موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قراءة الأستاذ KHaldoun Kb لنصّ “سنابل “بقلم/ نزار الحاج علي

1٬464

تتحدٍث الاسطورة عن مدينتنا القديمة التي تقع بالقرب من شاطئ البحر، هناك حيث تتلاقى أقدم القارّات على سطح هذا الكوكب.
.
وتتحدّث أيضاً عن ساحرة شمطاء كانت تدّعي بأن جنّاً يخرجون منها، ويتخطّفون شبّان القرى المجاورة، ويغرسون في قلوبهم الرعب.
.
وتتحدّث الإسطورة كذلك كيف أنها ستبني سوراً مرتفعاً يحيط بنا من كلّ اتجاه، ثمّ كيف أنها ستقذفنا بمناجل ملتهبة من النار…وبما أنّ بطن الأرض هو أكثر الأحياء اتساعاً، و هو الوحيد القادر على احتوائنا…فإننا سنلجأ إليه…
.
وتتحدث الإسطورة في السطر الأخير أيضاً، عن أنه كلّما ركلت الساحرة الأرض مهتاجةً بقدميها…سينبت أحدنا.

نظن الأمر من أساطير الأولين وهو في الحقيقة واقعنا الماثل أمام أعيننا وجرحنا المفتوح. والأسطرة تصل الققج بالحكاية لقيامها على العجيب ومنه الساحرة.
.
كذاك الأسطرة حيلة فنية طريفة لنقول إيحاء ما يسمج تصريحا وربما ما يحجب في زمن عز فيه من يصدح صادقا ومن يقبل كلمة الحق عن مبدإ ثابت وطيب خاطر وإحقاقا لما يجب إحقاقه.
.
عبارة تتحدث الأسطورة( وأظنها بضم الهمزة لا كسرها) وملحقاتها( أيضا/ كذلك/ في السطر الأخير) تصل الققج بفن الخبر وهو جنس سردي عتيق متأصل في تراثنا.
لست أدري إن كنت أتمحل التداخل الأجناسي أم الققج حقا تبحث بشيء من التقلقل عما يؤصلها في تراثنا فتمتد جذورها في مدونتنا السردية وتسوغ في ذائقتنا الفنية. والعبارة تقوم مقام السند في الخبر وما عداه هو متن الخبر.
.
والسند يعني السارد. ولنا سارد منطلق هو الأسطورة وهي موغلة في القدم وفي التجريد. والحلقة الواصلة بينها وبين القارئ هي راوي حديث الأسطورة. هذا يفترض أنه عتيق ايضا أو عابر للزمن وأنه ذو قوة خارقة تفهم عن الأسطورة وتترجم لنا عنها أو كل هذا يفترض تواطؤا ضمنيا يتفق فيه السارد والقارئ على أن ذلك قد حدث فعلا ونقل السارد عن الأسطورة وهو عالم أنها مجرد حلية فنية ذات دلالة.
.
والسارد مسؤول لدى القارئ على نقل ما هو شفوي في الأصل إلى المكتوب. وثمة عهد ضمني على صدق النقل.
.
والحقيقة أن فرقا يقوم بين مجرد النقل ومقتضيات الفن. ففيه ترتيب بدا به الخبر من أربعة مقاطع. السند فيها يتعاود والمتن يتقدم. لكن السند بملحقاته من قبيل ( أيضا/ كذاك/ في السطر الأخير ايضا) ذو ترتيب زمني هو واضح بالمقطع الرابع من عبارة (السطر الأخير). وإن كان السطر يحيل على المكتوب لا الشفاهي. فهل بلغ الخبر ملفوظا أم مكتوبا ودور السارد هو النسخ وربما الترتيب. وفي عبارة (أيضا وكذلك) لبس. فهما تفيدان التشابه وشيئا من التتابع غير ملزم.
حتى السطر الأخير فيه ( أيضا) فهل ثمة سطر أخير غيره حجبه السارد.
كل هذا تفريع شكلي لا يخلو من فائدة وإن استثقله بعضنا
.
ماذا في المتون الأربعة؟ وهل من تدرج؟
يكاد المريب يقول خذوني في هذا المتن الافتتاحي هو تمهيد للسرد بضبط الإطار زمانا بعبارة ( القديمة) ومكانا خاصة بالتحديد الجغرافي أكاد أقول من طريق جوجل. فمكان الأحداث ملتقى القارات أي آسيا وافريقيا وأوروبا ولا أزيد إفصاحا فضلا عن أن المدينة مؤشر دال وهل غيرها على كل الأفواه. سند يغرب ومتن يعرب. لعبة الغرائبية والواقعية الممتعة.
.
