موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قراءة في رواية أيام بغداد للأديب الكبير خليل الجيزاوي

468

قراءة في رواية أيام بغداد للأديب الكبير خليل الجيزاوي



أول عتبات النص وما يلفت النظر للرواية؛:


العنوان “أيام بغداد ” يأخذنا إلى الملاحم والحروب والفتن ، وعصور زهو الخلافة الإسلامية ، وسنيّ سقوطها، بغداد عاصمة العراق عريقة الحضارة صاحبة الرافدين ، عصر هارون الرشيد الذي كان يكلم الغيمة ويقول لها : اذهبي أنى شئت فسيأتيني خراجك.
يأخذنا العنوان إلى شارع المتنبي وشعراء العراق والثقافة العربية حيث كانت عاصمتها العراق.
الغلاف وجه المرأة ذات النظرة العميقة ودلالات عيناها وما بها من ألم وحزن وبصيص من اأمل وفرح .
وسنجد هذه المرأة حاضرة في نساء الرواية .
فهي أم محمد بطل الرواية
،وهي المرأة التي جعلها محمد تبيت على سطح الفندق شفقة ورحمة بها ،و حبيبة عماد التي تسببت في قتله.
أو أن هذه المرأة كل نساء الرواية اجتمعن في ملامحها.
أو أنها ضحى وكريمة سوزان اللواتي كتب الكاتب لهن الإهداء.
ومن الإهداء يوحي لنا الكاتب أن الرواية تجربته الذاتية.
اللغة : سلسة بسيطة لا تتعب القارئ في البحث عن معانٍ لكلمات ما عادت مستخدمة كما يتحفنا بعض الكتاب بوضع كلمات ما عادت تعرفها لغة الكتابة منذ عصور.
السرد والحوار : جاءا متناغمين كل في موضعه فلم يَجُرْ أحدهما على الآخر.
وكان السرد ممتعا يصف الصراع المتوالي ما بين البطل ومجريات الأمور وما بين البطل ونفسه في بعض الأحيان.
الحبكة : متقنة منذ البداية حتى النهاية.
الأشخاص : كان كل منهم الرئيس والثانوي موظفون ببراعة بنفسياتهم ومعتقداتهم مع الأحداث والصراعات التي تعج بها الرواية.
النهاية: تركها الأديب مفتوحة لتكمل حلقة الصراع ولا تحمل سفينته التي ركبها منذ البداية إلى مرسى فجعلها تتلاطم بتردد ما بين البقاء والرجوع.

