في وداع رمضان … شعر د. وجيهة السطل
بقدومه تتجدّد الأفراحُ
برحيلِه تتعانقُ الأرواحُ
ترجو من الحقِّ القديرِ تكرّمًا
وطنًا يعودُ، له الشهيدُ جناحُ
بل كلُّ أجنحةِ الطفولةِ رفرفتْ
وصمودُ غزةَ عِزةٌ وكفاح
“رمضانُ” يا شهرًا
يغيثُ نفوسَنا
وبنورهِ تتضاءلُ الأتراح
حمدًا كثيرًا للإلهِ وفضلِه
ملءُ النفوسِ محبةٌ وسماح
“رمضان” شهرُ التائبين لربّهم
بذنوبهم مَنْ أسرفوا ، قد باحوا
ونداءُ ربّ العالمين أعانهم
(لا تقنطوا)،إنّ الحصادَ نجاح
واعلم أُخيَّ ولاتكنْ في مِريةٍ
أن العبادةَ والصلاةَ سلاح
والصومُ في باقي الشهورِ تطوُّعٌ
ولئن رغبتَ كثيرَهُ ، فمُباح
والصومُ تسبيحُ الجسومِ لربِّها
في نوره يتألّقُ الإصباح
فارفعْ إلى الباري أكُفَّّ ضراعَةٍ
والجأ لِمنْ في قربِهِ ترتاح
واصلْ فعالَ الصالحينَ ووصلَهم
تجِدِ السعادةَ عطرُها فوّاح
لا تقضِ شهرك في الصيامِ تعبُّدًا
فإذا انتهى، فالمنكراتُ تُباح
إن كنتَ حقّا تبتغي نفحاتِهِ
قُم فاصطحبه ليكمُلَ الإصلاح
واجعلْهُ في نمطِ الحياة معارجًا
ترقى بها، ويُعينُك الفتّاح
وليبقَ بينكُمُ يبثُّ فضائلًا
فصراطُه لجِنانِكم مفتاح
وتلاوةُ القرآنِ خيرُ مسامرٍ
صوتُ التلاوةِ بلبلٌ صدّاح
ذكرٌ يرتّلُ دائمًا بتدبُّرٍ
وحروفُه لمنِ اتّقى مصباح
زوروا المساجدَ حين يدعو ربُّكم
تمحُوا بها قلقًا، وتُشفَ جراح
بل صادِقوها بعد فرحةِ عيدِكم
تجدوا الهمومَ إذا رَبَتْ تنزاح
ودعتُمُ شهرًا أتاكم رحمةً
ويظل من نهر الرضا يمتاح
ضُمّوا رياضَ الشهر في أعماقكم
يا مسلمون، ففي الرحيق فلاح
التعليقات مغلقة.