في جهاد الصحابة.. \ 538.. عمرو بن العاص السهمي القرشي “.. ” داهية العرب ” –15 .. بقلم / مجدي سـالم الحلقة
في جهاد الصحابة.. \ 538.. عمرو بن العاص السهمي القرشي داهية العرب ” –15 ..
بقلم / مجدي سـالم الحلقة
خامس عشر.. في عمرو بن العاص يستشيره أبو بكر الصديق
- يقول د. محمد يسري أبو هدور.. في “منشور”.. في رأي علي بن أبي طالب بشأن حروب الردة.. أنه جاء في بعض المصادر.. ومنها «الرياض النضرة في مناقب العشرة» لمحب الدين الطبري.. أن علي شجع أبا بكر في قتال أهل الردة.. وألح عليه في ذلك الأمر وخوفه من مغبة تركهم والانصراف عنهم.. حتى يروى إنه قال للخليفة الأول: «إن تركت شيئًا مما أخذ رسول الله منهم.. فأنت على خلاف سنة رسول الله»..
- ولا يقتصر ذلك النسق الروائي على تبيان تأييد علي بن أبي طالب ودعمه للخلافة.. في مسألة قتال المرتدين.. بل إن ذلك النسق يضم عددًا من الروايات التي تؤكد أن علي قد اشترك في قتال المرتدين بنفسه.. وذلك عندما حرس أحد أبواب المدينة مع عدد من الصحابة.. وصدوا إحدى غارات المرتدين.. كما ذكر مسكويه في كتابه «تجارب الأمم وتعاقب الهمم»..
- بل إن بعض الروايات تذكر أن أبا بكر رشح علي ليقود أحد الجيوش الإسلامية المتجهة لقتال بعض المرتدين. ففي رواية ابن أعثم الكوفي في كتابه «الفتوح».. ورد أن الخليفة استشار عمر بن الخطاب في توجيه علي بن أبي طالب.. على رأس جيش لقتال الأشعث بن قيس المرتد.. وورد في «تاريخ اليعقوبي».. أن أبا بكر استشار عمرو بن العاص في تأمير علي على الجيش المتجه لقتال طليحة بن خويلد.. والله أعلم..
سادس عشر.. داهية العرب وأرطبون.. في موقعة أجنادين.. - يقول “إسلام ويب”.. يروي ابن كثير.. وذلك أن عمرو سار بجيشه وعلى ميمنته ابنه عبد الله بن عمرو.. وعلى ميسرته جنادة بن تميم المالكي ; من بني مالك بن كنانة.. ومعه شرحبيل ابن حسنة.. واستخلف على الأردن أبا الأعور السلمي.. فلما وصل إلى الرملة وجد عندها جمعا من الروم عليهم الأرطبون.. وكان أدهى الروم وأبعدها غورا.. وأنكاها فعلا.. وقد كان وضع بالرملة جندا عظيما وبإيلياء جندا عظيما.. كتب عمرو إلى عمر بالخبر..
- فلما جاءه كتاب عمرو قال : قد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب.. فانظروا عما تنفرج ..
- وبعث عمرو بن العاص علقمة بن حكيم الفراسي.. ومسروق بن فلان العكي على قتال أهل إيلياء.. وأبا أيوب المالكي إلى الرملة وعليها التذارق.. فكانوا بإزائهم; ليشغلوهم عن عمرو بن العاص وجيشه..
وجعل عمرو.. كلما قدم عليه إمداد من جهة عمر.. يبعث منهم طائفة إلى هؤلاء وطائفة إلى هؤلاء.. - وأقام عمرو على أجنادين لا يقدر من الأرطبون على سقطة ولا تشفيه الرسل.. إنه البطريق السابق ذكره..
فوليه بنفسه.. فدخل عليه كأنه رسول.. فأبلغه ما يريد وسمع كلامه وتأمل حصونه حتى عرف ما أراد.. - وقال الأرطبون في نفسه: والله إن هذا لعمرو.. أو إنه الذي يأخذ عمرو برأيه.. وما كنت لأصيب القوم بأمر هو أعظم من قتله.. فدعا حرسه سرا فساره فأمره بقتله.. فقال: اذهب فقم في مكان كذا وكذا.. فإذا مر بك فاقتله.. ففطن عمرو بن العاص.. فقال للأرطبون : أيها الأمير.. إني قد سمعت كلامك وسمعت كلامي.. وإني واحد من عشرة بعثنا عمر بن الخطاب لنكون مع هذا الوالي.. لنشهد أموره.. وقد أحببت أن آتيك بهم; ليسمعوا كلامك.. ويروا ما رأيت..
- فقال الأرطبون : نعم.. فاذهب فائتني بهم . ودعا رجلا فساره فقال : اذهب إلى فلان (من أمره بقتل عمرو) فرده.. وقام عمرو فذهب إلى جيشه.. ثم تحقق الأرطبون أنه عمرو بن العاص فقال : خدعني الرجل.. هذا والله أدهى العرب..
- وبلغت عمر بن الخطاب فقال : غلبه عمرو.. لله در عمرو..
- ثم ناهضه عمرو.. فاقتتلوا بأجنادين قتالا عظيما كقتال اليرموك حتى كثرت القتلى بينهم.. ثم اجتمعت بقية الجيوش إلى عمرو بن العاص.. وذلك حين أعياهم صاحب إيلياء وتحصن منهم بالبلد.. وكثر جيشه.. فكتب أرطبون إلى عمرو بأنك صديقي ونظيري.. أنت في قومك مثلي في قومي.. والله لا تفتح من فلسطين شيئا بعد أجنادين.. فارجع ولا تغر ; فتلقى مثل ما لقي الذي قبلك من الهزيمة . فدعا عمرو رجلا يتكلم بالرومية فبعثه إلى أرطبون وقال : اسمع ما يقول لك.. ثم ارجع فأخبرني . وكتب إليه معه : جاءني كتابك وأنت نظيري ومثلي في قومك.. لو أخطأتك خصلة تجاهلت فضيلتي.. وقد علمت أني صاحب فتح هذه البلاد.. واقرأ كتابي هذا بمحضر من أصحابك ووزرائك . فلما وصله الكتاب جمع وزراءه.. وقرأ عليهم الكتاب.. فقالوا للأرطبون : من أين علمت أنه ليس بصاحب فتح هذه البلاد ؟ فقال : صاحبها رجل اسمه على ثلاثة أحرف . فرجع الرسول إلى عمرو فأخبره بما قال.. فكتب عمرو إلى عمر يستمده ويقول له : إني أعالج حربا كئودا صدوما.. وبلادا ادخرت لك.. فرأيك.. فلما وصل الكتاب إلى عمر علم أن عمرا لم يقل ذلك إلا لأمر علمه.. فعزم عمر على الدخول إلى الشام لفتح بيت المقدس..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
الصورة.. الدولة الإسلامية.. بدأت بمن كان الله ثالثهما..
التعليقات مغلقة.