قراءة تحليلية لكتاب من مكتبتي لهالةالمهدي : “نظرة وداع ” للكاتب المبدع أ .حسام أبو العلا
للتوثيق
مجموعة قصصية
بقلم الكاتب المبدع أ/حسام أبو العلا
تعتبر المجموعة القصصية أشق أنواع الأدب لما لها من صفات تنوع الموضوعات في المجموعة الواحدة،لكن هنا شعرت أنها عقد من اللؤلؤ قد ارتبط أوله بآخرة، فكل قصة تسلمني لأخرى، وكل عقدة تحل بقصة أخرى ، المشاعر مرتبطة والأفكار متلاحمة،
حكايا إجتماعيه تحكي مجموعه من قصص الحب المختلفة وقصص الخذلان بأشكالها، ثم قصص الفقد بأنواعها.
ذلك وإن دل فعلي قلب قد ذاق مرارة الفقد والوحدة والألم، فأحسن الكاتب أن جعل القارئ يصدق أنها من الواقع والحياة، إذ لا تختلف أبدا عن حكايات وراء كل باب مغلق
الكاتب يبحر بي في عمق المشاعر بسرد عميق لا يمكنك أبدا بأي حال من الأحوال أن تصدق أنه لم يتعرض لأن يكون بطلا لكل قصصه في ذلك الكتاب.
العنوان:
نظرة وداع، هو عنوان إحدى القصص وأعتقد تم إختيار العنوان لإرتباط الكاتب كتجربه بنفس القصة أو ما شابه،
الكتاب في 114صفحة من القطع المتوسط لفت نظري في المتن طباعة جزء من الغلاف في هوامش وأحرف الصفحات بشكل منمق في صورة رقيقة.
الغلاف:
شد من إنتباهي وتركيزي صورة الغلاف.. هي لفتاة بالتصوير الجانبي لكنه يشي بحزنها الباد علي نظرتها وارتخاء عينها دليل إنكسار الحزن في ألوان قاتمة تتدرج حتي تصل للون الفاتح، وهذا بالفعل محير، إذ أنني أكاد أجزم أن القاص قد استخدم كل طاقاته في التعبير عن مشاعره كرجل نحو تلك الأنثى والتائهة النظرات.
المتن والمحتوي:
الإهداء :
كان للوالد الحبيب.. وفقط مع حزن افقده ورحيله وأكاد أجزم أن كل إهداءات الكاتب هي للوالد فقط، لكني لاحظت إهداء آخر علي استحياء إلى من طعنت القلب برحمتها، الله… ما أجمل ذلك التعبير وأرقه، طعنت… برحمتها،إهداء أثار شجنا من نوع خاص. والمعني مبهم إلا من قلب الكاتب.
عرض سخي
قد يعشق المرء عشقه لشخص لا الشخص نفسه، ذلك ما حدث مع البطل هنا ، أحب حتي الثمالة وانخرط في عشقة وتغذيته بالمادة لكنه في طريق تحقيق أفضل السبل للحياة مع من يحب، سها عن تغذية ذلك الحب بالمشاعر، فذلك الزوج المطحون في العمل والمتفاني في تدليل زوجته لم يجد منها سوي الخيانه والخذلان في إشارة لمن يمتلك أكثر ، يكسب قلوبا لا تنتمي له.. حبا مقابل مادة ورفاهية،، منتهي الألم عندما يقابل الحب بالخذلان والخيانه
الشرنقة
وصف الكاتب مشاعر البطل بالشرنقة التي تحيط بالفراشة حتي اكتمال طور نضوجها، مشيرا إلى بطل القصة الذي ظل يحيط نفسه بنسيج الحب موهما نفسه بأنه حب ربط بين قلبين تحالفا والواقع أنه ظل يبني نسيج شرنقة الوهم حول قلبه في محاولات بائسة لتصديق مبررات لحبيبته رغم عدم منطقية رفضها له،حتي أغلق الشرنقة علي أوهامه غلقا محكما، فبكي لمرضها رغم إصرارها ثم وقع مريضا بسببها، مما استعظمت معها الصدمة، لتتحول لصدمة أكبر عندما أكتشف وهمه منذ بداية الحب، لم تكن ترفص حبه لظروفها أو رفضها أن تكون زوجة ثانيه، بل رفضت حبه لأن قلبها يحتوي علي آخر، وقتها فقط تفتحت الشرنقة لكائن جديد قد تخلص من سجن أوهام ليبدأ من جديد، ما أعظم الكاتب حين وصف الوهم بالشرنقة فكلاهما يتشابهان في نسج خيوط وهمية تتحول بعدها لسجن كائن عائد الي الخياة كمن ولد اليوم.
