” فُول الحُرية” قصة قصيرة بقلم / محمد الأمين محفوظ.
قلتُ له : احكِ لي بالتفصيل المريح ولا تكن معي كالبخيل
قال: لن أبخل فلستُ منهم… ولتسمع مني منصتا :
قلتُ لنفسي ، اليوم هو آخر ورقة في نتيجة الشهر… واسمح لي اسميه شهر القهر
فقد مرّ عليّ كدهر… وغدا سيصلني المبلغ المقرر وقد تحملتُ من الموعود له بالانصراف الكثير
فقد كان ولا بدّ من أن أشتري كتابين ، الأدب والصرف مما أثّر عليّ بالسلب
فلم أنل من بروتين البناء إلا المتاح من سمك « أبو حجر» ذي الخمسة قروش مع ثلاثة
أعواد من الجرجير… وأصدقك الحكاية… ومن بروتين عدس « المانش» وفول الحرية اللذيذ..
واسمع مني لقد قررتٕ.. بعد أن أمسك بتلابيب المرسول لا ضرر كبير من
أن أسرع إلى الشّواية الملاصقة لسينما «الفانتازيو» لأقتنص فرخة مشوية…
وماهم إلا خمسين قرشا سعرها المعلن… وكم مررتُ عليها قادما من دار العلوم عائدا
إلى مسكني القريب من ميدان « الجيزة »….
توقّف عن الحكي شاردا فقلتُ له : أكمل الحكاية حتى النهاية وقد وصلت الجيزة
يعود قائلا :
ناديتُ على أحد أبنائي… أعطيته جنيها ليشتري فرختين للغَداء فقهقه مرات ثم قال:
استيقظ يا أبي… أنت لاتزال في حُلم ؟! ؛ فلسنا في الجيزة ولم تعد لك ولا لنا جِيرة
وقد أغلق فول الحرية أبوابه…
وصار محظيون ومحظيات _ لا سواهم _ يأكلون البروتين في « ماكدونالدز ».
التعليقات مغلقة.