موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قراءة في ومضة قصصية للأديب المصري الأستاذ خيري الازغل بقلم الأديب عبد العظيم بن خجو

643

قراءة في ومضة قصصية للأديب المصري الأستاذ خيري الازغل بقلم الأديب عبد العظيم بن خجو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد شدني منشور للأستاذ خيري الازغل بعدما صادفته في أكثر من مجموعة، يطلب فيه من القراء قراءة ومضته المعنونة ب “مسافات” وإخباره بما فهموه منها.. وشدتني أكثر التعليقات من قبيل (ليست ومضة قصصية)، (ليتك تغير العنوان)، (ليتك قمت بشكلها) …إلخ
وفي الحقيقة لم أكن لأكتب هذه القراءة لولا أنه وبعدما تجرأت وأبديت وجهة نظري وعلقت على منشور الأستاذ خيري الازغل -وهكذا أنا كلما شدني موضوع ما أحشر أنفي فيه- أبدى إعجابه بما كتبت.. وهذه هي

الومضة:
مسافات
قطع الطريق؛ وصل.

وهذا هو نص التعليق الذي كتبت له:
لكل مشتاق متعلق بغائب لن يعود، وتحرقه المسافات والموانع..
الحل الوحيد ليصل إلى الهناء وراحة البال هو بأت يقطع الطريق؛ وقطع الطريق هنا هو التخلي والتوقف والكف..

قراءة بقلم عبد العظيم بن خجو في ومضة قصصية للأديب المصري الأستاذ خيري الازغل

مسافات
قطع الطريق؛ وصل.
خيري الازغل
.
ننطلق من عنوان النص فكما هو معلوم عنوان النص هو المؤشر الأول والمفتاح الذي لا غنى لنا عنه، وبدونه لن نستطيع فهم مقصود النص وما يخفيه.. والعنوان هنا -وكما هو معلوم في هذا الفن الأدبي فن الومضة القصصية- جاء اسما نكرة، بصيغة الجمع “مسافات” وهو جمع مسافة، والمسافة في المعاجم تعني البعد بين مكانين، وهي المساحة والمقدار، وتستعمل للزمان كذلك، مسافة يوم، مسافة شهر… وجمعها مسافات أو مساوف..
إذن ومن خلال العنوان يمكن أن نقول أن الومضة قد تعبر عن البعد والفراق، وربما الشوق والحنين والفقد..
لفهم الومضة أكثر ومحاولة الاقتراب من قصد صاحبها، علينا الغوص أكثر والتطرق إلى نص الومضة، ونبدأ بصدرها: قطع الطريق
قطع بفتح القاف والطاء والعين، دائما في المعاجم تأتي بمعنى الحد والتوقف والكف، نقول: قطع صلاته؛ أي أبطلها بكلام أو نحوه، وقطع الحبل؛ أي فصل جزءا منه عن جزء، وقطع الرحم؛ أي لم يصله، وقطع صديقه؛ أي هجره وتركه…
الطريق معلوم وهو المسلك الواسع والممر الرحب الذي يسلكه الإنسان فلا ضيق فيه ولا زحام..
إذن فالفاعل المسستر الغائب الذي تقديره هو قام بقطع الطريق، عجبب! الفكرة مبهمة وغير واضحة!
ننتقل لعجز الومضة لنقوم بربط كل أجزائها ونحاول فهمها، عجز الومضة عبارة عن فعل ماض: وصل.
وصل تعني بلغ وانتهى، وصل إليه أي بلغه؛ فكيف لمن قطع الطريق أن يصل؟!
إذا عدنا لعنوان الومضة، نستطيع أن نقول أنها فعلا تتحدث عن الحنين ولهفة الشوق والتوق إلى اللقاء، وأخذا بهذه الفكرة، نفهم من الومضة ما سبق وقلته تعليقا على منشور الأستاذ الفاضل..
“لكل من يحن إلى غائب أو بعيد يشعر أن لقاءه أقرب إلى المستحيل، فسبيله ليصل إلى الهناء والراحة والطمأنينة، هو بقطع طريق الأمل والانتظار والتمني، فأحيانا تشبث المرء بأمل واهٍ هو ما يقتله”؛ وهنا بالضبط -أقصد بين القطع والوصول (قطع/وصل)- تكمن المفارقة والدهشة..
.
وأقول:
إن العنصر المفقود هنا في هذه الومضة -وغيابه هو ما أعطى للومضة هذا الغموض وجعلها محط جدل نقاش- هو مفردة ما تعبر عن الشوق خصوصا أو المشاعر عموما، فالومضة مكونة من أربع كلمات كلها لا ترتبط بمشاعر الإنسان إلا من بعيد بعيد، ولكن إذا أراد القارئ أن يجد حلقة الوصل بين مفردات الومضة وإذا شده الفضول وأراد تذوق الفن المختبئ خلف هذا الغموض، سيجد الكثير من السبل والمبررات والتأويلات، لتتضح له بعدها الكثير من المقاصد والمعاني التي لم يستطع لمسها من أول قراءة..
وهنا تكمن قوة هذا الفن الأدبي القزم، عبارة رغم قصرها إلا أنها قد تفهم بطرائق كثيرة ومختلفة، كل يفهمها حسب توجهه، ومشاغله، وإيديولوجيته التي تأثر على فكره..
أرى أن هذه الومضة متكاملة، مثلت جيدا هذا الفن الرائع وتبنت كل عناصره من تكثيف ودهشة وتشويق وغموض..
وطبعا سيختلف فهمها -كما قلت- من قارئ إلى آخر، وهذا هو الجميل وهذا هو المطلوب في الومضة القصصية..
تحياتي ومودتي للأستاذ خيري الازغل وأرجو له كل التوفيق والنجاح.

بقلم عبد العظيم بن خجو
10.07.2023

التعليقات مغلقة.