في غَيْهَبِ الجُبّ شعر عزيزة طرابلسي
١-يا شاعرَ الشَّامِ ، غاب العودُ والطَُربُ
فالشَّامُ من بعد عزٍّ طالَها الرَّهَبُ
٢-قلبي على الشَّامِ كم عاثت بها غِيَرٌ
وكم أحاطَتْ بها الآلامُ والنُّوَبُ
٣-ترى العيونَ بأرضِ الشَّامِ شاخصةً
والرُّوحُ غارِقَةٌ في الحزنِ تضْطَرِبُ
٤-وَجَذوَةُ الحبِّ في أحداقِها انطفأتْ
واستوطن القهرُ في الأعماقِ ، والغَضَبُ
٥-حتَّى البراءَةُ من أطفالِنا سُلِبتْ
قهرًا ؛ فلا عجبٌ إِنْ يُعْرَفِ السَّببُ
٦-ميزانُ ساستِهم يحمي مصالِحَهُمْ
قانونهم دائمًا الغدرُ والكَذِبُ
٧-مرابِعُ الأُنسِ باتتْ تشتكي وَجَعًا
ذوَتْ أزاهرُها ، مُذْ أهلها اغْتَرَبوا
٨-عاشوا السَُعادةَ في أفياءِ عٍزَّتِها
وكم أُضيْئَتْ لهم من مجدِها شُهُبُ
٩-كم زَيَّنَتْ جيدَها الأشعارُ زاهيَةً
وكم تغَنَّتْ بأمجادٍ لها الكٌتُبُ
١٠-خيراتُها الغيثُ ؛ عمَّ النَّاسَ قاطبةً
واليومَ أبناؤها يغتالهم سَغَبُ
١١-هي الشَّآمُ ديارُ العزِّ كم وسِعَتْ
أحضانُها إخوةً ؛ أزرى بهم نَصَبُ
١٢-وهاهيَ اليومَ في أعماقِ مُظلمةٍ
في غيهبِ الجُبِّ ، والإخوانُ تحترِبُ
١٣-رغم المواجعِ والأحزانِ مابرِحَتْ
قلوبُنا في سماءِ الشَّامِ ترتقِبُ
١٤-بزوغ فجرٍ جديدٍ ، نورُهُ أملٌ
مهما تكاثَفَتِ الظَّلماءُ ، والحُجُبُ
١٥-وما يزالُ حَفيفُ الغوطتين بها
يعيشُ في نبضاتِ القَلبِ ؛ إذْ يَجِبُ
١٦-غدًا نُعيدُ ربوعَ الشَّامِ ضاحكةً
والنَّصرُ للحقِّ مهما امتدَّتِ الحِقَبُ
١٧-يا شام لا تجزعي ، فالله حارسُنا
ولا تَراعي ، فأنتِ العينُ والهُدُُبُ
بِقلمي عزيزة طرابلسي
دمشق ١٢ / ٩ / ٢٠٢٢
َ
التعليقات مغلقة.