وهو نفس ما يسعى لتحقيقه.. فاتفق الفريقان على الاجتماع والتعاون لفعل ذلك.. ولكن قتلة عثمان ومن معهم من الخوارج الذين حاصروا المدينة وأحدثوا الفتنة.. أفسدوا هذا الاتفاق.. حيث دخلوا في الفريقين وأنشبوا القتال بينهم.. - وبعد المعركة التقى الإمام على بعائشة.. وندما على ماحدث وأعلنا أنهما والمخلصيـن معهما لم يسعوا إلى القتال.. ثم أكرم عليَّ عائشة بما هي أهل له.. وجهزها للعودة وأرسل معها عددا من نساء البصرة.. انتهى القتال وانتهت الفتنة جزئياً وبقت مشكلة معاوية..
3-12 في موقعة صفين عام 37 ه / 657م.. فبعد فراغ الخليفة علي بن أبى طالب.. من موقعة الجمل كان عليه أن يتوجه إلى معاوية بن أبى سفيان يدعوه للدخول في طاعته ومبايعته.. حيث كان يرى عليَّ.. أن معاوية لابد أن يذعن لأمر الخليفة.. وأن يبايع كما بايع الناس سلماً أو حرباً.. أما معاوية فقد أبى المبايعة إلا إذا تم القصاص من قتلة عثمان بن عفان.. أو أن يسلمهم عليَّ له.. وهذا لم يكن في مقدرة عليَّ.. حيث كانوا عصبة ذات عدد وعدة.. وكان رأي عليَّ أن يتأجل هذا الأمر حتى يستطيع التمكن منهم.. أما معاوية فلم يرض بالتأجيل مطلقاً..
وسلك عليَّ بن أبى طالب طريق السلم أولا بدعوة معاوية إلى المبايعة والطاعة.. فبعث إليه الرسل بذلك.. ومن هؤلاء الرسل جرير بن عبدالله.. الذي بعثه عليَّ بمضمون ذلك.. لكن معاوية أبى إلا أن يقتص من قتلة عثمان أولاً أو يسلمهم إليه.. وهو ما أرسل به معاوية إلى علي في مراسلة أخرى مع أبى مسلم الخولاني. وفي مراسلة أخرى بعث عليَّ إلى معاوية بالمبايعة والطاعة مع رسولين.. إلا أن موقف معاوية لم يتغير. ويذكر المؤرخون أن معاوية جمع أصحاب الرأي في الشام من الصحابة وقادة الجيش وغيرهم واستشارهم فيما يدعوه إليه عليَّ.. فكان رأيهم ما ذكره معاوية لعليَّ هو ضرورة قتل قتلة عثمان أو تسليمهم لمعاوية.. - ورأى الإمام عليَّ بن أبي طالب – بعد فشل الطرق السلمية لإخضاع معاوية وضرورة مبايعته.. أنه لا بديل عن إخضاع معاوية بالقوة.. فكانت بينهما موقعة صفين في صفر سنة 37هـ.. وبعد عدة جولات من المعركة رفعت المصاحف ودعوا إلى الصلح.. أراكم غدا إن شاء الله..
الصورة.. بئر زمزم
التعليقات مغلقة.