قاعدة نحوية و طرفة أنقذت حبيبا من عتاب حبيبته
قاعدة نحوية و طرفة أنقذت حبيبا من عتاب حبيبته
د. وجيهة السطل
أنقذت قاعدة نحويةحبيبًا من عتاب حبيبته !!!
تقول:إن أحد النحاة الشعراء – وهو محمد بن موسى الصريفي – اقتبسها ، ردًّا على حبيبته التي عذلته على قلة ماله، مع أنه يدعي أنه عَلَم من أعلام الأدب !! فكان أن رد عليها بأن المال لا يدخل على الأعلام ، كما أن ” أل ” التعريف لا تدخل عليها ؛ فالعالم إنما يسمو بعلمه وأخلاقه لا بماله وجاهه . يقول :
وقائلةٍ : أراك بغير مالٍ **
وأنت مهذب، عَلَمٌ، إمام
فقلتُ : لأن عكس المال لام **
وما دخلت ، على الأعلام لام
والمعروف في النحو أن الأعلام لا تدخلها ” أل ” , لأنها معرفة بنفسها , فلا تحتاج إلى ما يُعَرفها ؛ فلا تقول في نحو أنس : الأنس …
غير أن ” أل ” تدخل عليها لا لتفيدها تعريفاً بل لمعانٍ أخر؛ فقد دخلت على : الفضل ، والعباس،والحسن ، للمح الأصل , أي : لتبين أن هذه الأعلام منقولة من غيرها ؛ فـ”الفضل ” منقول من مصدر : فضل يفضل .
و”الحسن ” منقول من الصفة المشبهة … وعلى هذا دخلت اللام لتبين أن مثل هذه الأعلام ليست في الأصل كذلك، بل نقلت إلى معنى العلمية نقلًا.
وأشير على هامش المعلومة النحوية إلى أن الأعلام عندما تثنى أو تجمع جمع مذكر أو مؤنث سالمَين، تخرج من نطاق المعارف إلى
النكرات ،لذا أوجبت اللغة العربية اقتران المثنى والجمع من الأعلام (بأل) التعريف،حتى تعود إلى أسرة المعارف ثانية.
كافأت الزَّيدَيْن ،والفاطمتَين ،
والهنداتِ والمحَّمدِين .
تحياتي… وطاب صباحكم
التعليقات مغلقة.