  • الرواية-
    تأخذنا الرواية إلى ثمانينات العصر الماضي، حيث كانت العراق وجهة الشباب للعمل، فقد
    كانت الحرب سببا في قلة اليد العاملة من أبناء العراق فكان المصريين هم من يسدون هذا الفراغ، وكان العراق يستقبلهم كأحد أبنائه فقد كان الرئيس صدام حسين عاشقا لمصر، تبدأ الرواية بثلاثة شباب جامعيين من إحدى قرى مصر يستقلون الباخرة من السويس إلى العقبة للوصول من بعدها إلى العراق للعمل في الإجازة الصيفية للإنفاق على دراستهم، ووضح لنا الكاتب رغبة محمد في أن يستمر في العمل حتى موعد الامتحان وكان في هذه الاثناء الامتحان مرة واحدة وليس على (ترمين)
    أهال منظر السفينة وأعداد المسافرين بطلنا محمد حتى أنه تساءل.
    هل مصر كلها مسافرة على هذه السفینة؟!!
    وكأنها بالنسبة له من ضخامتها وكثرة ما تحمله من أشخاص(سفينة نوح)
    أو أنها نداهة تطلق صَفِیرُهَا فلباها طوابیر من المسافرين على متنها ، وأشار إلى من كانوا یموتون في صنادیق الموت في هذه الآونة يعودون فقط ( لیدفنوا في ترابها المقدس)،
    يبتعد الصديقان عماد ومجدي منذ بداية الرحلة عن محمد لينبئنا الكاتب عما ينتويان فعله، وعند ركوب السفينة يتعرف محمد على يوسف
    يعود، بنا الكاتب فلاش باك مع محمد ليخبرنا بالأعمال اليدوية التي عمل بها ليساعد أمه في تكاليف تعليمه ومصاريفه الشخصية أثناء الإحازة الصيفية ،وما وجده في كل عمل من اربابه ومعلميه ،ليتضح لنا حجم المعاناة التي لاقاها محمد ليكمل تعليمه والتي كان سببها بداية عندما طلب من امه عشرين جنيها فلم ترفض رغم قلة ذات يدها، وابتسمت له ورفعت یدها الیمنى قائلة:
    حاضر یا حبیب أمك..
    ثم ابتسمت وهي تُشیر بإصبعیها السبابة والوسطى وتباعد بینهما قائلةً
    بس ممكن بس نخلیهم على دفعتین..
    عندئذ قرر البحث عن عمل، حتى یُغطى نفقات دراسته ويزيح عن كاهل أمه معاناتها من أجله.
    ينتقل محمد إلى معاناة جديدة بعد النزول من السفينة من استغلال السائقين للغرباء، وكيف يكون هو بعد ذلك قائد كتيبة المسافرين وحاميهم بعدما يجبر أحد هؤلاء السائقين على إعادة ما أخذه من مال دون وجه حق مرغما بعد أن استولى محمد على رخصة قيادته عندما بدأ يشك في تصرفاته .
    يذهب محمد إلى أحد أقاربه في سامراء حيث يعمل ابن خالته عادل ، الذي يرحب به ويصدمه في أن نوعية العمل المتاح يدوي صعب على مثله أن يقوم به من أعمال حفر وما شابه ،ويعطيه مبلغا من المال (خمسمائة دينار) فيقبله محمد على سبيل الاقتراض ، يرضى عادل بذلك ويقول له أعطه لخالتك عند عودتك الي مصر .
    يتعجب لكمية الصور التي توضع للرئيس صدام حسين في الشوارع وعلى واجهات المحلات حتى محل الحلاقة فيخبره الحلاق بسر هذه الصور التي يملأ بها واجهة محله والتي نصحه بها ضابط على أن يحلق له مجانا بعدها، عندما كان الصغار يلعبون الكرة ويكسرون له زجاج محله، وعندما عمل بالنصيحة ووضع الصور، ابتعد بعدها الأولاد نهائيا رهبة بعد أن أدوا التحية العسكرية للصورة، وفاز صاحب النصيحة بالحلاقة مجانا، وكان الخوف والرعب من صدام بطل قصة أخرى عندما أصيب السائق بالرعب من أحد أعضاء حزب البعث الذي ركب الحافلة ،وحرر محضرا للسائق لأنه غيّر خط السير ورفع الأجر ، حتى بعد أن أخبره الركاب أنهم هم من طلبوا ذلك من السائق.
    ويردد السائق بعدها القانون قانون أنا المخطئ.
    يعود محمد إلى بغداد ليبحث عن عمل عند الحاج جبر ، ولكنه يجد العمل لديه أيضا لا يناسبه، فمنحه الحاج جبر قرضا جديدا حتى يجد عملا.
    فكان يوسف ملجأه ،ورغم صعوبة العمل في الحديد المسلح عمل فيه أسبوعا حتى أصيب بمرض في رأسه منعه من أن يكمل العمل .
    فيذهب إلى النجف عند ابن خالته على النجار الذي يعمل مدير فندق في مدينة الشيعة المقدسة ،وهنا يدخل في صراع جديد بين عقائد السنة والشيعة وأن هناك مساجد للسنة ومساجد أخرى للشيعة ،ويستمع لأحد الشيعة الذي يجهش بالبكاء عندما يحكي مأساة آل البيت ویقول: ألا لعنة اﷲ على الأمویین، ألا لعنة ﷲ على الأمویین، قتلة آل بیت رسول اﷲ صلى اﷲ علیه وسلم ،قُلْ: آمین، فيرددَ خلفه محمد : اللهم آمین..”
    يفرح على النجار بقدوم محمد ليتسلم العمل في الفندق ليحل محله فترة الإجازة ،حتى إذا عاد من الإجازة ،يعود محمد إلى مصر ليكمل دراسته الجامعية .
    يجد أخيرا محمد ضالته في وظيفة لائقة يشرف على الفندق كمدير وينجح في ذلك، فيبدأ صراع جديد بين محمد ونفسه حيث حاز ثقة صاحب الفندق ،فقد حول سطح الفندق إلى مبيت في أوقات الزحام فزاد دخل الفندق ، وعندما أخذ الجيش كل الخبز من الأفران دبر خبزا من الأهالي حل به المشكلة ثم اشترى فرنا خاصا بالفندق .
    ثم جاء صراع من نوع آخر وهو ضحى ابنة صاحب الفندق ومشكلتها مع اللغة الإنجليزية التي استطاع محمد حلها ، ،فكان تعلق ضحى به يزيد من صراعة النفسي خوفا من أن يتورط معها ويتزوجها فيفقد جنسيته ثم يذهب مرغما للحرب ،فكان من قتل صديقه عماد الذي أقام علاقة مع امرأة متزوجة ما يزيد من مخاوفه من أي علاقة ، وكذلك ماحدث لمجدي الذي، ذهب للحرب بعد زواجه من عراقية بشهر واحد ،فلم يسمح قلبه أن يميل لحب كريمة رغم جمالها وإعجابها به ،ولم يجارِ ضحى بعد أن باحت له بحبها ،وكان ذلك الصراع ما جعل من تردد محمد في العودة سببا لجعل نهاية الرواية مفتوحة .
    ليجعل للقارئ يتخيل ما يمكن أن يكون إن هو عاد أو إن بقي.

التعليقات مغلقة.