موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

في وحدة العناية المركزة بقلم/ د.ابراهيم مصري النهر

284

في وحدة العناية المركزة بقلم / د. ابراهيم مصري النهر


تم استدعائي من قِبَل تمريض العناية المركزة لاسعاف حالة من الحالات، وكانت ليلة شديدة البرودة وغزيرة الأمطار وقبيل صلاة الفجر، وخروجك من تحت البطانية فيها ليس بالأمر الهين، ولكن عندما تعلم أن الأمر يتعلق بحياة إنسان سيجعلك تقفز من على سريرك كقط شباطي وأنت تفرك عينيك وترجل شعرك بأصابعك وتهرول ناحية باب الوحدة، فلا وقت لأن تمط جسمك كالسنجاب كعادة المستيقظين الطبيعيين.
كانت الحالة تعاني من فشل في وظائف التنفس من النوع الثاني والذي غالبا ما يكون سببه التدخين، وقد تم وضع المريض على جهاز تنفس صناعي ليساعده على التخلص من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي قد تراكم في دمه وسبب له حموضة في الدم وتدهور في مستوى الوعي، وكل ما هنالك أن الأنبوبة القصبية الموصولة بجهاز التنفس الصناعي قد سُدَّت فلم يعد المريض قادرا على التنفس، فبسرعة قمت بتغيير الأنبوبة بأنبوبة أخرى جديدة وتحسنت حالة المريض بعدها.
ولكن ما لفت نظري وشد انتباهي في هذه الليلة هو السكون المطبق علينا من كل جانب، والذي لا يقطعه إلا صوت هطول المطر وصواعق الرعد، وأبواق الشاحنات على فترات متباعدة، على خلفية صفير أجهزة المراقبة الموصولة بأجسام المرضى -الملقين على الأسرة المائلة- والذي أصبح مألوفا لآذان أطباء وتمريض العناية، وآهات وأنين بعض المرضى وحشرجات البعض الآخر الذين ليس بينهم وبين اسدال ستار حياتهم إلا فصل الأجهزة عنهم، ما يربطهم بالحياة إلا خراطيم وأنابيب تأتيهم بالهواء والغذاء وتسحب من أجسادهم السموم، يطل عليهم شبح الموت الجاثم على تخوم أسِرَّتهم بوجهه القبيح ويختفي بين طيات الستائر، وتقف بجانبهم شهادة الطب بكل وجاهتها مكتوفة الأيدي عاجزة.

التعليقات مغلقة.