قراءة انطباعية في ومضة قصصية بقلم الكاتب عاشور زكي وهبة والومضة للكاتب الجزائري بوعلام غريبي
أولًا: النص : مشاعرُ
ولجتْ منجمَ صدره؛ استخرجتِ الفحمَ.
ثانيًا: القرءة النقدية
العنوان: ( مشاعر)
اسم نكرة يفيد الشمول، أنواع المشاعر كثيرة ( الحب_ البغض_ الاهتمام_ اللامبالاه_ القبول_ الرفض…إلخ)
ومن الواضح أن كاتب الومضة يوضح مشاعر طرفين ارتبطا برباط الحب عبر مشاعر ومشاعر جيّاشة.
صدر الومضة: ولجتْ منجمَ صدره.
ولجت: دخلت، منجم الصدر (القلب) وسُمِيَ القلبُ قلبًا لأن من طبيعته التقلب والتغير.
يحكي صدر الومضة إذن عن قصة حب جمعت قلبين عاشقين…كلام جميل وأحلام وردية وحدائق تغريد عصافير لسهم كيوبيد الذي ألّف بين قلبين هائمين حبًّا.
عجز الومضة: استخرجتِ الفحم.
ماذا وجدت ساكنة قلب الحبيب؟!
ماذا جنتْ من حبها وهيامها في غرام المعشوق؟!
ماذا استخرجت من ولوجها الميمون؟!
من الواضح أنّها وهبت ووهبت أعز مما تملك أنثى.
فما ثمرة التنقيب في المنجم؟..
هل استخرجت فضة أم ذهبا أو ألماس أو لؤلؤا..إلخ من العناصر الفلزية الوامضة ذات البريق المعدني الجاذب للأنظار اللافت للانتباه الذي يدل على معدن المحب الشريك في الحب؟!
يا للهول! لقد استخرجت عنصرًا حالكًا قاتمًا أسودَ..يدل على سواد قلب صاحبه، عنصرًا لا فلزي معتم ( الفحم)! لا بريق له؛ بل ينضح منه رائحة الحريق. لقد احترقت أشجار جنّة الحب وتحولت إلى عنصر أحفوري لا فلزي أسوأ أنواع منتجات الطاقة الضارة والملوثة للبيئة المحيطة ناجم عن قلب جحود منكر لما وهبته المعشوقة الواهمة المجني عليها.
المفارقة والإدهاش:
القفلة صادمة بحق: التناقض البين بين ( ولجت/ استخرجت)
سرعان ما خرجت الوالجة بثمرة معتمة..وكل إناء بما فيه ينضح..
ولجت بأحلام الحدائق الوردية؛ خرجت محترقة بالفحم الأحفوري الملّوث والناضب من الحب بدل أن يكون نابضا بالحب وشتان بين النضوب والنبض!
ومضة جميلة بصدق ذات كلمات قليلة أوجزت لنا قصة حب طويلة..
تمنياتي للكاتب بدوام التوفيق…
التعليقات مغلقة.