قراءة انطباعية في القصة القصيرة جدا ” اشتباه” للأديبة الأردنية: رندا المهر بقلم عاشور زكي وهبة
أولا: النص والقصة القصيرة جدا للأديبة الأردنية: رندا المهر …اشتباهٌ [ق ق ج]
زَجُّونِي في وكر الذئاب؛ تصارعتُ معها، حتى غلبتها؛ توليتُ زمام أمرها.
ولما جاءتني البراءة، خرجتُ؛ طاردتني كلاب المدينة.
ثانيا: القراءة
العنوان: اشتباه
كثيرا ما تستخدم الدول البوليسية ذريعة الاشتباه للزج ربما بالأبرياء ( الرعية/الخراف والنعاج/ الصالحين) التي لم تشذ عن القطيع في غياهب السجون دون جريمة تذكر بمجرد الاشتباه في الاسم أو الشكل بالمجرمين ( الذئاب).
البداية: تبدأ القصة بفعل ماض متعد لمفعول واحد (زجوني) وهو فعل يتضمن القبض والدفع بقوة، وكأنما الغرض التخلص من بطل القصة بالزج به في أحد أوكار المجرمين عتاة الإجرام.
لكن هل كان هذا المزجوج به بريئا، ويستحق هذه المعاملة القاسية؟!
من الواضح أن هناك توصية بالتعامل القاسي من المجرمين مع بطل القصة بدليل صراعه معها والاشتباك بالأيدي والعقل. الفعل (تصارع) يفيد تبادل الصراع والقتال، حتى استطاع أن تكون له الغلبة عليها وقهرها، واقتيادهم كالنعاج. إذ اصبح في النهاية أميرا للذئاب.
فهل شفع له ذلك عند من زجوا به وألقوه بين أنياب الذئاب؟!
لقد استطاع البطل أن يثبت براءته من جريمة اشتبهوا فيه لاقترافها..وهو برئ براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
الخاتمة الصادمة:
جملة: طاردتني كلاب المدينة.
كان البطل سواء كان قرويا او مدنيا أو بدويا مواطنا صالحا، زج به من بيده عقدة الأمر والنهي ( سلطة مدنية قضائية أو تنفيذية) في وكر ( حيث يرتع عتاة الإجرام).
ويقول المثل العامي: من جاور القوم أربعين يوما، إما أن يصير منهم أو يصيروا منه.
أي تطغى طباع أحدهما على الآخر.
وهذا ما حدث للبطل الذي استذأب وحينما جاءت البراءة من الشبهة أو الجريمة التي ألتصقت أو ألصقت به، كان قد فات الأوان، إذا جاء اشتباه جديد بأنه من عتاة الإجرام بعد أن قهر المجرمين وتغلب عليهم حتى صار أميرا لهم، يتولى زمام أمرهم.
كلاب المدينة: الذين يتشدقون بالمدنية، وتنفيذ أحكام القانون، هم من طاردوه في البداية، وزجوا به في وكر الذئاب. وبعد ذلك طاردوه مرة أخرى بذريعة أنه أصبح أميرا للذئاب…
قصة جميلة جدا أحيي كاتبتها متمنيا لها دوام التوفيق.
في أمان الله.
الإثنين 21/2/2022
التعليقات مغلقة.