موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قراءة انطباعية في ومضة القصصية للأديب المصري إبراهيم الشابوري بقلم: عاشور زكي وهبة

258

قراءة انطباعية في ومضة القصصية للأديب المصري إبراهيم الشابوري بقلم: عاشور زكي وهبة

أولا: النصّ
توكُّلٌ
تيمّمَ بالصبرِ؛ تفجَّرت ينابيعُ الفَرَجِ.

ثانيا: القراءة
١.العنوان: تَوَكُّلٌ
مصدر من فعل ثلاثي( وَكَلَ )أو رباعي( وكَّل) بمعنى: اعتمد أو أسند. فالتوكل لغةً يعني: الإتكال/الإستناد/ الإعتماد/ الثقة والوثوق فيمن هو موضع ثقة.
الوكيل: اسم من أسماء الله الحسنى، يعني الحافظ القيم المجير المدافع.. إلخ.
ومضاد التوكل: الريبة/ الشك/الظن… إلخ
التوكل: اصطلاحًا صفة حميدة لمن يفوض أمره لله {الوكيل} ويأخذ بالأسباب بعد الإعتماد على مسبب الأسباب الوكيل الحسيب ومن دعاء المظلوم الذي تقطعت به السبل وعجز عن أسباب الفرج الدعاء المأثور :
“حسبنا الله ونعم الوكيل!” وهذا دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام حينما أُلقِيَ في النار وهذا الدعاء تفتح له أبواب السموات السبع ولايكون بينه وبين حجاب ومن الآيات الكريمة التي تحبذ التوكل قوله تعالى {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} الطلاق الآيه 3 والآيات في فضل التوكل كثيرة ومعروفة ومن الأحاديث النبوية التي تحث على التوكل:” عن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا أي ضامرة البطون من الجوع وتعود بطانا أي ممتلئة البطون وخير الدعاء عند الخروج من البيت:” بسم الله توكلت على الله ولاحول ولاقوة الابالله”، يقال له: “هديت وكفيت ووقيت وتنحىٰ عنه الشيطان”. وهذا مانستشفه من عنوان الومضة القصصية الذي يحفز النفس المطمئنة على الولوج الهين اللين إلىٰ متن النص.

٢.صدر الومضة
تيمم بالصبر.
يتألف الصدر من مفردتين: تيمّم فعل ماضٍ لازم والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على المتوكل الذي يضمره عنوان الومضة.
بالصبر جار ومجرور.
التيمّم: نوع من الطهارة ضمن فقه العبادات في الإسلام، وهو بديل عن الوضوء أو عن الغسل في حال عدم وجود الماء أو تعذر استخدامه بسبب مرض أو نحوه أو غير ذلك من الأسباب عن طريق حجر التيمم، بأن يضرب التراب المتيمّم بيديه ضربة واحدة ثم يمسح بهما وجهه وكفيه.
مبطلات التيمّم: هي كل مايبطل أو وجود الماء.
والتيمم لغةً: معناه القصد يقال تيممّتُ الشيء: أي قصدته والتيمم شرعا القصد إلى الصعيد الطيب لمسح الوجه واليدين منه بنية الوضوء عند عدم وجود الماء أو العجز عن استعماله.
وفي حديث طويل عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الطهور شطر الإيمان والصبر ضياء والصلاة نور”… رواه مسلم.
أما المفردة الثانية (بالصبر )التي تعيدنا إلى العنوان فمن صفات المتوكلين الأخذ بالأسباب والإستعانة بالصبر والصلاة… والصبر موجود في الصدر، أما الصلاة فبدأت بالتيمم لعدم وجود الماء.
إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. وهناك علاقة بين الصبر والصبّار. فالصبر يعني: الإحتمال /الجلد /الحلم/ الأناة/ التبصر/ ومضاده: الإسراع/ الجزع/ الجبن الخوف/ الجزوع…إلخ.
أما الصبّار من البشر: صيغة مبالغة على وزن فعّال وهو شديد الصبر. كما أن الصبّار نباتٌ صحراويٌّ، عصارته شديدة المرارة، واوارقه عريضة ثخينة دائمة الخضرة كثيرة الماء فيها أشواك…. والصبر على احتماله دون جزع.
وقالوا: “قتله صبرا”: أي حبسه حتى مات.
وشهر الصبر: شهر الصوم بما فيه من حبس النفس عن الشهوات والصبِر هو عصارة شجر مُر واحدته صبِرة. والصبور: اسم من أسماء الله الحسنى.
والصبور من الناس: المعتاد الصبر القادر عليه…
وصبارة الشتاء: أي شدة البرد’د، ومضادها: حمارة القيظ شدة الحر.
وفي رياض الصالحين في باب الصبر قال تعالى:(ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشّر الصابرين} البقرة 155
أما أحاديث الصبر فكثيرة جدا.. نذكر منها..
عن أبي يحي صهيب ابن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له”.رواه مسلم
وكما رأينا فقد بدأ الشطر الأول من الومضة بالطهور والصلاة والصبر، والإستعانة بالصبر والصلاة من سمات المتوكلين الصالحين المصلحين وهكذا يكون الصدر مؤمنا إيمانا لاشائبة فيه إيمانا ذا فؤاد نقي ذكي طيب طاهر متوكل محتسب فبماذا يصدمنا العجز؟!

