في غيابك…
حياةماهرغنمة
في غيابك
في غيابك أفتقدُ الكثير، لا الحياةُ جميلة ولا حتى حروفي، في غيابك فقدتُ نفسي، شغفي و هويتي، كالغريب أجوب في أرجاء وطني دون عُنوانٍ أقصده، دون هدفٍ يُذكر أتجولُ كبائع القهوة على شاطئ العُشاق ليشرب كلَّ عاشقٍ كوبَ قهوتي؛ و رغم مرارة مذاقها إلاّ أن البعض قد وقع في عشقها فأدمن احتساءها، ربّاه ما تلك المشاعر ! أتعجّبُ لأمري كيفَ لشخصٍ واحد أن يترك في غيابه كل هذا الفراغ ؟ كيف فقدتُ نفسي دونَ أمرٍ مني ؟ صحيحٌ أن مجنونَ ليلى كانَ يكتُبُ الشِّعرَ لأجلها ويجوب بلاد الله الواسعة واصفاً للجميعِ شِدّةَ عشقِهِ وألمه فنعتَهُ الجميعُ بالمجنون ” مجنونُ ليلى ” يا إلهي أخافُ أن أستيقظَ يوماً فاقدةً لعقلي من شِدّةِ عشقي وألمِ فؤادي، أيُّ غيابٍ هذا ! الذي أفقِدُ فيهِ سعادتي ؟ إن فُقدان الشّغفِ لأمرٌ صعب، وأنا التي اعتدتُ على الإستمرار لا الوقوف، أنا التي ذبُلت كالوردةِ في غيابِ شخصٍ واحد من بينِ ملايينِ الأشخاص، في غيابك انا شخصٌ لا أعرفُني فإما أن تعود لأعودَ لنفسي أو لا تلُمني إن فاتَ الأوان، في غيابك لا شيء هنا.
التعليقات مغلقة.