قارب بلا شراع
كتبت هناء محمد
قاربٌ بلا شراع
على شاطئٍ تمكثُ وحيدةً، فهي قاربٌ يخافُ من الإبحارِ، تتلو كلماتٍ مؤمنةً بها كلما ضاق بها الحالُ، في محكمةٍ غير عادلةٍ، يقدِمون الإتهاماتِ الباطلةَ، لقلبٍ كل ذنبه إنّه يتّسعُ للجميع، في زمنٍ ضاقت فيه القلوبُ، بما رَحُبت، تبًّا لتلكَ النّظرة الجائرة، تبًّا لحياةٍ زائفةٍ، تنتمي لعقولٍ جامدةٍ، في يومٍ سيُحمل ذلكَ القلبُ الأبيضُ في حريرٍ و إستبرق، لمحكمةِ الأخرةِ، وحقِ اليقين إنّها عادلةٌ، تدور عيناها حائرةً في السَّماءِ، ترى ماضيا، تتذكر ألمًا، سعادةً، تضحكُ، تبكي، و فجأةً يرنُ الهاتفُ يقطعُ تلكَ المشاهد، و بصوتٍ حاني يتسلّلُ دمائها، يريدُ من رُوحها التي تألفت مع رُوحه دون سابق ميعادٍ، و لا كثرةُ كلامٍ أنْ تكون المودةُ بينهما حبل وصال؛ لإعادة الأملَ للحياة، هي لا تدري عن أية حياةٍ يتحدثُ، كلُ ما تدريه أنّها خسِرت معركة َ دامت سنين و انهزمت هزيمةَ الغِزلانِ على أرض النّمورِ و الذِّئابِ لا تُريد لقلبها دخول معركةً جديدةً، تغلقُ الهاتفَ و تُحس بنشوةِ الانتصارِ
التعليقات مغلقة.