موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قراءة انطباعية في نص ”مهرجان”للأديب أحمد طنطاوي بقلم/ مريم الراشدي

278

زاهيًا.. منتفخًا .. يسير هو ..
فى زيه الأرقش ..
و ينظر للناس من علٍ .
يساوى طوله أسطح البيوت المتوسطة .
كان حريًا به أن يكون من العظماء
و من هؤلاء الذين يأمرون فيطاعون
لولا أنه
_ للأسف _
كان محض دمية من عهنٍ منفوش
يُساق فى كرنفال المدينة !!!

أحمد طنطاوى / جمهورية مصر العربية

حين نتأهب للغوص في بحر نصوص أستاذي أحمد طنطاوي وخاصة القصيرة منها والقصيرة جدا، لابد من الأخذ بعين الاعتبار 1. كمّ الجمال الأدبي الذي يصوغها به

عمق الموضوع الذي نحاول سبره والإحاطة بضفافه، ثم

الإقرار بأننا لن نوفي هذه النصوص حقها مهما بلغنا من درج التقصي.

العتبة :
جاءت عنونة النص بمفردة “مهرجان” نكرة على غير قاعدتها تعريفا وهي في المعجم :
المِهْرَجَانُ : احتفالُ الاعتدال الخريفى ، وهى كلمة فارسية مركبة من كلمتين : الأّولى: مِهْر، ومن معانيها الشمس، والثانية : جان ، ومن معانيها الحياة أو الروح. فهل استوفِي هذا المعنى؟

ثم دخل صلب النص بصفات أو نعوت جاءت حالا منصوبة (زاهيًا.. منتفخًا) لأفعال حركة يقوم بها البطل (يسير، ينظر) وزاد الضمير (هو) تمكينا له في ما يفعل حتى إنه في عليائه مختال يزهو بما هو فيه.. لنستشف من الوصف الساخر لساردنا كمّ اللماحية والتهكم التي يحمّلهما لهذه الشخصية المنتفخة أو بالأحرى المنفوخة لحين نهاية العرض.. وما انتقاء كلمة (المنتفخة) إلا ذكاء في التصاق معناه بالورم والتورم..

في هذا النص، نجد تناصا رائعا مع الآيات الكريمة : { وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) كُلُّ ذَٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِندَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38) [سورة الإسراء:37، 38]. وقد جاء في التفسير: { وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا }- أي: كبرا وتيها وبطرا متكبرا على الحق ومتعاظما على الخلق.{ إِنَّكَ } في فعلك ذلك { لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا } في تكبرك بل تكون حقيرا عند الله ومحتقرا عند الخلق.. قد اكتسبت أشر الأخلاق وأرذلها من غير إدراك.. فما تعدى هذا المختال في نصنا أكثر من طول أسطح البيوت المتوسطة طولا وقيمة.

هذا وقد بلغ ساردنا من التهكم والسخرية في تعليقه في (كان حريًا به أن يكون من العظماء و من هؤلاء الذين يأمرون فيطاعون) مبلغ المتمكن من طرق الاستهزاء حتى ترفع له القبعة بإذعان. ليأتي زيه المقرقش فيُكمِل لوحة الطنز تامة..

ثم تأتي “لولا أنه” كريشة الميزان لتعيد الأمور إلى نصابها في النقيض والمعاكس مرورا باللفظة الثنائية “للأسف” لرفع قيمة السخرية إذ إنها هنا لا تعني لا الندم ولا الحزن، كما أن “كان محض دمية” على صيغته في الماضي تفيد حقيقة الأمر المُرة.. فما هو إلا دمية قاموا بنفخها لأداء مراسيم احتفال للبهجة والسرور، فجاءت (كالعهن المنفوش) – تناصا مع ﴿ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ ﴾
[الأنبياء/78] و {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} [القارعة/ 5].. هذا المقرقش لا تقوم له قائمة إلا بفعل فاعل !! وقد جاء فعل “يُساق” مبنيا للمجهول ليدُل على أنه في تعداد المجاهيل.

هنا ربما نستشعر إشارة خفيفة، إن صح التناص، إلى “مذكرات الأرقش” لميخائيل نعيمة حيث إن أرقشه مجهول الهوية.

أما عن الكرنفال “فى كرنفال المدينة !!! ” فقد ينبهنا إلى أن هذا النوع من الاحتفاليات دخيل على ثقافتنا الشرقية والعربية إن نحن وضعنا هذا النص في إطاره المحلي لأن كلمة كرنفال إيطاليّة الأصل ولها ما لها من معان تخص أهلها. أما ”المدينة” فأغلب ظني ترمز إلى الحضارة وما يروج في أروقتها عكس ما يقابله من الحياة في البوادي.

اختتم السارد هذا النص بمسافة مليحة بين آخر كلمة وأربع علامات تعجب في تضمين بليغ للمسافة التي بيننا وبين هذه العينة من الفعاليات من جهة وبيننا وبين هذه العينة من البشر في مجتمعاتنا من جهة أخرى.

إلى هنا أوصلنا يراع الأستاذ أحمد طنطاوي.. إلى بهاء القص ورفعة المقاصد بحنكة الأديب المتمرس وكذلك الناقذ الفذ.

تحياتي وعبق المسك مع الياسمين أستاذي الفاضل
Ahmed Tantawy.

مريم الراشدي .. المملكة المغربية


التعليقات مغلقة.