في جهاد الصحابة…
بقلم : مجدي سالم
الحلقة الخامسة عشر.. عثمان بن عفان.. رضي الله عنه –1
جاء عثمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بألف دينار في صرة.. حين جهز جيش العسرة.. فنثرها في حجره.. يقول الراوي فرأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقلبها في حجره ويقول: ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم – مرّتين..
- هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية.. أمّه أروى بنت كريز بن ربيعة.. وهي ابنة عمة الرسول صلى الله عليه وسلم.. وُلد عثمان في مدينة الطائف بعد ستّ سنوات من عام الفيل.. أي إنّه ولد في عام 576 ميلادي.. وقد توفي أباه في الجاهلية أمّا أمه فأسلمت وتوفيت في زمن خلافته.. وقد عُرف عثمان بمحبة الناس له في الجاهلية.. فكان متميّزاً بحكمته وعقله ورأيه الصائب.. ولم يشرب الخمر في حياته أبداً.. كما كان من شرفاء وأغنياء قريش..
أولا.. هو ذي النورين.. تزوّج بابنتين من بنات الرسول صلى الله عليه وسلم.. فتزوّج أولاً برقية رضيَ الله عنها.. وتخلف عن بدر لمرضها.. وبعد وفاتها تزوّج بأختها أم كلثوم.. لذلك لُقّب بذي النورين..
1-1 وهو من أوائل من انتموا للدعوة الإسلامية وآمنوا بها.. وأول مهاجر إلى أرض الحبشة ثم تابعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة.. ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة..
2-1 بشّره الله سبحانه وتعالى في حياته ضمن عشرةً من الصحابة بالجنة وأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيموت شهيدًا..
3-1 هو من جهز جيش العسرة.. بنحو تسعمئة وأربعين بعيرًا وزاد من قوته بانضمام ستين فرسًا إليه.. وقام بمد الرسول صلى الله عليم وسلم بالمال وهو ما ساهم في زيادة قوة المسلمين.
4-1 قيامه بشراء بئر رومة في المدينة المنورة.. والذي كان في السابق ملكًا لرجل يهودي وكان هامًا للغاية بالنسبة للمسلمين.. فقام بشرائه وجعله في خدمة المسلمين..
5-1 إستخلفه صلى الله عليه وسلم على المدينة في غزوته إلى ذات الرقاع وإلى غطفان.. وقد تمّ تسلمه الخلافة بعد أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب.. فهو ثالث الخلفاء الراشدين وخليفة رسول الله الثالث..
6-1 أضاف بعض التوسيعات لكل من المسجد النبوي والمسجد الحرام.. وبعد خلافته توسعت الدولة الإسلامية بشكل كبيرة وتم فتح كل من: قبرص.. أرمينية.. وخرسان.. وتم في عهده إنشاء أول أسطول بحري إسلامي لحماية شواطئ المسلمين من الهجمات البيزنطية..
7-1 هو من جمع القرآن الكريم وسمي أول مصحف جامع بإسمه.. وكتبه بلهجة واحدة وهي لهجة قريش..
ثانيا.. وعن قصة إسلام عثمان بن عفان- رضي الله عنه.. فقد أسلم في أول الإسلام قبل دخول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دار الأرقم.. وكانت سنِّه قد تجاوزت الثلاثين.. دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام فأسلم.. عرض أبو بكر عليه الإسلام قال له.. ويحك يا عثمان.. واللَّه إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل.. هذه الأوثان التي يعبدها قومك.. أليست حجارة صماء لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع؟
فقال: بلى واللَّه إنها كذلك.. قال أبو بكر.. هذا محمد بن عبد الله قد بعثه اللَّه برسالته إلى جميع خلقه.. فهل لك أن تأتيه وتسمع منه.؟ فقال: نعم.. وفي الحال مرَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال له:
- ” يا عثمان أجب اللَّه إلى جنته فإني رسول اللَّه إليك وإلى جميع خلقه”.. .. قال.. – فواللَّه ما ملكت حين سمعت قوله إلا أن أسلمت.. وشهدت أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له.. وأن محمدا عبد الله ورسوله.. .. وكان إسلام عثمان بن عفان بمثابة مكسب وانتصار كبير للإسلام.. حيث كان من الشخصيات القوية التي لا تخشى في الله لومه لائم.. كما أنه كان صاحب مواقف جليلة وأثرى الإسلام بالعديد من الأعمال..
ثالثا.. مع عثمان في بيعة الرضوان.. في الحديبية دعا رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ عمر بن الخطاب ليبعثه إلى مكة فيبلغ عنه أشراف قريش ما جاء له فقال.. يا رسول اللَّه إني أخاف قريشًا على نفسي.. وليس بمكة من بني عدي بن كعب أحد يمنعني وقد عرفت قريش عداوتي إياها وغلظتي عليها.. ولكني أدلّك على رجل أعز بها مني.. عثمان بن عفان.. فدعا رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ عثمان بن عفان.. فبعثه إلى أبي سفيان وأشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت لحربهم وأنه إنما جاء زائرًا لهذا البيت ومعظَّمًا لحرمته.. فخرج عثمان إلى مكة فلقيه أبان بن سعيد بن العاص فحمله بين يديه.. ثم أجاره حتى بلَّغ رسالة رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ. فانطلق عثمان حتى أتى أبا
سفيان وعظماء قريش.. .. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.