في ذكرى أعياد الميلاد… د.أحمد دبيان
فى ذكرى أعياد الميلاد
د.أحمد دبيان
فى ذكرى مولد المسيح عليه السلام أمر الله وروحه وتدبيره ، وكلمته التى القاها الى البتول المصطفاة.
لا يسعنا ولكى تظل الرسالة فى سرمديتها وانطلاقها وحيويتها الا ان نذكركم بتعاليم المسيح الموعود المكلف عليه السلام :
سمعتم انه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم. باركوا لاعنيكم. احسنوا الى مبغضيكم. وصلّوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم. لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السموات. فانه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين.
لانه ان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم. اليس العشارون ايضا يفعلون ذلك. وان سلمتم على اخوتكم فقط فاي فضل تصنعون. أليس العشارون ايضا يفعلون هكذا. فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السموات هو كامل.
آه ما اجمل الكلمات
وما اصعب الدروب
جاء المسيا ولقبه الذى تطور معناه من الممسوح بمسحة الزيت المقدس الى ان اصبح ينطبق على كل مختار مصطفى موعود لمهمة مقدسة جاء فى الميعاد وقد صار الانسان سلعة للطغيان ولتجارة الدين .
جاء والكهنة والفريسيين قد جعلوا الشريعة وثنا وصنماً ، وصار الدين والشريعة الذى أرسل الله به رسله كعلامات للطريق يكملها خليفته على الأرض بالبحث والتدبر والتفكير ، والحركة والفعل والعمل ، فاستحالت الشريعة بفقهاء المنفعة والمصلحة لتجارة ربحية ، يصير الغفران فيها لمن يدفع للكهنة او للمعبد او للهيكل .
جاء ليفضح زيف من جعلوا الهيكل مغارة لصوص يتداولون فيها عملاتهم .
جاء ليفضح زيف تجارة الأدعياء باسم الدين وليقض صروح بهتانهم ، فيشفى يوم السبت الذى جعلوه وثنا ، يقتل الانسان ، ويذبح روح الاتقياء .
جاء ليعلى من قيمة الانسان الموقن بروح الشريعة فيعلى من شأن السامرى المنبوذ ، الذى فهم روح الله وانقذ مريضاً يحتضر ، ولقبه بالسامرى الصالح .
جاء ليعلن ان السبت قد خلق من اجل الانسان لا الانسان من أجل السبت ، وان الشريعة ان لم تعلى من الانسان وقيمه وحياته ، فهى شريعة المنتفعين لا شرع الله .
جاء المسيح المسيا الموعود مثلما اتى اخوانه ليعلى من الانسان خليفة الله وذخيرته على الارض ، فأحاله تجار الفضائيات والهياكل لسلعة دينية ، وصارت مغارات اللصوص ، تسرى مع الفضائيات لتبث السموم وشريعة المتاجرين وترسخ لمنافع قطاع طرق الحياة .
كل عام والإنسانية بخير وامل وحب ، واضعة أقدامها على عتبات الطريق .
التعليقات مغلقة.