موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

في جهاد النبي والصحابة… الحلقة الثالثة والأربعون” أنس بن النضر” شهيد أحد

438

في جهاد النبي والصحابة..
الحلقة الثالثة والأربعون.. أنس بن النضر.. شهيد أحد

بقلم : مجدي سالم

أولا.. مقدمة..

  • أنس بن النضر.. وثباته يوم أحد.. حجّة لله على خلقه ليوم القيامة..
  • فمن يتأمّل في التاريخ الإسلامي يجد الكثير من النماذج والقدوات التي تثبّت فؤاده وتنير بصيرته.
  • ففي ظلّ ما تواجهه الأمّة اليوم من انكباب أعدائها عليها وانسحاق أبنائها أمام الغزو العسكري والفكري القادم من الكفّار والمنافقين.. نجد ترجمة أنس بن النضر رضي الله عنه نموذجا لنستعرضه في هذه القضية لقربه أو سهولة الشعور به..
  • فابن النضر لم يكن له الكثير من المواقف السابقة في الإسلام.. حيث لم يكن بصدّيقية أبي بكر ولا قوّة عمر. وما كان من العشرة المبشّرين بالجنّة ولا وجهًا بارزًا من وجوه الصحابة.. بل كان من عموم الناس وأبسطهم.. غير معروفٍ لدى الكثيرين.. فلا يوجد الكثير من المعلومات عن حياة أنس بن النضر قبل ذلك.. حيث لم يكن شخصيةً معروفة ولا اهتم أحدٌ بتدوين شيءٍ عنه.. لكن له موقف خالد في تاريخ الإسلام.. حريٌ بالأجيال أن تتدارسه وتفهمه وتتدبّره الواحد تلو الآخر.. ألا وهو موقفه يوم غزوة أحد.

.. هو الصحابي الجليل أنس بن النضر: ويلقب بشهيد أحد.. وعم أنس بن مالك خادم رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ كان من الأنصار وهو: “أبو عمرو” أنس بن النضر بن ضخم النجاري الخزرجي الأنصاري.. أسلم أنس بن النضر ـ رضي الله عنه ـ بعد وصول النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ المدينة.. وقد أثنى النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ عليه خيرًا..
ويقول عنه ابن أخيه أَنَس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.. قَالَ:”غَابَ عَمِّي أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ.. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ غِبْتُ عَنْ أَوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلْتَ المُشْرِكِينَ.. لَئِنِ اللَّهُ أَشْهَدَنِي قِتَالَ المُشْرِكِينَ لَيَرَيَنَّ اللَّهُ مَا أَصْنَعُ.. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ.. وَانْكَشَفَ المُسْلِمُونَ.. قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ – يَعْنِي أَصْحَابَهُ – وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ – يَعْنِي المُشْرِكِينَ – ثُمَّ تَقَدَّمَ.. فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ.. فَقَالَ: يَا سَعْدُ بْنَ مُعَاذٍ.. الجَنَّةَ وَرَبِّ النَّضْرِ إِنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ.. قَالَ سَعْدٌ: فَمَا اسْتَطَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا صَنَعَ. قَالَ أَنَسٌ: فَوَجَدْنَا بِهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ أَوْ طَعْنَةً بِرُمْحٍ.. أَوْ رَمْيَةً بِسَهْمٍ.. وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ وَقَدْ مَثَّلَ بِهِ المُشْرِكُونَ.. فَمَا عَرَفَهُ أَحَدٌ إِلَّا أُخْتُهُ بِبَنَانِهِ (منقول)
ثانيا.. حول ملامحه الشخصية يروي البخاري عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ: كُنَّا نُرَى أَوْ نَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أَشْبَاهِهِ : “مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ” من سورة الأحزاب 23..

  • وروى البخاري أيضا بسنده عن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن الربيع وهي ابنة النضر.. كسرت ثنية جارية فطلبوا الأرش وطلبوا العفو فأبوا فأتوا النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فأمرهم بالقصاص.. فقال أنس بن النضر أتكسر ثنية الربيع يا رسول الله لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها فقال: “يا أنس كتاب الله القصاص” فرضي القوم وعفوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره” ..
  • زاد الفزاري عن حميد عن أنس: فرضي القوم وقبلوا الأرش..
    ثالثا.. من مواقف أنس بن النضر مع الصحابة: أنه لما جال المسلمون يوم أحد جولاتهم.. وبعد أن نزل الرُماة من على الجبل وتركوا مواقعهم مكشوفة.. وبعد أن هجمَ خالدٌ بن الوليد عليهم من جديد إلى آخر القصّة المعروفة.. وأُشيع أن النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قد قتل: استمر أنس بن النضر يقاتل.. وانتهى إلى رجال من المهاجرين والأنصار.. فقال: ما يجلسكم؟ قالوا: قتل رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ .. قال: ما تصنعون بالحياة بعده.؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه.. ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل..
  • هذا هو جوهر القضية ولبّها.. هل يمكنك أن تتخيل عمر بن الخطاب.. عملاق الإسلام.. وهو قاعدٌ على الأرض لا يلوي على شيء.. ثم طلحة بن عبيد الله.. أحد العشرة المبشّرين بالجنّة.. ثم مجموعة كبيرة من الصحابة الآخرين.. كلّهم قاعدون لا يدرون ما يصنعون قد أخذهم الخبر كالصاعقة.. ثم يأتيك أنس بن النضر.. الذي لم يكن لديهٌ رصيدٌ من مواقف سابقة كهؤلاء ولا أعمالٌ سابقة كغيره.. بل لربّما لم يعرفه أحدٌ أصلًا.. فيقف ويقول: “ما أقعدكم بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه”!
    رابعا.. وفي استشهاده.. فقد تقدم أنه استشهد رضي الله عنه وأرضاه في غزوة أحد.. ووجد به بضع وثمانون.. مابين ضربة بسيف.. أو طعنة برمح أو رمية بسهم.. ومثل به المشركون انتقاماً مما صنع بهم.. حتى لم يعرفه أحد إلا أخته الرُّبَيّع عرفته ببنانه.. أراكم غدا إن شاء الله..

التعليقات مغلقة.