٣.عجز الومضة:
تفجّرت ينابيعُ الفرج.
يتكون العجز من ثلاث مفردات: تفجرت أي: انفجر الماء ونحوه أي انبعث سائلا.
وفي القرآن الكريم: (فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا..).
ويقال انفجر فلان باكيا ويقال وانفجرت عليهم الدواهي وهكذا انفجرت من حجر التيمم ينابيع الفرج.
والينبوع: مصدر /معين /نبع/ عين الماء وحينما يأتي الاسم جمعا نكرة فإنه يفيد الكثرة. وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا…فماذا لو كانت ينابيع فرج وبركة بعد طول صبر على ندرة الماء حتى التيمم بحجر الصعيد الطيب.
والينبوع مضاده: مصب، والجمع ينابيع.
والمنبع: مخرج الماء ونحوه من الأرض ويقال لمصدر الشيء: منبعه.
ويقال هو من نبعة كريمة: أي ماجد الأصل.
والفرج هو: العَتق/ الفتح، ومضاده: الأزمة/ الشدة الضيق/ الضائقة/ الغمة… إلخ.
وهكذا تكون الومضة القصصية تفصيلا للحكمة المأثورة: (الصبر مفتاح الفرج).
والصبّار تغمره ينابيع الفرج الفياضة العذبة.

٤.المفارقة والإدهاش:

قد يرى بعض قرّاء الومضات القصصية أن عجز هذه الومضة نتيجة منطقية. إذ أن الله مع الصابرين، يمنحهم نصرا مؤزرا في الدنيا والآخرة.
والمتوكل الله وكيله وحسيبه..فلاريب في ذلك؛ لكنني لي رأي آخر:
المفارقة تكمن في أن تيمّم لعدم وجود الماء في الصعيد الجرز أعقبه تفجر ينابيع عذبة رقراقة من باطن الأرض العطشى، لأن المتيمّم لم يجد الماء الملح الأجاج، فحينما تيمم بالصبر وهذا مايوحي بمرارة عصارة الصبر، وليس ملوحته فقط د.
ويقول المثل الدارج: “ماصبرك ع المر؟! قال: ماهو أمر منه!”. والصبر على المكاره أعقبه فرجا وفتحا مبينا من باطن الأرض. فالومضة سليمة المبنى تحفز وتصبر أصحاب النفوس المطمئنة، ضبأن لهم جنات عرضها السموات والأرض تجري من تحتها الأنهار أُعدّت للمتقين المتوكلين على الله حق توكله.
ومن منطلق إيمانيّ تطهريّ تبشّر الومضة القصصية الصابرين بأن تيممكم بالصبر فجر ينابيع الفرج.
في الختام أحيي صديقي الأديب المبدع ابراهيم الشابورى، متمنيًّأ له دوام التوفيق.

التعليقات مغلقة.