موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قراءة معاصرة للثورة الفرنسية..بقلم د.أحمد دبيان

536

قراءة معاصرة للثورة الفرنسية

د.أحمد دبيان

قراءة معاصرة للثورة الفرنسية

قامت الثورة الفرنسية عام ١٧٨٩ فى مجتمع زراعى عانى القمع والتمايز والقنانه ،
كان القمع والتهميش دمويا وكانت السخرة دين البوربون والاقطاع المرسخ ، المساند لها .
وقد كان لظهور فولتير وميرابو ، ومنهجة الافكار الفلسفية لميثاق فعل وحركة ، الدور الاكبر فى قيادة الطبقة البورجوازية للجماهير المهمشة ، ولأن الثورة والتى جاءت كرد فعل طبيعى لقمع وغبن ينافى منطق الحوادث والأشياء وتانجو الجغرافيا والتاريخ .

حرية إخاء ومساواة

شعار عبر الجغرافيا ويمثل فى جوهره فلسفة الاديان الحقيقية قبل ان يحرفها الكهنوت المتاجر والمرسخ لمصالحه المتزاوجة مع مصالح السلطة .

ورغم محاولة الابقاء على لويس السادس عشر فى ظل ملكية دستورية الا ان مؤامراته لاستعادة سلطته واستدعائه القوى الأجنبية من اجل هذا عجل بانهاء الملكية وتدحرج رأسه ورأس زوجته على المقصلة وقامت الجمهورية الأولى .
ولان الثورة كانت بلا قيادة مركزية ، او فرد ممثل لها او هيئة مركزية تحكم غرقت فى اشكالية الخضوع لتجاذبات الجماهير وتموجاتها وانفعالاتها . ورغم بروز انبياء لها غرقوا ايضا فى فوضى الدم روبيسبير ، جان بول مارا وسيطرة التيارات الراديكالية بتطرفاتها من يعاقبة صارعوا الجيرونديت ليعلوا نجم الجيرونديين بعدها ويذوق دهاقنة اليعاقبة عناق نصل المقصلة ،

لتغرق الثورة بعده فى ردة ثورية ويعلو نجم نابليون بونابرت كممثل لاحلام الجماهير فى قيادة مركزية تزيح تموجات فوضى الدم .

استغل نابليون الطاقة المتفجرة للثورة الفرنسية ، لتتتحرك النواة من فرنسا وتلقى بظلال الكتروناتها وسحاباتها فتشمل كل القارة الأوروبية .

لم تقف القوى الاستعمارية الممثلة لمصالح الرأسمالية التجارية فوقفت انجلترا تصارع التمدد وتضرب محاور ارتكازه فى مصر والقارة الاوروبية الى ان انتهت الجولة فى واتر لو ورغم ردة العودة للمكلية البوربونية كملكية دستورية وتولى لويس الثامن عشر الذى كان من داخله يريد اعادة النظام الملكى المطلق مرة اخرى وحاول بقدر الامكان ان يسير بفرنسا في هذا الاتجاه. ثم مات لويس الثامن عشر فخلفه في الحكم اخوه شارل العاشر اللذي كان ملكيا متطرفا يريد ان يرجع الامور الى سابق عهدها بشكل فج .

الا ان طاقة الثورة كانت اكبر من تقزيمها بردة ملكية فشلت سابقا ولاحقا فى تحقيق العدالة الاجتماعية لجماهير لم تفقد ذاكرتها التاريخية .

قامت الثورة الفرنسية الثانية عام ١٨٣٠ وطردت شارل العاشر . وهنا صنع الشعب الفرنسى شيئا عجيبا فقد قال مرة اخرى فليكن الحكم ملكيا . ولكن هذه المرة نحن الذين سوف ننصبه واختاروا شخصا عاديا من الشعب ولاينتمى لاى اسرة ملكية او من النبلاء .

اختار الشعب لويس فيليب ملكا عليهم بعد ان كان مواطنا عاديا لويس فيلييب والذى كان بورجوازيا صغيرا وفى الوقت ذاته رجل أعمال .

كان لويس فيليب يعتبر نفسه من ضمن البرجوازيين الصغار وكانت كل قرارته تصب في صالح كبار رجال الأعمال . كان من لهم حق التصويت في تلك الفترة وطبقا للدستور الفرنسى ملاك الاراضى فقط.

