في رثاء النَّفس شعر.. عزيزة طرابلسي
على ضفاف اليأس
.
كأنِّي لَمَحْتُ خلالَ الظَّلامِ
بريقًا يَشُّقُّ صفوفَ الزِّحامِ
‘
يبوحُ بأسرارِ كَوْنٍ غريبٍ
ويُنبئُ عن موعدٍ للقيامِ*
.
سأَمضي،وأُنسى،وأصبحُ ذكرى
وتسألُ عنِّي دروبُ الشآمِ
.
و يذكُرني الصَّحبُ يومًا إذا ما
تَهادَى النَّسيمُ عطورَ الكلامِ
.
تُحَلِّقُ روحي بأجواءِ حُبٍّ
وتسمو، تهيمُ ، كَسِرْبِ اليمامِ
‘
يُعَطِّرُ قبري دعاءٌ وذِكْرٌ
وتروي عِظامي وفودُ الرِّهامِ
‘
سأتركُ دُنيا تعلَّقتُ فيها
بِأذيالِ حُلمٍ بعيدِ المرامِ
.
هفا القلبُ فيها لكُلِّ جميلٍ
وعانقَ فيها وعودَ الغمامِ
.
فقد كنتُ أصحو أُناجي الإلهَ
فبالله ِ وحدَهُ كُلُّ اعتصامي
‘
وأغرقُ في بحرِ طُهرٍ نقيٍّ
وأدعوكَ ربِّي بحسنِ الختامِِّ
.
وكنتُ إذا ما تبسَّم فجرٌ
أرى الشَّمسَ تذرو ضياءَ السَّلامِ
.
وكم شاقَني اللَّيلُ يروي بصمتٍ
حكاياتِ نورٍ بحضنِ الظَّلامِ
‘
وتُبْدِعُ كفُّ النَّسيمِ العليلِ
اناشيدَ عِشقٍ لبدرِ التَّمامِ
.
وتُحيي القلوبَ بِفَوحِ شذاها
أزاهيرُ باحَتْ بسرِّ الهُيامِ
‘
عَرَفْتُ الحياةَ عطاءً وَرِفْدًا
وكأسًا يمُرُّ على كلِّ ظامي
.
عَشِقْتُ البراءَةَ في وجهِ طفلٍ
يَرَى الكونَ حِضنًا لكلِّ الأنامِ
.
وآمنتُ بالصِّدقِ يَحمي ويُنجي
يُعَزِّزُ في الكونِ مَعنى الوئامِ
.
ولكِنْ فُجِعْتُ بأنَّ النِّفاقَ
سفيرُ الأنامِ لِأعلى مقامِ *
.
وما دارَ في البالِ أنَّا بيومٍ
سنصحو على أُفُقٍ من قَتامِ
.
فلا النَّفسُ فازَتْ بِما تَرْتَجيه
ولا العينُ ذاقَتْ لذيذَ المنامِ
.
رأيتُ بعيني شوامِخَ أَرضي
تَهاوَى وتَسقُطُ بينَ الرُّكامِ
.
وهذي الطُّفولةُ أضحتْ تَئِنُّ
تعيشُ الضَّياعَ بِحضن الخيامِ
.
فيا نفس كُفِّي ، فهل تجزعينَ
وأنتِ الَّتي ذُقْتِ حَرَّ الضِّرامِ
أرى الموتَ أرحمَ من عيشةٍ
يعاني بها الحيُّ موت الزُّؤامِ
.
ويبقى بقلبي رجاءٌ بربٍّ
رحيمٍ يداوي شديدَ السَّقامِ
.
يُحيلُ الشَّقاءَ نعيمًا وسعدًا
ويُحْيِي الرَّميمَ وبالي العِظامِ .
.
القيام : قيام الساعة يوم القيامة
المقام : هنا المركز والسلطة
التعليقات مغلقة.