موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قراءة انطباعيّة في ومضة قصصيّة: (صرخة أنثويّة في وجه ذكوريّة متوحشة) بقلم: عاشور زكي وهبة

134

قراءة انطباعيّة في ومضة قصصيّة: (صرخة أنثويّة في وجه ذكوريّة متوحشة)
بقلم: عاشور زكي وهبة

والومضة القصصية (إعراب) للقاصّة والحكواتيّة الفلسطينيّة جيهان يحيي أبو لاشين Jihan Lashein

إعرابٌ
فتحَ ذراعيه لضمّها؛ كسرَها حدّ السكون.

القراءة:

العنوان: إعرابٌ
من جماليات الومضة القصصية العنوان المخاتل الذي يحتمل أكثر من تأويل.
وقد نجحت الكاتبة في اختيار عنوان بديع يجعل المتلقي أمام عدة خيارات:
هل نحن أمام أحجية لغوية تتضمن حالة إعرابية؟!
أم أننا أمام حالة بوح عاطفيّة سلوكيّة؟!
أما أننا حيال قضية اجتماعيّة حياتيّة؟!
اللفظة: إعراب مصدر لفعل رباعي لازم متعد بحرف (أعربَ).
وعند بحثنا في المعجم عن الفعل (أعرب) نجد الآتي:
_ أعربَ الخطيب: كان فصيحًا بليغًا لم يلحن القول، والعكس (أعجمـ).
أعرب الكلمة: بيّن وجهها من الإعراب.
_ أعربَ في البيع: أعطى العربون.
_ أعربَ الكلام: أتى به وفق قواعد اللغة.
_ هو أعربهم نسبًا: أي أوضحهم وأنبلهم نسبًا.
وللإعراب في اللغة علامات أصليّة: الفتحة والضمة والكسرة والسكون.
والإعراب عن المشاعر تتطلب أمارات معنويّة وأفعالًا سلوكيّة.. دلائل فصاحة وبيان، أو علامات فحش وبهتان.

صدر الومضة: فتحَ ذراعَيه لضمِّها.
نحن أمام حبيبينِ التقيا، وليعرب الحبيب عن مشاعره الجياشة: فتح ذراعيه ليضمّ الحبيبة.. وهذا فعل سلوكي وجداني تضمن الفتح والضمّ.
كما تتفتح الأصداف لتظهر الدرّ واللؤلؤ والجواهر المكنونة، ثمّ تضمها خشية الفقد أو لفورة الوجد، ونبذًا للفراق والبعد..

عجز الومضة: كسّرها حدّ السكون.

ماذا نتج عن هذا الفتح المبين، والضمّ المليء بالحنين؟!
هل أعرب الحبيب عن فرط رعايته وعشقه للحبيبة؟ أم أصبح كالدبّة التي قتلت صاحبها الراعي والمروّض لها بأن فتحت ذراعيها وضمته ضمّة ساحقة ماحقة كسّرت أضلاعه وأودت بحياته؟!
ومِن الحبّ ما قتل!
يطالعنا عجز الومضة بنتيجة صادمة: انكسار الجوهرة المكنونة والقارورة الفاتنة وسكونها سكون الموت والفقد.. بعد الحركات الثلاثة جاء السكون الحاد والزوال والفناء..
وهكذا يتجلّى لنا الغرض والمغزى من العنوان أننا بصدد الإعراب عن مسألة ليست لغوية إعرابية فحسب؛ لكننا أمام مشكلة اجتماعيّة سلوكيّة ذكوريّة مفرطة القسوة تجاه الأنثى تهدف ضمّها واحتواءها كقطعة أثاث حتى القضاء عليها(السكون): إلغاء شخصيتها معنويًّا وماديًّا.
ذكوريّة طاغيّة باسم القوامة تؤدي إلى كسر القوارير ووأدها؛ مع أن النبي الأمي العربي الكريم دعانا في الحديث الشريف:” رفقًا بالقوارير”.
نفتح لها أذرعنا كأم أو أخت أو زوجة أو ابنة أو صديقة.. إلخ لنضمها حبًا ورعايةً ورأفةً ورحمةً دون إكراه أو طغيان أو جبروت أو نفي لشخصيتها المستقلة.
في الختام أحيي الأستاذة جيهان لاشين متمنيًا لها دوام التوفيق.

التعليقات مغلقة.