وبالتالى كانت كل الحكومة منهم وكانت كل القرارات تصب في صالحهم. فكانت حكومة لويس فيليب هي حكومة رجال الاعمال او بمعنى ادق رجال المال.
ازدادت ثروة هذه الطبقة بشكل ضخم حين سادث حالة من الكساد في فرنسا في الاعوام 1846 و 1847 ولكي يستطيع البرجوازيون الصغار تسيير امورهم فقد اقترضوا قروضا كبيرة من رجال المال اللذي ازدادت ثرواتهم بهذا مرة اخري. وكان المطلب الاساسى للشعب اللذي ينادي به معظم الناس هو حق التصويت وبالتالى يجلس نواب عنهم في البرلمان وتدخل عناصر منهم الى داخل الحكومة لتأخذ قرارات تتبنى مصالحهم.

اصبح الفرنسيون ينظرون بعيون تملؤها الحسد نحو الانجليز حيث لم تقم عندهم اى ثورة وبالرغم من ذلك فقد صدر قرار بمنح كل من يدفع ضرائب للدولة تزيد قيمتها عن 10 جنيهات سنويا حق الانتخاب. وكانت وسيلة الفرنسيين في التعبير عن هذا تظهر من خلال الموائد الشعبية حيث كانت المظاهرات السياسية و التجمهرات ممنوعة في ذلك الوقت. فكان الفرنسيون يجلسون على هذه الموائد العامة يعلون الصوت بمطالبهم ويهتفون للحرية و للمساواة وللأخوة.
أصدرت الحكومة قانونا تمنع فيه تلك الموائد. فكان الحنق و الغضب عظيمين ، وجاءت ثورات الربيع الاوروبى ككرة ثلج وتدحرجات قطع دومينو وحين جاءت الانباء بان الصقليين قد قاموا بثورة ضد حكم اسرة البوربون و اعلنوا استقلالهم كان هذا الخبر كالشرارة اللتى انطلقت في مناخ متوتر فانفجر الموقف. فخرج الفرنسيون الى الشارع يهتفون باسقاط الحكومة وكان طوفان الباريسيين في الشوارع لانهاية له.فاضطر الملك الى اقالة رئيس حكومته بعد يوم واحد من اندلاع المظاهرات.

فرحت الجماهير بسماع الخبر وانطلقت الى مبنى البرلمان تحوطه واراد البعض اقتحامه و حين أطلق الجنود الرصاص على الشعب وراح ضحية هذا اثنان وخمسين متظاهرا خرجت كل الجماهير تهتف بسقوط الملك والذي فر الى انجلترا.

.
أسس لثوار جمهوريتهم الثانية في 23 فبراير عام 1848 وتولت حكومة مؤقتة السلطة. ودعت الى انتخابات عامة بعد شهر تقريبا لاختيارجمعية تأسيسية تضع دستورا جديدا وتشكل حكومة وتحضر للانتخابات الرئاسية. واصدرت الحكومة المؤقتة قرارين في غاية الخطورة. القرار الاول هو اعطاء حق الانتخاب لكل الفرنسيين الذكور. وكان معنى ذلك اضافة 9 مليون ناخب جديد الى من يحق لهم الانتخاب. وبقى محظورا على المرأة الانتخاب كما كان الحال في كل الدول الاوروبية. اما القرار الثاني فكان اقرار ان حق العمل حق اساسي للمواطن الفرنسي وقامت الدولة بانشاء ورش عمل وطنية لمنح المتعطلين عن العمل فرصة لكسب الرزق عن طريق تعبيد الطرق او زرع الاشجار. فحصل اقبال رهيب على ورش العمل هذه وتم توظيف مئات الالوف بهذه الطريقة.
لكن ازمة فرنسا الاقتصادية كانت مرعبة. فعندما فر لويس فيليب لم يفر وحده انما فر معه الاثرياء باموالهم فحدث نزوح رهيب للثروة الى خارج فرنسا وكانت ايرادات البلاد متوقفة و الاضرابات و المظاهرات قد شلت حركة البلد.