حبة دواء
أني لك ذلك الوصف القاسي لمشاعر الإحتياج والاغتراب والوحده والفقد ، كيف أستطعت المزج بين كل ذلك في لحظة واحدة وجملة واحده، ثم كان السر… في حبة دواء، ذكريات لا تموت ولكنها تؤرق صاحبها وتقض مضجعه،.
إختزل كل ذلك في نهاية مفتوحة.. كفكفت الدموع ونفضت غبار الألم لألحق بموعد الطبيب… وكفي.
إبليس
في تلك القصة.. قمة الألم .. أن تعاني وحدك، وتبذل ما تريد لأجل حبيب لا يراك، صدمت فقط عندما جمعت الدلائل لخداعها لك ولغريمك، وقمة العجز عن الإنتقام سوي من جملة علي صفحتها الشخصية
ماسة
بكيت معها ومن أجلها ، وعليها
شهيدة القلب تلك، قتل البراءة فقط من أجل قلوب لا تعرف الحب
رسالة المساء
ربما لم يكن يكفي فقط.. الوداع ،ربما خذلك الوقت، لكن الخذلان الاكبر كان لها فعبرت عنه، كلاكما خذلتما، الوقت والمسافه والخجل هزمك أنت ، أما هي فقد خذلها هزيمتك وتلك أكبر ،
“تمنيتك واقعا، لكنك تصر أن تبقيني طيفا يمرق سريعا كالأحلام”
تاركة للقارئ رسالة أخرى، “أحذر خذلان من تحب خسارة وقت لن يعود، أحذر فوات الأوان”
اما عن الخنجر
فالعنوان معرف بأل وذلك دلالة علي توقعه أو تجربته قبلا
ببساطه هي تجربة خيانه وخذلان لكني هنا أعيب علي البطل سلبية قلبه في توقع الخيانه، فهو للحظة أخيرة وقد سمع بأذنه دليل خذلانها، يقول
“عيناي التي لا تري سواها رأت إيتسامتها التي لا تمنحهاإلا بصعوبة.”. دليل دامغ لكنه قلب المحب الذي لا يقبل المنطق ويجوب في دهاليز الخيال الحالم دائما ما يوقعنا في متاعب لا حصر لها.
ليلة العيد
الكاتب فقط أخرج ما بقلب بطلي القصة وكأنه أولا عاش بشخص وقلب البطل واندمج بمشاعره وامنيته التي تجهز لها ولم تتحقق ثم عهده لحبيبته أن يقوم بتحقيقها ثم خذلانها له بإنكسارها للظروف التي قتلت تلك الأمنيه وتراجعها خوفا من ظرف أكبر يقف حائلا بينهما، وعجزهما عن تخطي ذلك الحاجز بين قلبيهما فانكسرت أمنياته علي حافة ذلك الحاجز، ليقف ليلة العيد مكبرا تكبيرات العيد وعلي الجانب الآخر من نفس الحاجز وبعد إنتهاء الأمنية تقف حبيبته في شرفتها وحيدة وربما نادمه لضياع أمنياتهمافي فراغ الوحدة والإنكسار.
من أنا؟
حالة من حالات الزهايمر المتقدمة حيث تمر به أشباح الماضي دون أن يتعرف عليها، الكاتب هنا وصف وصفا دقيقا لحالة المرض في بدايته، والتي يكون المريض فيها مدركا لمكانه ومدركا للتعايش مع المجتمع من حوله لكنه يمر بنوبات إنتكاسات قد تجعله متوترا لا يفهم ما يحدث له وقد يقع فريسة لعلامات إستفهام لا يجد لها إجابات ، حاله بين الزهايمر وفقد الذاكرة في فص المخ عن الزمكان الذي يعيشه لكنها سرعان ما تعود له.
