قراءة انطباعية في ومضة قصصيةبقلم عاشور زكي وهبة والومضة القصصية تكريم للكاتبة السورية منى عز الدين

قراءة انطباعية في ومضة قصصية
بقلم/ عاشور زكي وهبة
والومضة القصصية تكريم للكاتبة السورية/ منى عز الدين

الرؤية النقدية

العنوان: ” تكريم “
مصدر من فعل رباعي مشدد العين (كَرّمَ). والتكريم يصدر من شخص كريم لشخص أو مجموعة أو طائفة تستحق هذا التكريم نظير فعل أو عمل جليل قام به.
وقد قال تعالى في محكم التنزيل: ” ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وفضّلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلًا”.
والله أكرم الأكرمين، ومن أسمائه الحسنى ( الكريم). والكرم صفة عظيمة وخلّة جليلة من شيم الكرام.
هذا ما يمكن فهمه من العنوان الذي هو بمثابة عتبة النص ومدخل لسبر أغواره.

صدر الومضة: مسحَ غبارَ قلبِهِ
يتكون الصدر من كلمات ثلاثة: مسح/ غبار/ قلبه.
فعل السبب (مسح) ثلاثي صحيح، ومعناه ذهب أو أمَرّ يده على شيء متلطّخ أو مُبتَل لإذهاب ما عليه من أثر ماء ونحوه. ويقال مسح الشيء بالشيء.. وفي القرآن الكريم:” فامسحوا برؤوسكم”.
ومن مشتقات الفعل (مسح): المسيح والتمساح والممسحة والمسحة..ولعل أحدثها 🙁 مسحة كورونا..ذلك الفيروس التاجي الوبائي القاتل).
وتمسّحَ بشخص لفضله وعبادته.
وتمسّحَ بالأرض بمعنى ( تيمم )…إلخ.

غبارُ القلب:
الغبار هو ما دقّ من التراب أو الرماد، ويقال فلان لا يُشقّ له غبار: أي لا يُدركُ.
والغبار الذري: هو ما يتكون من مواد مشعّة ناتجة من الانفجار الذري، تحمله الريح إلى مسافات بعيدة من موضع الانفجار، حيث يترسب على الأرض، ويسبب ضررًا لما عليها من الأحياء.
والغبار داءٌ في خفّ البعير.
والغبراء ( الأرض)؛ والغبراء من السنين (الجدباء).
والغبرة ( الغبار)، وفي القرآن:” وجوه يومئذٍ عليها غبرة، ترهقها قترة”.
والقلب أحد مضغتين إذا صلحتا صلح سائر الجسد، وإذا فسدتا فسد سائر الجسد:( القلب واللسان).
اللهم اصلح فساد قلوبنا!
إذن فعل السبب في الومضة الحالية يعرض لنا إنسانًا مسح الغبرة والران المتعلق بالقلب..نقّى قلبه من الأدران والأسقام القلبية النفسية: الغلّ والحسد والبغض والكبر والعلو…إلخ.

عجز الومضة: لمع تاجُ التقوى.
فعل النتيجة (لمع ) تلاثي صحيح. واللمعان من النور، وقد يلمع الشيء ذاتيًا، ويكون له بريق يسلب الألباب مثل الذهب والفضة وغيرها من المعادن الفلزية النفيسة.
التاج محله الرأس ليبين عظمة حامله سواء كان ملكًا أو إمبراطورًا.
لكن التاج المذكور في الومضة ليس تاج الملك؛ بل تاج التقوى!
ولباس التقوى ذلك خير..فهو خير لباس للمرء يستره في الدنيا، ويحجبه عن عذاب النار يوم القيامة.

المفارقة: إذا كان هناك تضاد بين مسح ولمع. لكنني حسب رأيي المتواضع أرى أن النتيجة منطقية.
إذ أننا أمام شخص مسح ونقّى قلبه من الأسقام النفسية القلبية، فأصبح ناصعًا خاليًارمن كل ضغينة، فكُوفيء بلمعان القلب ونقائه وبالتالى لمعان تاج تقواه على رأسه يشهد بصلاحه وحسن سيره وسلوكه.

التكثيف: الومضة مكونة من سبع كلمات بالعنوان. أوجزت حياة شخص نقّى وطهّر قلبه من جميع الأدران القلبية النفسية، فكانت النتيجة المنطقية أن لمع تاج تقواه بين الناس.
نقاء القلب يتبعه نقاء العقل واليد واللسان. فمن حسنت سريرته حسن سيره وسلوكه بفضل الله.
في الختام أحيي أستاذتنا الأديبة الفاضلة منى عز الدين على ومضتها البديعة، وأتمنى لها دوام التوفيق..وأترككم في أمان الله وحفظه.

الومضة..

تكريمٌ
مسحَ غبارَ قلبِهِ؛ لمعَ تاجُ التقوى.

بقلم: عاشور زكي وهبة ( مصر )