ثم ان مشروع ورش العمل الوطنية قد كبد خزانة الدولة تكاليف باهظة.فمن اين تأتى الحكومة بالاموال؟ قد قررت رفع الضرائب على الفلاحين وملاك الاراضى الزرعية.لكن الفلاحين رفضوا تنفيذ هذا القرار. وقالو ان الدولة تريد ان تحل مشكلة اهل المدن الكسالى على حساب الفلاحين المظلومين. فبالتالى كانت ورطة الحكومة المؤقتة ضخمة. وساد وسط الفرنسيين ذعر وقلق بشأن المستقبل وفي اثناء هذه الظروف وبعد شهر من انطلاق الثورة نظمت قوى المحافظين انفسهم وكان شعارهم عودة النظام وانهاء حالة الفوضى. واسسوا حزبا يحمل اسم النظام. وكان معنى النظام عندهم عودة الامور كسابق عهدها ايام لويس فيليب. وفي هذه الاجواء تم تنظيم الانتخابات. وللمفاجاءة لم يحصل الثوار سوي على مقعد واحد واحد في داخل المجلس التاسيسي وكانت حصة الاسد لصالح حزب النظام وللقوى المعتدلة.

شعر الثوار بخيبة الامل. وكانت الثورات الاوربية في بلاد اخرى قد بدأت في الحدوث .فاخذ الثوار يضغطون على الحكومة من اجل دعم تلك الثورات وخصوصا ثورة بولندا.
وتغيرت خريطة الثوار فبعد ان كانت تضم طبقة العمال والطبقات البرجوازية الصغيرة و الصناعية. وكانت لهذه الطبقات دورا مهما في ثورة 1848 وخصوصا طبقة البرجوازيين الصغار. تغيرت هذه الخريطة واصبح البرجوازيون و العمال يقفون في صفين متضادين. فلقد رأى البرجوازيون ضرورة الاستقرار واهمية ان تدور عجلة الحياة مرة اخرى. وخصوصا البرجوازيون الصغار اللذين كانوا على وشك الافلاس او افلسوا بالفعل.

اصدرت الحكومة في شهر يونيو قرارا بالغاء ورش العمل الوطنية فثارت ثائرة العمال فخرجوا الى الشوارع ونصبوا المتاريس وقطعوا الطرق. وقامت حرب شوارع بين الثوار وقوات الجيش اللذي وصل عدد قواته الى اكثر من 120 الف. ووقف البرجوازيون وخاصة الصغار كما قلنا على الجانب المقابل وتم القضاء على هذه الانتفاضة. وكانت هذه الحادثة اشارة الى ان الثورة قد انتهت.

المفاجأة انه بعد ان هدأت الامور وبعد ان بذل البرجوازيون الصغار جهدا ضخما في القضاء على انتفاضة العمال وجد البرجوازيون الصغار انفسهم في مقابل دعاوى قضائية لرد الديون اللتى عليهم واللتى هي واجبة السداد الان. وكان معظم هولاء عاجزين عن دفع ايجار محالهم منذ بداية الاحداث من الشهر الثاني. وفشلت كل المحاولات لجدولة ديون هؤلاء البرجوازيين الصغار على اعتبار ان الاحداث الثورية كانت السبب الاساس خلف تعثر هؤلاء الافراد. وكان سبب هذا الفشل تعنت البرجوازيين الماليين ووجودهم القوي في المجلس التأسيسى والحكومة. فافلس هؤلاء البرجوازيون الصغار و اضطروا مرة اخرى الى العودة الى صفوف العمال من اجل البحث عن عمل مقابل اجر.
وهنا فقدت شريحة كبيرة من القوى اللتى قامت بالثورة مكانها. ثم اقيمت الانتخابات الرئاسية في شهر ديسمبر عام 1848 وكان هناك 4 مرشحين متنافسين اهمهم لويس بونابرت وهو كان ابن اخى نابليون بونابرت. وكان دكتاتورا متسلطا ولكن الناس رأت ان الامان مع دكتاتور قادر خير من عدم الامان مع الثورة. أجريت الانتخابات وحصل بونابرت على أضعاف عدد الاصوات اللتى حصل عليها اقرب منافس له. وكان اسم عائلته بونابرت من عوامل نجاحه فلقد اختاره دعاة الملكية ومعظم افراد الجيش وكل الفلاحين. وتم انتخاب مجلس وطنى ذو سلطات مع نابليون. والذى حله بعد ثلاث سنوات رغم ان سلطاته الدستورية لا تسمح له بذلك واعلن نفسه امبراطوارا للبلاد واطلق على نفسه اسم نابليون الثالث وانتهت بذلك الجمهورية الفرنسية الثانية.

التعليقات مغلقة.