فما زال سؤاله الأوحد بلا إجابة .. عن العيون المتسعة التي تتراءي له.
عشق الروح
تلخصت فقط في كيف يتحقق عشق الروح مع أمنيات لن تتحقق سوي مع تضحيات كبيرة، ربما من كلا الجانبين ؟
وردة حمراء
الوفاء والحب في أبهى صورة حتي بعد الفراق، تري هل ينتهي الحب بالوفاة؟ سؤال يجيب عليه من قرأ القصة.
المكافئة
قمة الألم تاتي متوازية مع الفرح، وأعترف بكيت لمشهد صادم نهاية القصة، إذ كل ما كان من الزوج من حب كان كذبة، وما كان في المشهد ماهو إلا كيد النساء عندما قررت الضرة أن تقوض فرحة إنتظرتها الزوجه لتسع سنوات، منتهي القسوة.
الأمل لا يموت
لا تعليق سوي نعم.. لا يموت ولن أمل من الإنتظار كما بطل القصة في أنتظار حبيبته.
الميت الحي
نعم الحب لا يموت، وينبغي بشجاعة مواجهة حقيقة أن القلب لن يعترف بالموت..
غروب
المشهد لم يكن صادما عندما تحولت شمس بصلفها وغدرها وقلبها الذي لم يعرف الحب إلى غروب وإنتهاء، وعودة ندم بلا إحساس بالحب، فمن باع الحب يمكنه استعادة ماباعه.
علبة قطيفة
اذا التقي حزنان فهل يصيران حزنا واحدا ام يتنافران؟
رؤية رقيقة من كاتب رقيق المشاعر جعلتني أسأل نفسي ذلك السؤال، هل الحب أقوي؟ أم الاحتياج؟ وهل موقف الإبنة المريضة طبيعيا للتضحية والعودة؟ سؤال ينبغي لك كقارئ أن تجيب عليه بما يعتمل في نفسك.
دفء العمر
حبا في سلة ذكريات لا تموت وقلبا يولد نابضا بالحب
الوصيه والتركة والبيت الجديد
قصص اختلفن في المضمون واتفقن في الفكرة، الموت حبا أو الحب موتا. ثم الواقع المجرد والحزن المقيم.
ضحكت مع خطة حرب وبكيت كثيرا مع ساندويتش وحاجه ساقعه.
الحبكة
تأخذك الحبكة لكل قصة إلى حالة من التصديق لواقعية القصة أمامك فتجد نفسك في حالةمن التفاعل مع القصة وكان الكاتب يكتب لك من داخل قلبه المفعم بالحب عن تجاربه
الزمكان
عند قرائتي للمجموعة وجدت توافقا كبيرا بين الأحداث والمكان والزمان فيها كما شعرت بشخصية الكاتب وأكاد أجزم أني اطلعت علي قلبه بين السطور.. أحسن الكاتب بشده أن جعلني أعيش معه نوبات إنكسار شخوصه ونوبات شجن كل منهم فكنت كمن يراهم رؤي العين
البلاغة
استخدم الكاتب مفردات بلاغيه وصور بلاغيه تكاد تكون أقوال حكيمه وخواطر بلاغيه يمكن الاحتفاظ بها في بعض القصص وللحق فقد قمت بالفعل بالنقل منها.
الربط بين القصص
اعتمد الكاتب خط درامي واحد صريح كله كشريط قطار متوازي يسير لهدف واحد.
في النهاية تجد نفسك كقارئ امام مجموعة قصص من واقع الحياة تمت معالجتها بإحساس الكاتب فأضفي عليها من مشاعره وعصارة قلبه ليصف وصفا راائعا للأحداث.
أرجو أن أكون وفقت في القراءة.
تحليل وقراءة هالةالمهدي
التعليقات مغلقة.