قراءة في ومضة “سوءة” للكاتبة العراقية م.زنوبيا الأسدي بقلم عاشور زكي
سوءةٌ
سترتها العروشُ؛ عرّتها المتاحفُ.
القراءة:
العنوان: سوءة أو سوأة
حينما بحثت عن المفردتين في المعجم وجدت سوأة في المعجم الوجيز تعني: الخلّة القبيحة.
لكن وجدت أنهما بنفس المعنى في معجم المعاني: عورة الإنسان، وسميت سوءة لأن ظهورها يشينه ويعيبه.. والسوءتان هما القبل والدبر للإنسان.
وكما ترون العنوان كاشف للنص، إذ أنه جزء من جسد الومضة.. فهل يشينه أم يزينه؟!
صدر الومضة: سترتها العروش.
السوءات في القصور، حيث الملوك على عروشها.. يتم سترها بالزينة، والأبهة، والتيجان المرصعة بالجواهر والنفائس.. والحرملك المملوء بالجواري الحسان من كل الألوان يحرسنهم الخصيان، لا يقربنهم إنس ولا جان.
ربما أرادت الكاتبة أيضًا معنى السوءة النقيصة في الإنسان والخلال والصفات القبيحة تحجبها سطوة العروش، وقهر الجيوش.
عجز الومضة: عرّتها المتاحف.
التعرية والعري مضاد الستر.. فإذا كانت العروش في زمانها قد سترت الخلال القبيحة للملوك في زمانها وسطوتها وسلطانها؛ فإذا أصبحت العروش أثرًا بعد عين، تتعرى السوءات في المتاحف التي تعمل للمحافظة على آثار السابقين على حالتها عارية دون سلطة إذا كان الأثر تماثيل أو مومياوات..ولنا في فرعون أية.. حيث قال تعالى:” اليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك أية.. “.
فما زال مومياؤه محفوظًا في المتحف حتى الآن مما يدل على إعجاز القرآن في الحفاظ على جسد هذا الطاغية المتأله حتى الآن.
وغيره من الطواغيت ذوي السوءات العظام.
التكثيف: الومضة مكثفة مكونة من خمس مفردات بالعنوان الكاشف للنص.. حيث بدا جزءًا من جسم الومضة مما جعله مكشوفًا.
حسب رأيي المتواضع ربما كان الأفضل الصيغة التالية:
إعجازٌ
سترت سوءاتهم العروش؛ عرّتها المتاحف.
الجمال في الومضة: التضاد بين ستر/عرّى
والتناقض بين العروش الذي يعبر عن الزمن الماضي والمتاحف التي تعبر عن الزمن الحاضر…
ومضة جميلة أرجو إن أكون قد وفقت في قراءتها وسبر أغوارها.. مع تمنياتي لكم بقراءة ممتعة.
في أمان الله.
التعليقات مغلقة.