قراءة للومضة القصصية : إنسانية: بقلم عاشور زكي وهبة
إنسانية
صمدت أمام أسلحة الدمار؛ صُدِمَتْ بقرار الإزالة.
العنوان:
(إنسانية)..من إنسان وإنس..وكل ما يميز الإنسان عن الحيوان الأعجم..كل الصفات الإنسانية الخيرة التي تتمثل في ثلاث خصال: الخير والحق والجمال..هذه هي طباع الإنسانية الحقة التي تميزها عن الهمجية..
لماذا خلق الله الإنسان؟ كي يعمر الأرض بصفات الخير والحق والجمال..
الملائكة عند خلق آدم نظروا للجانب السلبي من الإنسان:” قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟… الأية”
وقال تعالى:” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون؛ ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين”.
إذن خلق الله الإنسان لعبادته ولعمران الأرض؛ وليس للهدم وسفك الدماء.
صدر الومضة:
صمدت أمام أسلحة الدمار.
يتكون الصدر من أربع كلمات.
الفعل الماضي الثلاثي الصحيح ( صمدت ) والمصدر ( صمود ) وما أدراك ماذا يعني صمد؟ أي قاوم وجابه وقوي في مواجهة أسلحة الدمار.
أي أنه لم ينهزم أو يستكين؛ بل امتاز بالمروءة وهي من الصفات الإنسانية القويمة
والصمد اسم من أسماء الله الحسنى الذي يعني الدوام والاستمرارية في الوجود.
أسلحة الدمار ليس المقصود بها هنا فقط أسلحة الدمار الشامل المحرمة دوليًّا؛ بل الأسلحة الأخرى التي تتمثل في الثلاثي النكد: الجهل والفقر والمرض..أليست هذه أسلحة دمار للإنسانية؟!
وهل تخرب البشرية إلا باستيطان تلك الآفات الثلاثة في الإنسان؟!
فإذا كانت هذه العلل الثلاثة بجانب أسلحة الدمار الشامل وغير الشامل المحرمة دوليًّافي مواجهة الإنسانية الصامدة المقاومة للخراب ماذا تكون العاقبة؟
عجز الومضة:
يتكون العجز من ثلاث كلمات.
صُدِمَت بقرار الإزالة.
صُدِمَت فعل ثلاثي صحيح مبني للمجهول..لأن الفاعل هنا معلوم..من الذي يصدر قرار الإزالة؟ لا تصدر إلا من جهة حكومية معترف بها ومقننة للقرارات سواء بناء أو إزالة…
تصدر الحكومات القرارات التي تؤدي إلى إزالة كل معاني الإنسانية التي تظهر فيها صفات الخير والحق والجمال في الإنسان حينما تكون حكومات فاشلة لا تراعي الحقوق الآدمية لمواطنيها في تعليم جيد يقاوم الجهل، وتأمين صحي صحيح يجابه المرض؛ ومشروعات تنموية مشروعة تصرع الفقر المتفشي في الشعوب.
ولتعلم أستاذنا الكريم / أستاذتنا الفاضلة أنّ كلامي ليس موجهًا لدولة بعينها ولا حكومة بذاتها..فكما تعلمت منكم أن كلما كان الأدب موجها للإنسان بصفة عامة، كلما كان ناجحًا.
المفارقة:
بين صمود الإنسانية أمام أسلحة الدمار المحرمة دوليًا؛ نجد صدمتها من تقنين التدمير بقرار حكومي ممول من ضرائب الشعب لإزالة كل ما يمت للإنسانية بصلة..
التكثيف
كما ترى الومضة كلماتها محدودة تكونت من ثماني مفردات بالعنوان:
إنسانية/صمدت/أمام/ أسلحة/الدمار/صُدمَت/
بقرار/ الإزالة.
مواطن الجمال: الجناس الناقص بين ( صَمَدَت ) و ( صُدِمَت )
التضاد بين أسلحة الدمار المُحرّم من قبل المجتمع الدولي/ قرار الإزالة المُقَنَّن من قبل الحكومات الوطنية.
هذه قراءتي لومضتي المتواضعة.. ولكم مطلق الحرية في نقد الومضة وبيان مواطن قوتها ومواضع ضعفها.
دمتم في أمان الله.
التعليقات مغلقة.