وهذا المركب الإضافي( مدينتنا) هل هي مدينة الأسطورة وهي حقا ذات صيت أسطوري ومحط أنظار كل الأمم والاعتقادات؟ أم هي مدينة السارد ناقل الخبر إلينا فيتداخل الذاتي مع العجائبي؟ فما موضوعية النقل؟ وهل في هذا الموضوع مكان لغير الوجدان؟ ذات السارد تتقن تقنية التخفي ولا تتنصل من التزامها بالقضية.
.
المقطع الأول مغرق في الواقعية والثاني موغل في التعجيب. ولا بد فيه من كائنات خرافية. الساحرة والجن. مخلوقات أسطورية شريرة ستلعب دور الفواعل في النص السردي بعدما ضبط المقطع الأول الإطار اللازم. هذه الفواعل ستلعب دور البطل الشرير المضاد للبطل الخير. وبالأشرار استهل السارد.
قوة شريرة أولى maléfique هي الساحرة تحرك الأحداث ولها أعوان auxiliaires ينفذون مشيئتها. وأفعالهم إجرامية من تخطف وبث الرعب.
.
الساحرة ذات قوة خارقة متمحضة للشر وهي مسنة( فهي شمطاء وتعني التي وخط الشيب شعرها وفي لهجتنا الكائن الشرير). الأذى لا ينحصر في المدينة بل يشمل غيرها لنعلم أننا لسنا بمنجاة مما يصيب إخواننا. وتحليل الصراع يبين أن قوة ذات جبروت هي التي تدير اللعبة وتقذفنا بزبانيتها ( الجن) وأن قوتهم مستمدة من قوتها. فهل الشيب البادي مؤذن بانحدار قوة الشر حتما وأن الأمل في الخلاص قريب لا ريب فيه؟
.
النص كالطقطوقة في فن الغناء فيه مذهب يتعاود كاللازمة leitmotiv أو le refrain وهو السند والأبيات هي المقاطع الأربعة كل مقطع يطور السرد كالبيت قد يستقل بمقامه اللحني فتحتاج اللازمة المتكررة إلى بعض التعديل حتى تساوق مقام البيت وذلك ما توفره الإضافات الطفيفة من قبيل ( أيضا/ كذلك/ السطر…)
.
أطر المقطع الأول الأحداث وعرف الثاني بالفواعل الشريرة بطلا ( الساحرة) وأعوانا( الجن) وأجمل ذكر ضحاياها ذاكرا صغر أسنانهم خلاف البطلة الشريرة الطاعنة في السن. والفواعل تظهر بالتضاد في الصفات والصنيع. الأولى مفارقة خاصة بالجان المعتدية والثانية بشرية وهي الضحية. وهذا يوجه تعاطف القراء ونفورهم.
.
المقطع الثالث يتبسط في صنيع قوى الشر الآتي وهو واقع حقيقة من جدار عازل وقصف يجهز على الأبرياء العزل وما المناجل إلا رمز ملك الموت يحصد رؤوس الورى وزهور الأمل على حد عبارة شابينا.
.
لكن المقطع الثالث يهيئ إلى رد الفعل la riposte وروح المقاومة لدى الضحية. هي ضحية سلبية في المقطع الثاني وهي تبدأ بالتحرك. بين سرد الفعل ورد الفعل ( بينما) التي تنشئ تركيبا تلازميا يفيد التزامن بين الفعلين.
قوة الحديد والنار سيواجهها الذكاء البشري بالمتاح. للساحرة السيطرة على وجه الارض وسمائها فليكن التمترس بالأنفاق. تلميح في الظاهر وتصريح بين في الحقيقة. والشبان بتحديد جغرافي عام فضفاض في المقطع الثاني ( القرى) صار مدققا في الثالث فكما نسبت المدينة إلى ضمير المتكلم، فهذا الضمير يعود معبرا عما يصيب الضحايا من شرور.
.
ها هي الذاتية تعود والالتزام المعلن بالقضية، السارد فرد والضمير جمع ( نحن). أي نعم! هو ينتسب إلى هؤلاء المظلومين. فما يصيبه يصيبهم وفعلهم فعله يبارك تخطيطهم وينفذه( سنلجأ)
.
السطر الأخير أو المقطع الأخير في ديمومة فعل المقاومة بفعل العدوان. عبرت عن ذلك لفظة (كلما). الصراع مفتوح حتى يزول العدوان وروح المقاومة حية وإرادة الحياة تقهر إرادة الموت. تقابل القتل ولادة. قوة العدو هوجاء عمياء تنطق بالعنف. وقوة الضحية خيرة تنشأ من الخصوبة والربيع والتعمير من أدونيس وعشتار.
.
قد يفسد التصريح ما في النص من تلميح فيقع التدبر دون الإنشاء. وقد يقتضي الإيحاء بعض التكتم من القارئ نفسه.

التعليقات مغلقة.