في ذكرى ٢٥ يناير..بقلم د.أحمد دبيان
فى ذكرى ٢٥ يناير
د.أحمد دبيان
ولوأد الذكرى يتم دوما ً فى تواريخ الأمم التى لا زالت تتخبط فى تيه مراهقتها الفكرية خلق تواريخ موازية للإحلال والإجهاض الوعيي.
بل ويتم غرس إحتفاليات كعرابين للود ، فمن ١٥ مايو ذكرى تأسيس كيان غاصب ، مهدد دوماً للأمن القومى المصرى ، يصبح فى الوعى الضحل المراهق ثورة للتصحيح .
جاء عام ١٩٥١ وبعد ان الغى النحاس باشا معاهدة ١٩٣٦ فى ١٨ اكتوبر ١٩٥٠ والتى كانت ممهورة بتوقيعه قبلها ، ليعلن انه من اجل مصر وقعها ومن اجل مصر يلغيها ،
كانت معاهدة ١٩٣٦
او
The Anglo Egyptian treaty
من المعاهدات الغريبة فى بنودها ، حيث جاء فيها ان تسمح بريطانيا للطيران المصرى بالتحليق فى الاجواء المصرية والاهم انها قصرت حكم الملك على مصر وانتزعت تماما ذكر السودان والتى كان يحكمها حاكم انجليزى يعينه المندوب السامى البريطانى
The Viceroy
منذ عام ١٨٩٩
جاء عام ١٩٥١ ونشاط الفدائيين المصريين فى ازدياد والذين كان يتولى تدريبهم عناصر من الضباط الاحرار ، قبل اعلان تواجدهم الفعلى فى انتخابات نادى الضباط .
بعد ان ضاق الانجليز بنشاط الفدائيين وتحت زعم مد خطوط سكك حديدية تم ازالة قرية كامل ومحوها من الخريطة فى مدينة السويس وتشريد اهلها وترحيلهم قسريا وهى قرية كفر احمد عبده فى السويس واكتفت حكومة الوفد باطلاق اسمها على احياء فى محافظات مصر المحروسة .
كانت قرية كفر احمد عبده تقوم بايواء الفدائيين وتهريب الاسلحة لهم .
جاء يناير عام ١٩٥٢ والقمع البريطانى لنشاطات الفدائيين على اشده ، وتم صلب من يشتبه بمعاونته للفدائيين او مساهماته فى نشاطاته من الرجال على الاشجار وتم سبى النساء حرفيا ، واخذهن عرايا لمعسكرات الانجليز ولم يعرف مصائرهن بعدها والكلام هنا لارتميس كوبر فى كتابها القاهرة فى الحرب.
تم اقتحام المنازل فى قرى نفيشة وحدثت مواجهات عده فى المحسمة وابو صوير واستشهد فيها طلابا للجامعة ومنهم الشهيد عباس سليمان الاعصر طالب كلية الاداب جامعة الاسكندرية والذى تم انتزاع اللوحة التى توثق استشهاده من فناء الكلية .
حين رأت القيادة البريطانية ، ان النشاط الفدائى فى تزايد اقدمت على حصار مبنى المحافظة فى الاسماعيلية وطلب استسلام أفرادها.
رفض الصاغ مصطفى رفعت التسليم وحسب شهادته اتصل بالداخلية وكان وزيرها وقتها هو فؤاد باشا سراج الدين ، وحسب شهادة اللواء مصطفى رفعت جاءت اوامر الباشا شائهة .
اقسم الرجال على القتال والنضال رغم فارق التسليح بين جيش بقاعدة غير محدود عدد افرادها بها مخازن اسلحة ودبابات تحت الارض وبلوكات نظام ببنادق لى ان فيلد .
قاوم رجال الشرطة ببسالة منقطعة النظير واستشهد منهم الكثيرون ما اجبر الانجليز على الموافقة على خروجهم باسلحتهم حيث اعتقلتهم الحكومة التى تشكلت بعد الاطاحة بحكومة الوفد .
فى ٢٦ يناير قامت عناصر محسوبة على مصر الفتاة والاخوان الذين اطلقهم الملك بحرق القاهرة ولقى عشرة بريطانيين مدنيين مصرعهم .
حاول انتونى ايدن وزير المستعمرات وقتها تفعيل الخطة روديو باعادة احتلال القاهرة والدلتا ولكن قائد القوات البريطانية خشى من حرب عصابات قد تكلفه الكثير .
احرقت القاهرة اثناء احتفال الملك السابق بميلاد ولى عهده ودعوته للجيش للاحتفال معه ما جعل القاهرة خالية من القوات التى تستطيع حفظ النظام .
بعد الحريق تم نزول الجيش الى الشارع لحفظ النظام وكان الحرص على عدم الضرب فى مقتل .
بنزول الجيش كانت الأحداث والمسارات تتقاطع ليتصدر الجيش وليواجه الاحتلال الذى انتهك السيادة لعقود والفساد الذى مزق البلاد واحرقها .
كل ٢٥ يناير ومصر فى نضال.
التعليقات مغلقة.