موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

في ليلة العرس… د. ابراهيم مصري النهر

182

في ليلة العرس…

د. ابراهيم مصري النهر

في ليلة العرس


عاد لتوِّه من الغربة التي دفع فيها خمس سنوات من عنفوان شبابه ثمنا لهذه اللحظة، لحظة رفع الغشاء الأبيض الشفاف من على وجه القمر، وجه عروسه؛ ولك أن تتخيل حجم المعاناة التي تسبق هذه اللحظة، بداية من الشبكة والمهر وانتهاء بتجهيز عش الزوجية وحفلة العرس… جاء يوم الزفاف بعد طول انتظار وعناء، أقيمت الزينة والأنوار وأعدت الولائم، وانتهت بسلام حفلة العرس، وجاءت اللحظة المنتظرة، عندما أودعوهما الأهل والأصدقاء في عشهما الخاص وانصرفوا، واختلى كل منهما بالآخر، تحفهما الأشواق وتسري بعروقهما النشوة.. في أسعد لحظات العمر…
رفع الغشاء، وقبَّل بشوق وجنتيها التي انفقأ فيهما حب الرمان، اختبئا تحت اللحاف، طوقته بذراعيها، والتف بساقها الريان ساقه،….
لم ير أي أثر لتهتك الغشاء!
تغيرت فجأة سحنته، تسربت إلى خلجات نفسه مشاعر كثيرة متضاربة؛ يغلب عليها الشك.
لم ينبس ببنت شفه، ولكن في نظراته سيل جارف من التساؤلات والاتهامات.
ارتدى ملابسه الداخلية، اختطف علبة السجائر والولاعة من على خزينة الأحذية المجاورة للسرير.
وقف على سور الشرفة واضعا رأسه الذي سينفجر من سوء الظن بين يديه، يشعل سيجارة من الأخرى، يزفر مع دخانها حنقه، وشكوكه التي تزاحمت على باب ذهنه الموارب.. لا يدري ماذا يفعل؟.. مشوش التفكير، فاقد التركيز، مشلول الإرادة.
تجاوزت عقارب الساعة الثالثة صباحا بقليل.. اتصل بعد تردد لتأخر الوقت بصديق له طبيب.

العروس في ركن الحجرة في هيئة القرفصاء، تدفس رأسها بين كتفيها، محت الدموع كحل جفنيها وزينة عرسها وفرحة قلبها، تخنقها العَبرة، علا نشيج بكائها، تنظر خلسة إلى نافذة الغرفة، صدى العار يصم أذنيها، يُطبق على أنفاسها، يطاردها ويقتحم وحدتها شبح أبيها الغاضب الذي يراها نكَّست رأسه وجلبت له العار.. تدخل في نوبات بكاء حادة تقطع نياط القلب، ستصاب بالجنون، تتساءل: متى انفض غشاء بكارتي؟! متى انتهك عرضي؟! متى سُلِبت عذريتي؟! متى، ومتى….؟
ثم تجيب عن نفسها: لا داعي لكل هذه التساؤلات، لا جدوى منها، لن يصدقها أحد؛ أنا المطالبة بالإجابة عنها وإلا أدفن حية ويُدفن معي عاري.. يتراءى لها شبح أبيها ثانية بشاربه الكث، بيديه الضخمة؛ يطوق عنقها، يخنقها.
انتفضت واقفة، تقدمت بأقدام ثابتة صوب المنقذ، لا مناص ولا مفر إلاه، فتحت زجاج النافذة ثم الشيش.
دخل عريسها مسرعا يبشرها ببراءتها بعد أن أنهى المكالمة لتوِّه مع صديقه الطبيب، الذي أخبره بغشاء البكارة المطاطي..
وجدها صعدت النافذة وتستعد للقفز، صرخ بأعلى صوته: لا لا غشائك مطاطي، وجرى نحوها؛ لم يلحق منها إلا ذيل ثوبها.


د. ابراهيم مصري النهر

التعليقات مغلقة.