موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قراءة جديدة من الزوايا المعرفية والانعكاس العقَدي والفلسفي بقلم أحمد بدوى العميد

187

قراءة جديدة من الزوايا المعرفية والانعكاس العقَدي والفلسفي بقلم أحمد بدوى العميد

فى قصيدة مدهشة وعبقرية فى التوفيق اللفظي، مطلعها:

صرَمت حبالَك بعد وصلك زينب
والدهر فيه تصرُّمٌ وتَقَلُّبُ

نشرَت ذوائبها التى تزهو بها
سُودًا ورأسُكَ كالثَّغامة أشيبُ

واستنفرت لمَّا رأتك وطالما
كانت تحِنُّ إلى لقاك وترغب

يتوسم الشاعر صالح بن عبدالقدوس خيرًا فى أصحاب العقول وأولي الألباب، وأن يفهموا رسالة موجهةً بأدب جم، أراد بها أن يتبرأ من كل ما نُسب إليه من انحراف وزندقة وانحلال، بمعرفة وتصرف الوشاة فى عصره.
إن القانون الدائم الذي يحكم على الشاعرية هو دراسة المعنى، وما الذى يريد الشاعر قوله بدون شرح، فإن خضع بيتّ شعريٌّ للشرح فقد سقط المعنى، ووقف القانون وقوف الذي لا ناقة له ولا جمل منه؛ لأن المعنى الشعري يُفَسَّر ولا يشرح.
يقول فى تَتِمَّةِ قصيدته الحكَمية المُوَشَّاة بأدب الخطاب:

وإذا رأيتَ الرزق ضاق ببلدة
وخَشيتَ فيها أن يضيق المكسب

فارحل؛فأرض الله واسعة الفضا
طُولًا وعرضًا شرقها والمغرب

إن أساس استقرار المجتمعات الأمن من الخوف، والكفاية من العيش، ولا يمكن أبدًا أن يكون أمنٌ بدون كفاية، والعكس، وقد جاء القرآن الكريم بالمعني الجامع بينهما فى مواضع؛ فهما متلازمان.
ومن هنا يعكس لنا (صالح) فى رسالته المنظومة مدى التعامل المشين معه، الماحي لإنسانيته.
فجاء بالمعنى الدقيق الذي تحدث عنه القرآن الكريم، ولكن تفرَّد فى تناوله وتأديَته؛
لأنه فى بدء التَّتِمَّة ذكر مسألة الكفاية بشكل مباشر، والخشية من ضيق الرزق ، والرواية التى تقول (عز المكسب) لا تتفق ولا تتماشى أبدًا والتوفيق اللفظي والسُّمُو بالمعنى، أما فى الختام، ولأنه يخاطب خليفةً حذق، وحاشية بلاط رواد بيان وفصاحة، فقد ذكر المعنى من الآية الكريمة:
“إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّـٰهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِيٓ أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا”.
‏فجاء من معنى الاستضعاف بمعنى الخوف، مؤدِّيًا بذلك رسالة تامة غير ناقصة، يكتمل بها المعنى ليفهمها أولو الألباب، وهذه الجزئية وحدها تقول بأن (صالح) صاحب فطرة سليمة، وعقيدة راسخة وصاحب علم وورع، لا كما يزعم البعض كما فى كتاب (العلم وفضله).
الذي أريد قوله هنا، إن الجوانب المظلمة فى حياة الأدباء والشعراء ربما تنعكس فى رسائل، ليست بين السطور، وإنما فى السطور نفسها أحيانا.
‏وجاء فى الأخبار عن ابن نُباتة السعدي قوله:

‏فمن لم يمُت بالسيف مات بغيره
‏تعددت الأسباب والموت واحد

وفى رواية
(تنوعت الأسباب والداء واحد) وهي ضعيفة.

نرى انعكاسًا فلسفيًّا فى تقبُّل الواقع، وقراءة جديدة لوظيفة السيف فهو سبب فى الموت، لا القتل وسفك الدماء، هو لم يخرج عن التوافيق اللفظية، لكنه أراد أن يرتقي بالمعنى بشكل يعكس لنا قراءاته وطرقه باب الفلاسفة والحكماء.
هكذا سمة أي شاعر وأديب، له قراءاته الخاصة، وتوظيفاته الجديدة التى يراها أنسب لتأدية المعنى، لذلك؛ يجب التعامل مع أصحاب الأقلام بوضع قراءاتهم فى الاعتبار.

ومما أثار دهشتي قول الشاعرة ميسون النوباني :

‏أسرَتْ بوجهكَ أسرابٌ من الأملِ
تـــردُّ عنّي جِماح الوجـــدِ والعللِ

وتصطفيني لخيلِ الشوقِ فارسةً
تراودُ الوقتَ عن روضٍ من الطللِ

بيتان شاهقان؛
الشطر الأول من البيت الأول يحمل إبداعًا وعِلمًا، والبقية تحمل الدهشة.
إن تصوير الوجه بأجواء سماوية، وأسراب الأمل التى تسير به جيئة وذهابًا، لهو معنًى جديد، تفردت به الشاعرة، وربما ستقف هذه الصورة عندها وحدها، فإنه يرتبط بتفسيرٍ حديثٍ للعلماء فى قول الله عز وجل :

“قُلۡ سِیرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُوا۟ كَیۡفَ بَدَأَ ٱلۡخَلۡقَۚ ثُمَّ ٱللَّهُ یُنشِئُ ٱلنَّشۡأَةَ ٱلۡآخِرَةَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ”

فالطيران سير داخل الغلاف الجوي ولو من قارة إلى قارة، ويأتي الارتقاء الحقيقي بالمعنى فى حرف الباء فى كلمة (بوجهك)؛ لأنها جعلت أسراب الأمل بإسرائها واجهة ملازمة تكاد تكون من نسيج هذا الوجه الذي يتسم بملمح أجواء سماوية، هذا المعنى لا يتأتَّى إلا لأصحاب البصيرة والفطرة السليمة، والعارفين بالشعر.

التعليقات مغلقة.